تقييم اي سوق بشكل دقيق لن يكون من السهل الوصول اليه، واذا لجأ المستثمر الى المقارنة بين سوق وآخر من خلال دراسة مدى ارتباط السوق مصدر الاهتمام بسوق اخر او اصل استثماري معين ، قد يتوصل الى الاثر او الارتباط المتبادل بين السوقين او الاصلين وقد يكون هذا الارتباط ايجابيا او سلبيا وكلا الحاليين يتضمن القوة والضعف ايضا، فمثلا عند دراسة اثر التغيرات التي تحدث على اسعار النفط من جهة وارتباطها بالتغيرات التي تحدث على مؤشر سوق دبي المالي خلال الخمسة عشر سنة الماضية قد نصل الى رقم قريب من 28% مما يدل على ان هذا الارتباط وحتى لو كان ايجابيا إلا أنه ضعيف ولا يصلح الى اخذه بعين الاعتبار اذا اردنا تقييم اداء سوق دبي المالي!!!

 

وكذلك الحال لو قررنا البحث عن العلاقة بين السوق مصدر الاهتمام والاسواق الاخرى الرئيسة ، ففي كلا الحالات سنصل الى نتائح متباينة على الرغم من قناعتنا بأن المتغبرات المختارة لها وزن واهمية اكثر مما تظهره الاحصائيات. هنا فكرنا في دراسة كل المتغيرات التي قد يكون لها اثر او ارتباط معين على اداء سوق دبي المالي ، ورأينا أن نجمع كل تلك المتغبرات معا ونختزلها بمؤشر واحد فقط اطلقنا عليه النسبة الذهبية . هذا المؤشر المقترح والي سيبقى تحت التجربة والتطوير يتضمن مقارنة بين اداء سوق دبي المالي واداء كلا من : سوق ابوظبي المالي ، السوق السعودي ، أسعار خام برنت ، أداء الداوجونز الامريكي و أسعار الذهب ، فقد تم دراسة كل تلك المتغيرات وجمعها معا حسب مستويات الاهمية والارتباط التاريخي مع مؤشر سوق دبي المالي وانتهينا الى نسبة واحدة تراكمية هي النسبة الذهبية والتي تعطينا تصور مشترك حول التقييم او المقارنة الحالية بين سوق دبي المالي مع تقييم الأسواق والاصول الاستثمارية التي رأينا ان لها اثر معين على السوق.

 

الرسم الموضوح اعلاه قد لنا تصور قد يكون الاكثر وضوحا حول مستويات التقييم لسوق دبي المالي، فنجد على سبيل المثال ان سوق دبي المالي كان يعتبر ضمن مستويات سعرية مبالغ بها Over Priced market في نوفمبر 2005 حيث كانت 7.43 وحدات من المؤشر كافية لشراء وحدة واحدة من النسبة الذهبية ، وتككر الوضع في ديسمبر 2017 وقبل بداية انهيار السوق متاثرا بالازمة العالمية 2008  وصلت النسبة الى 10.67 وحدة. وفي المقابل تبين لنا نت خلال هذا المؤشر ان سوق دبي المالي قد وصل الى حالة الافراط في البيع او السوق ذو التقييم المنخفضUnder Priced Market  في شهر يناير 2012 حيث سجلت النسبة الذهبية قراءة قاربت 47 وحدة، بمعنى اننا كنا بحاجة الى 47 وحدة من مؤشر سوق دبي لشراء وحدة واحدة من النسبة التراكمية المجمعة للمؤشرات المختارة مما كان يدل على انخفاض مبالغ فيه لمؤشر السوق.

 

نلاحظ ايضا تشكل 4 نقاط التقاء بين المتغيرين قد تكون بمثابة نقاط توازن بينها Break even Point تشير الى وجود السوق في حالة تقييم متعادلة ، وتزامن ان تكون النسبة الذهبية عند تلك النقاط بين 16 و 21 مرة على التقريب وكان المؤشر وقتها قريب من مستويات 3000-3500 نقطة تقريبا مما يشير الى ان النسبة الذهبية ترى ان القيمة العادلة لسوق دبي بين تلك المستويات.

 

حاليا تابعنا النسبة الذهبية وهي تسجل قراءة تصل الى 45 مرة خلال الشهر الحالي فبراير 2019 ، وهذه القراءة مساوية لتلك التي اشارت الى مبالغة عالية في التقييم المنخفض للسوق وخاصة خلال يناير 2012 كما اشرنا، وهنا قد نتوقع تشكل اتجاه داعم للعودة الى نقطة التوازن بين سوق دبي من جهة وبين اهم الاسواق المؤثره فيه، وذلك يفترض اما ارتفاع لمؤشر سوق دبي يفوق ارتفاعات الاسواق الاخرى واما تراجعات اكثر حدة في تلك الاسواق مقابل استقرار او تراجعات اقل حدة لسوق دبي ، وفي كلا الحاليين فان النسبة الذهبية تفترض ان نقطة الالتقاء المتوقعة قد تحدث قرب مستويات شبيهة بالتي تكررت سابقا وعلى مدار الخمسة عشر سنة الماضية والتي تحددها المستويات بين 3000 - 3500 نقطة ويبقى الزمن وحدة هو من سيثبت مصداقية هذه النسبة !!!