انخفضت أسعار النفط كسائر أسواق الأسهم الأوسع نطاقاً التي سجلت هي الأخرى مجموعة خسائر، بعدما أجلت إسرائيل غزوها البري لغزة وسط جهود دبلوماسية لتأمين إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن.
تراجع سعر خام برنت، الذي يُنظر له كمعيار عالمي لسوق النفط، إلى ما دون 92 دولاراً للبرميل، فيما اقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من مستوى 87 دولاراً بعد اقتناص أسبوعين متتاليين من المكاسب.
على الجانب الآخر، حذرت إسرائيل من أن أفعال جماعة حزب الله المدعومة من إيران قد تؤدي إلى جر لبنان المجاورة لساحة الحرب، فيما تتواصل الغارات الجوية العنيفة على حركة حماس في غزة. وجرى إجلاء أكثر من 60 ألف شخص في إسرائيل على طول الحدود مع لبنان.
مخاطر على سوق النفط
ارتفع خام برنت قرابة 8% منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري على وقع مخاوف تورط دول أخرى في الصراع، بما في ذلك لبنان وإيران وربما الولايات المتحدة. وتوفر منطقة الشرق الأوسط ثلث إمدادات العالم من النفط الخام، وتكمن المخاطر الرئيسية للسوق في احتمال تشديد واشنطن لإنفاذ العقوبات على النفط الإيراني، مع تعطيل طهران طرق الشحن الرئيسية.
توسيع إسرائيل للحرب يثير قلق الأسواق الناشئة إزاء إيران
أجلت إسرائيل الهجوم البري المتوقع بقوة على قطاع غزة –بضغط من الحكومات الأميركية والأوروبية– من أجل توفير الوقت للجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وهي الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوصفها جماعة إرهابية. كما أُطلق سراح أم أميركية وابنتها يوم الجمعة بعد توسط قطر.
يرى يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي للسوق في مؤسسة آي جي إيشا (IG Asia)، أن أسواق النفط تمر بحالة هدوء مؤقت بينما يشير التركيز على المساعدات الإنسانية وتأمين إطلاق سراح الرهائن إلى أن الغزو البري المحتمل من إسرائيل قد يتأجل لبعض الوقت، وربما يقلل ذلك مخاطر اندلاع مزيد من التصعيد، على الأقل في الوقت الحالي.
تقلبات أسعار النفط
عزز متداولو النفط مراكزهم الصعودية بسبب الحرب، وخلال الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر رفعت صناديق التحوط رهاناتها الإجمالية على أن سعرَي خامي برنت وغرب تكساس الوسيط سيرتفعان، وفقاً لبيانات البورصة الصادرة يوم الجمعة. كما زادت تقلبات أسعار النفط الخام في الأسبوع الماضي.
كتب محللو شركة أي بي سي كابيتال ماركتس (RBC Capital Markets)، بمن فيهم مايكل تران، في مذكرة، إن النفط الخام قد يرتفع بمقدار 10 دولارات للبرميل أو أكثر إذا تفاقمت الأزمة في الشرق الأوسط. مع ذلك، لا توجد مؤشرات على طول فترة ومدى استدامة هذا الارتفاع المحتمل.
لكن على الجانب الآخر، قد تعوض زيادة صادرات النفط في فنزويلا علاوة المخاطر الناتجة عن الحرب في الشرق الأوسط جزئياً، بعدما اتخذت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي الخطوات الأولى للتراجع عن العقوبات المفروضة على البلاد. ومن المتوقع أن تستفيد شركات مثل شيفرون وريبسول (Repsol)، وروسنفت (Rosneft) من زيادة الصادرات الفنزويلية.