تراجع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات العالمية ، ليعمق خسائره لليوم السادس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،متخلياً عن التداول فوق حاجز 1.07 دولاراً ،مسجلاً أدنى مستوى فى شهرين ،بسبب مخاوف اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.
فى أوروبا تزداد الشكوك حول وجود زيادات إضافية فى أسعار الفائدة الأوروبية خلال الشهرين المقبلين ،خاصة بعد التعليقات الأخيرة الأقل تشدداً من بعض مسؤولي البنك المركزي الأوروبي.
وفى الولايات المتحدة ،زادت بقوة احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة الأمريكية مرة رابعة على التوالي بتوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع حزيران/يونيو المقبل ،خاصة بعد البيانات الاقتصادية القوية الصادرة مؤخراً فى الولايات المتحدة ،بالتزامن مع توالي التعليقات المشددة من صانعي السياسة النقدية الفيدرالية.
سعر صرف اليورو اليوم
انخفض اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.3% إلى 1.0673$ الأدنى منذ 20 آذار/مارس الماضي ، من سعر افتتاح التعاملات عند 1.0707 $،وسجل أعلى مستوى اليوم عند 1.0726$.
فقد اليورو يوم الاثنين نسبة 0.15% مقابل الدولار ، فى خامس خسارة يومية على التوالي ،ضمن أطول سلسلة خسائر يومية منذ شباط/فبراير الماضي.
تعليقات أوروبية
قال محافظ بنك إسبانيا وعضو البنك المركزي الأوروبي بابلو هرنانديز دي كوس يوم الاثنين ، بأن المركزي الأوروبي بات قريباً من إنهاء دورة تشديد السياسة النقدية.
زادت تلك التعليقات من حالة الشكوك حول وجود زيادات إضافية فى أسعار الفائدة الأوروبية خلال اجتماعات حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين
الفائدة الأوروبية
البنك المركزي الأوروبي أحد أبطأ البنوك المركزية الرئيسية فى مواجهة الضغوط التضخمية ،حيث تحتل أسعار الفائدة الأوروبية الترتيب السادس فى قائمة أسعار الفائدة للبنوك المركزية للعملات الثمانية الكبرى فى سوق الصرف العالمي.
ومن أجل الحصول على المزيد من الأدلة حول مستقبل أسعار الفائدة الأوروبية ،يترقب المستثمرون هذا الأسبوع ،صدور بيانات التضخم الرئيسية فى أوروبا خلال أيار/مايو ، والتي توضح مستوي الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي.
الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار يوم الثلاثاء قرابة 0.3% ،ليوسع مكاسبه للجلسة السابعة على التوالي ،مسجلاً أعلى مستوى فى شهرين عند 104.53 نقطة ،عاكساً استمرار الصعود الواسع فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
يأتي هذا الصعود فى ظل تسارع عمليات شراء العملة كأفضل استثمار متاح ، خاصة فى ظل التسعير المتصاعد فى احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال حزيران/يونيو المقبل.
أظهرت بيانات الأسبوع الماضي فى الولايات المتحدة ،نمو الاقتصاد الأمريكي بأفضل من التوقعات خلال الربع الأول ،مع انخفاض طلبات إعانة البطالة ،بالإضافة إلى ارتفاع غير متوقع فى نفقات الاستهلاك الشخصي خلال نيسان/أبريل.
الفائدة الأمريكية
عقب تلك البيانات بالتزامن مع تعليقات أكثر تشدداً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ، ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بوتيرة 25 نقطة أساس خلال اجتماع 14 حزيران/يونيو المقبل من 40% إلى 62% فى الوقت الحالي ، وتراجع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة من 60% إلى 38% حالياً.
فجوة أسعار الفائدة
الفجوة الحالية فى أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة نحو 150 نقطة أساس ،وقد تستمر تلك الفجوة بنفس الوتيرة الشهر المقبل ،فى حال قام المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة الأوروبية بوتيرة 25 نقطة أساس وكذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعات حزيران/يونيو.
وقد تتسع الفجوة إلى 200 نقطة أساس فى حال قرر البنك المركزي الأوروبي الابقاء على أسعار الفائدة الحالية دون أي تغيير ،فى المقابل قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس مع الاحتفاظ بأسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة ممكنة ،وهو ما سوف يضغط بقوة على سعر صرف اليورو.