تراجعت أسعار الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الاثنين، بعد أن ضغطت تصريحات أحد أعضاء الفيدرالي على المعدن الثمين من ناحية، ودعمت الدولار الأمريكي من ناحية أخرى.

وفي الوقت نفسه، يتجه الذهب لتحقيق مكاسب شهرية بالتزامن مع نمو التوقعات بأن البنوك المركزية العالمية الكبرى قد تقترب من نهاية دورات تشديد السياسة النقدية الحالية.

الذهب والدولار الآن

تراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.3% إلى 1994 دولار للأوقية.

فيما هبطت العقود الفورية بنسبة 0.14% إلى 1956 دولار للأوقية.

وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.12% إلى 101.517 نقطة.

الذهب عند التسوية الأسبوع الماضي

ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات، يوم الجمعة، مع تراجع مؤشر الدولار بعد صدور بيانات اقتصادية عكست تباطؤ الضغوط التضخمية.

وأظهرت البيانات ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي خلال يونيو، بنسبة 4.1% على أساس سنوي، وهو ما جاء أقل من التوقعات بزيادة 4.2%، ومقارنة مع شهر مايو، الذي ارتفع فيه المؤشر بنسبة 4.6%، وهو المستوى الأدنى منذ سبتمبر 2021، وينظر إليه بنك الاحتياطي الفيدرالي على أنه المؤشر المفضل للتنبؤ باتجاهات التضخم المستقبلية.

كما أوضحت البيانات أيضًا ارتفاع مؤشر تكلفة التوظيف الأمريكي - وهو مقياس واسع النطاق للأجور والمزايا – بنسبة معدلة موسميًا 1.0% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو، وهو ما جاء أقل من التوقعات البالغة 1.1%، ويعد تباطؤًا من زيادة بنسبة 1.2% خلال الربع الأول من هذا العام.

وفي نفس السياق، كشفت بيانات جامعة ميتشجان، ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك بنسبة 11.2% على أساس شهري عند 71.6 نقطة في القراءة المعدلة لشهر يوليو، مقابل 64.4 نقطة في الشهر السابق، وهو أقل من القراءة الأولية بارتفاع إلى 72.6 نقطة، وبشكل عام، عزا المسح، زيادة الثقة إلى التباطؤ المستمر في التضخم إلى جانب الاستقرار في أسواق العمل.

وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أغسطس بنسبة 0.75% أو ما يعادل 14.7 دولار لتصل إلى 1960.4 دولار للأوقية، لكنها حققت خسائر أسبوعية بنسبة 0.3%.

حافز صعودي ينتظر الذهب

قال مات سيمبسون، كبير محللي السوق في سيتي إندكس - City Index: تشعر الأسواق بالثقة في تقييمها بأن أسعار الاحتياطي الفيدرالي عند سعرها النهائي أو بالقرب منه، وذلك لأن تقارير التضخم الرئيسية من الولايات المتحدة تشير جميعها إلى أن التضخم يتباطأ.

وأضاف سيمبسون: لقد نجح ذلك في دعم أسعار الذهب منذ أن وجد دعمًا بالقرب من مستوى 1900 دولار، مشيرًا إلى أن السوق ظل في جزء من العام مرتبطًا عادةً بحركة أسعار متقلبة.

من المقرر أن تنهي أسعار الذهب هذا الشهر على ارتفاع، حيث ضغطت التوقعات بأن أسعار الفائدة الأمريكية قد تقترب من ذروتها على الدولار الأمريكي ليتجه نحو انخفاضه الشهري الثاني على التوالي.

وفي غضون ذلك، أثار اثنان من صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة احتمال إنهاء أكبر وأطول سلسلة من زيادات أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي.

أسعار الفائدة المرتفعة تثبط شراء السبائك غير المدفوعة للفائدة، والتي يتم تسعيرها بالدولار.

ووفقًا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية على إنفستنغ السعودية، ترجح الأسواق بنسبة تتراوح بين 61% إلى 80% تثبيت نطاق السياسة النقدية عند 5.25% و5.50% خلال الاجتماعات الثلاثة المتبقية هذا العام.

قال بادن مور، رئيس استراتيجية الكربون والسلع، لدى بنك أستراليا الوطني، إن المحفز الكبير التالي للذهب، خارج المخاطر الجيوسياسية، سيكون المزيد من التقدم في إجراءات التحفيز الصينية أو بداية تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية المتوقعة بحلول الربع الأول من العام المقبل.

كما بدا أن المعادن الثمينة الأخرى ستسجل ارتفاعات شهرية، مع تقدم الفضة الفورية بنسبة 6.5٪، لكنها انخفضت بنسبة 0.5٪ خلال اليوم عند 24.22 دولارًا للأوقية. وانخفض البلاتين بنسبة 0.9٪ إلى 927.38 دولارًا وتراجع البلاديوم بنسبة 0.3٪ إلى 1241.93 دولارًا.

تصريحات الفيدرالي أمس

قال نيل كاشكاري، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في مينيابوليس، إن الولايات المتحدة في طريقها على ما يبدو لتجنب ركود اقتصادي، لكنها قد تشهد ارتفاعا طفيفا في معدل البطالة مع استمرارها في مواجهة التضخم.

وأضاف كاشكاري، يوم أمس الأحد، أنه غير متأكد مما إذا كان الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، وأن صناع السياسة النقدية سيستعينون بالبيانات لتكوين آرائهم في هذا الصدد عندما يجتمعون في سبتمبر.

وقال كاشكاري إن الفيدرالي لديه النية للاستمرار في رفع أسعار الفائدة.

وقيّم رئيس البنك الفيدرالي في مينوبوليس حالة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية أنها تسير في مسار هبوطي. لكنه استدرك أن الحكم المتسرع والمسبق بانتهاء التضخم ليس جيدًا.