واصلت الأسهم الآسيوية الارتفاع حيث راهن المستثمرون على قدرة الاقتصاد الأميركي على الصمود في وجه حالة عدم اليقين المرتبطة بأجندة الرئيس دونالد ترمب الجمركية.
وارتفع مؤشر لأسهم آسيا بنسبة 0.4%، بقيادة شركات صناعة الرقائق مثل تي إس إم سي (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)، وسامسونغ. في المقابل، تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 1.1% بعدما هدّد ترمب بفرض رسوم جديدة على اليابان، ونتيجة صعود الين الذي يُضعف تنافسية الصادرات.
أما العقود الآجلة لمؤشر إس آند بي 500 فبقيت مستقرة بعد أن سجّل المؤشر أفضل ربع له منذ ديسمبر 2023، وأنهى جلسة الإثنين عند مستوى قياسي. في غضون ذلك، قفز الدولار التايواني بنسبة 2%، مرتداً بعد أكبر خسارة له منذ مايو 2001.
المخاوف لا تزال قائمة
قالت جون بي ليو، المؤسسة ومديرة المحافظ في تين طاب (Ten Cap)، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: أعتقد أن النصف الثاني لا يزال إيجابياً إلى حد كبير. نحن نختلف مع من يتوقعون انهياراً حاداً في سوق الأسهم. نرى أن الأساسيات قوية جداً.
جاء صعود الأسهم الآسيوية عقب بلوغ وول ستريت مستويات قياسية في نهاية ربع قوي، وسط آمال بقرب التوصّل إلى اتفاقات تجارية ملموسة بين الولايات المتحدة وشركائها الكبار.
وعززت الرهانات على استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، أفضل أداء لسندات الخزانة في النصف الأول من العام منذ خمس سنوات.
ومع ذلك، لا تزال حالة الغموض الأوسع بشأن تأثير سياسة ترمب الجمركية على الهيكل طويل الأجل للاقتصاد العالمي حاضرة، ويظهر ذلك في تراجع الدولار بنسبة 10.8% خلال النصف الأول من العام، وهو أسوأ أداء نصف سنوي له منذ عام 1973. وهدأ المؤشر الذي يقيس أداء العملة قليلاً يوم الثلاثاء.
توتر متجدد مع اليابان قبل مهلة 9 يوليو
تصاعدت لهجة ترمب تجاه اليابان قبل أكثر من أسبوع بقليل من موعد عودة الرسوم الجمركية المرتفعة في 9 يوليو على عشرات الشركاء التجاريين، ومن ضمنهم اليابان. واتهم ترمب طوكيو بعدم رغبتها في قبول صادرات الأرز الأميركية.
وكان الرئيس الأميركي قد وصف في وقت سابق تجارة السيارات بين البلدين بأنها غير عادلة، وألمح إلى احتمال الإبقاء على رسوم بنسبة 25% على السيارات.
وقال هيدييوكي إيشيغورو، كبير الاستراتيجيين في نامور أسيت مانجمنت (Nomura Asset Management)، إن ترمب يثير الاضطرابات عبر التعبير عن عدم رضاه عن قضايا مثل السيارات والأرز، ما يشير إلى تعثّر المفاوضات التجارية مع اليابان.
وأضاف: في حال تم تعليق المفاوضات أو انهيارها من جانب واحد، فقد يقوّض ذلك الافتراضات الأساسية وراء الاستثمار في الأسهم اليابانية.
كما أثّر ارتفاع الين سلباً على الأسهم اليابانية، رغم تحسن ثقة الشركات الصناعية الكبرى في يونيو. وقد تعزز هذه القراءة المفاجئة موقف محافظ بنك اليابان كازو أويدا في إبقاء رفع الفائدة على جدول أعمال الاجتماع المقبل للبنك المركزي نهاية الشهر.
كوريا الجنوبية تقود المكاسب في آسيا
ارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.9%، متصدراً المكاسب في آسيا، بدعم من أسهم الشركات القابضة، على خلفية توقعات بموافقة البرلمان على مُراجعة القانون التجاري هذا الأسبوع.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت السندات يوم الإثنين، قبل صدور تقرير الوظائف يوم الخميس (بسبب عطلة 4 يوليو يوم الجمعة). وقد توقّع بنك غولدمان ساكس أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في سبتمبر، معتبراً أن الآثار التضخمية للرسوم الجمركية أقل مما كان متوقعاً.
ويُتوقَّع أن يُظهر تقرير التوظيف لشهر يونيو تباطؤاً في نمو الوظائف إلى نحو 110 آلاف، انخفاضاً من 139 ألفاً في الشهر السابق، فيما يُرجّح أن يرتفع معدل البطالة إلى 4.3%، بحسب مسح أجرته بلومبرغ.
وفي أخبار الشركات الآسيوية، قامت وحدة رئيسية تابعة لمجموعة سوفت بنك اليابانية ببيع سندات دولارية بقيمة مليار دولار، في أول إصدار عالي التصنيف للوحدة في الأسواق الأميركية.