أفادت دراسة صادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) أن الواردات الأمريكية من السلع الصينية الخاضعة للرسوم تراجعت إلى 95 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بـ 130 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2018 ؛ مما يعني أن الصين فقدت ما يعادل 35 مليار دولار.


كما أظهرت الدراسة أن حرب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم رفعت الأسعار على المستهلكين الأمريكيين.


ووفقا لوكالة رويترز، قال التقرير ”إجمالا، تشير النتائج إلى أن الرسوم الأمريكية على الصين تضر بكلا الاقتصادين.. الخسائر الأمريكية ترتبط بدرجة كبيرة بارتفاع الأسعار على المستهلكين، في حين ترتبط خسائر الصين بفواقد صادرات كبيرة.“


وقال أليساندرو نيكيتا، محرر التقرير والاقتصادي في أونكتاد، إن الشركات الصينية بدأت بمرور الوقت تمتص بعض التكاليف الإضافية للرسوم حيث انخفضت أسعار التصدير ثمانية بالمئة في الربع الثاني من 2019، لكن هذا أبقى 17 بالمئة مازالت ”على عاتق المستهلكين الأمريكيين“.


وكانت الشريحة الأشد تضررا من الرسوم الأمريكية هي واردات الولايات المتحدة من الأجهزة المكتبية ومعدات الاتصالات الصينية، والتي تراجعت 15 مليار دولار. وبمرور الوقت، فإن حجم فاقد الصادرات الصيني يتزايد بموازاة تنامي الرسوم، حسبما ذكرته الدراسة.


في غضون ذلك، تقدمت دول أخرى لملء الفراغ الذي تركته الصين. وتذكر الدراسة تايوان كأكبر مستفيد من ”تحول مسار التجارة“، حيث زادات صادراتها إلى الولايات المتحدة 4.2 مليار دولار في النصف الأول من 2019. وتركزت تلك الزيادة في معدات المكاتب والاتصالات.


وزادت المكسيك أيضا صادراتها إلى الولايات المتحدة بمقدار 3.5 مليار دولار، ولاسيما في معدات الزراعة والنقل والكهرباء. ورفع الاتحاد الأوروبي صادراته 2.7 مليار دولار، معظمها في المعدات، وفقا لنتائج الدراسة.


وقال نيكيتا ”كلما طال أمد حرب التجارة، تعززت فرص أن تكتسب تلك الخسائر والمكاسب صفة الدوام.“ لكن الاقتصادات الأخرى لم تلتقط كل خسائر التجارة الصينية مما يعني دوام الفقد التام لتجارة بمليارات الدولارات.


ولم يحلل التقرير أثر الرسوم الصينية على واردات بكين من السلع الأمريكية بسبب عدم توافر البيانات التفصيلية بعد.


ولا تشمل الدراسة أيضا أحدث مرحلة من حرب التجارة — بما في ذلك رسوم عشرة بالمئة على سلع إضافية صينية تستوردها الولايات المتحدة بنحو 125 مليار دولار دخلت حيز النفاذ في أول سبتمبر أيلول — وإن كانت تشير إلى أن من المرجح أن تفضي لتفاقم الخسائر القائمة.