مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفي ظل المحاولات العديدة التي تقوم بها كلا البلدين للفوز في هذه الحرب، تمتلك الصين مجموعة كبيرة من الأدوات التي تًساعدها على تجاوز الرسوم الجمركية، من بينها المعادن النادرة.
يرى المحللون أن المعادن الأرضية النادرة، والتي أصبحت الآن جزءًا من الحرب، بعدما أعلنت بكين وقف صادرات مجموعة واسعة من المعادن الأرضية النادرة التي تستخدم في عملية تصنيع المغناطيسات الأساسية، والتي تحتاجها العديد من الصناعات الأميركية الحيوية.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية وقف صادرات البلاد من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، أي المغناطيسات التي يتم تصنيعها من خلال المعادن الأرضية النادرة.
ودخل القرار الصيني حيز التنفيذ في الرابع من أبريل الجاري، دون إطار تنظيمي واضح، وهو يشمل معادن الساماريوم، والجادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيتيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.
تُستخدم هذه المعادن في صناعة المغناطيسات الموجودة في المحركات الكهربائية للسيارات والطائرات بدون طيار، والروبوتات، والصواريخ، وكذلك المركبات الفضائية.
وبناءًا على هذا القرار، أصبح تصدير المعادن المتأثرة بالقرار يستوجب استخراج ترخيص خاص، ما يمنح السلطات الصينية مزيدًا من السيطرة،
وبموجب القرار أصبح بإمكان الصين منع شركات أمريكية معينة -في قطاع الدفاع مثلًا- من الوصول لهذه الإمدادات التي يصعب استبدالها أو الحصول عليها من مصادر أخرى.
اتخذت الصين هذا القرار بالرغم من الأرباح الهائلة التي كانت تحققها من تصدير المعادن النادرة للصين، لكنها تريد الإشارة إلى حجم الضرر الذي قد تلحقه بالشركات الأمريكية والبرامج العسكرية التابعة لها، كما هددت بالتصعيد، في محاولة منها للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية التي وصلت إلى 145% على منتجاتها.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تعتمد بصورة كبيرة على واردات المعادن الأرضية النادرة من الصين، حيث شكلت حوالي 70% من واردتها في الفترة من 2020 وحتى 2023.
وبالرغم من أن شركات الطيران والأسلحة الأمريكية لديها مخزونات من تلك المعادن، إلا أنها كميات صغيرة وليست كافية لتلبية احتياجاتها حتى لعدة أشهر.
ومن شأن هذا القرار أن يؤثر سلبًا على الصناعة الأمريكية، حيث قالمارك سميث المدير التنفيذي لشركة نيوكورب إنه لا تخلو أي طائرة نفاثة تابعة لسلاح الجو الأمريكي من المعادن الأرضية النادرة بأشكال متعددة، وإذا توقفت الصين عن تصدير تلك المعادن فسيكون التأثير على جاهزية الجيش الأمريكي بشكل فوري.
وبالتأكيد تحاول الحكومة الأمريكية البحث عن حل وبدائل أخرى للمعادن النادرة الصينية، ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل لاتفاق مع أوكرانيا لتطوير إمدادت المعادن الأرضية النادرة لها.
كما وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا في مارس الماضي يطالب الوكالات الفيدرالية لتحديد المناجم والأراضي المملوكة للدولة التي قد تساعد في زيادة إنتاج المعادن النادرة، للتغلب على هذه الأزمة.