سجّل الدولار الأمريكي ارتفاعًا أمام العملات الرئيسية، بما في ذلك الين واليورو والفرنك السويسري، يوم الخميس بعد صدور بيانات أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي خلق وظائف أكثر مما توقعه المحللون، وهو ما يشير إلى احتمال تأخير مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة.
وارتفع الدولار بنسبة 0.77% ليصل إلى 144.78 ينًا، كما صعد بنسبة 0.58% إلى 0.797 فرنكًا سويسريًا. وفي المقابل تراجع اليورو بنسبة 0.47% ليسجّل 1.1743 دولارًا مقابل العملة الأمريكية.
صاحب ارتفاع الدولار صعود في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. فقد ارتفع عائد السندات لأجل عامين، والذي غالبًا ما يتحرك بالتوازي مع توقعات أسعار الفائدة، بمقدار 8.9 نقاط أساس ليصل إلى 3.88%. كما ارتفع عائد السندات الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 4.9 نقاط أساس ليبلغ 4.342%.
بيانات سوق العمل التي صدرت منذ قليل
أظهر تقرير الوظائف الأمريكية لشهر يونيو ارتفاع في وتيرة التوظيف مع تباطؤ معدل البطالة، وذلك وسط متابعة دقيقة من المستثمرين لأي مؤشرات جديدة على ضعف سوق العمل، في ظل تصاعد الجدل حول موعد خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة المقبلة.
وأضاف الاقتصاد الأمريكي 147,000 وظيفة في القطاعات غير الزراعية خلال يونيو، وهو رقم يفوق التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة 111,000 وظيفة فقط. كما انخفض معدل البطالة بشكل مفاجئ إلى 4.1%، في حين كان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاعه إلى 4.3%.
أما في شهر مايو، فقد أضاف الاقتصاد 144,000 وظيفة، بينما استقر معدل البطالة عند 4.2%. وتمت مراجعة أرقام شهر مايو بالزيادة يوم الجمعة، بعد أن كانت تُقدّر سابقًا بـ 139,000 وظيفة.
وارتفع متوسط الأجور بالساعة في يونيو بنسبة 0.2% مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 3.7% على أساس سنوي، بينما كانت التوقعات تشير إلى زيادة بنسبة 0.3% شهريًا و3.8% سنويًا. وفي المقابل، انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.3% مقارنة بـ 62.4% في الشهر السابق.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة العمل الأمريكية أن الطلبات الأولية لإعانات البطالة الحكومية بلغت 233,000 طلبًا بعد التعديل الموسمي خلال الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي أشارت إلى 240,000 طلب. وتمت مراجعة أرقام الأسبوع السابق صعودًا إلى 237,000 طلب.
مؤشرات متباينة لسوق العمل
يأتي صدور هذا التقرير في وقت بدأت تظهر فيه مؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأمريكي، وفقًا لبيانات صدرت مؤخرًا. فقد أظهرت بيانات شركة ADP يوم الأربعاء أن أصحاب العمل في القطاع الخاص خفّضوا عدد الوظائف بمقدار 33,000 وظيفة خلال يونيو، وهي أول خسارة شهرية للوظائف في القطاع الخاص منذ مارس 2023.
كما ارتفعت طلبات إعانات البطالة المستمرة إلى أعلى مستوياتها منذ نحو أربع سنوات.
لا تباطؤ شامل حتى الآن
ورغم هذه المؤشرات، لم تظهر البيانات حتى الآن وجود تباطؤ شامل وواسع النطاق في سوق العمل. فقد أظهر مسح الوظائف ودوران العمالة (JOLTS) لشهر مايو أن عدد الوظائف الشاغرة في نهاية مايو بلغ أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2024. كما أظهرت البيانات أن معدلات الاستقالة والتوظيف لا تزال عند أدنى مستوياتها خلال العقد الأخير.
وفي هذا السياق، قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في ADP يوم الأربعاء، إن من الواضح الآن أن زخم التوظيف قد تباطأ في سوق العمل الأمريكي، لكنها شددت على أن ذلك لا يعني بالضرورة أن النصف الثاني من العام سيشهد انخفاضًا مستمرًا في الوظائف، وفق تعبيرها.