انخفضت معظم الأسهم الآسيوية بعد جلسة قاسية في وول ستريت تسببت فيها مخاوف من أن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي قد أصبحت مبالغاً فيها.
انخفض مؤشر إم إس سي آي (MSCI) لأسواق آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تصل إلى 0.6%، حيث قادت أكبر شركات التكنولوجيا اليابانية الانخفاضات. جاء ذلك بعد أن تراجع مؤشرا إس أند بي 500، وناسداك 100، يوم الاثنين، حيث أثار نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة من الشركة الناشئة الصينية ديب سيك (DeepSeek) القلق بشأن صعوبة تبرير التقييمات المرتفعة. وكان العديد من الأسواق الآسيوية، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية، مغلقا يوم الثلاثاء بمناسبة بدء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
كما ارتفع الدولار مقابل جميع أقرانه من مجموعة العشرة بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيفرض قريباً تعريفات على أشباه الموصلات والمنتجات الصيدلانية وبعض المعادن أجنبية الصنع لإجبار المنتجين على التصنيع داخل الولايات المتحدة. وتم تأكيد تعيين سكوت بيسنت، الذي قالت صحيفة فاينانشيال تايمز إنه يدعم فرض رسوم تدريجية عالمية، وزيراً للخزانة.
كانت هناك بعض العلامات على أن الأسواق الآسيوية قد بدأت تستقر. وفي حين انخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.6%، فقد عوض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بعض خسائره. من بين الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا، تراجعت أسهم شركة أدفانتست بنسبة تصل إلى 11% وانخفضت أسهم مجموعة سوفت بنك بنسبة 6%، بينما افتتح مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ على ارتفاع.
ناقوس خطر
قال بيلي ليونغ، استراتيجي الاستثمار في غلوبال إكس إي تي إفس (Global X ETFs): لا أرى أن (ديب سيك) حدثاً ثورياً، بل هي بمثابة ناقوس خطر لإعادة ضبط تداولات الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وأضاف: من منظور أوسع، أتوقع أن يؤدي ذلك إلى تدوير القطاع بدلاً من انهيار السوق بشكل عام. كان الضجيج الأولي حول الذكاء الاصطناعي يركز بشكل كبير على الأجهزة، ولكن هذا قد يميل الآن نحو البرمجيات ومزودي الخدمات السحابية مع تطور الأخبار والرواية الخاصة بها.
ارتفعت أسهم شركة تشاينا فانك (China Vanke) بنسبة تصل إلى 14% في هونغ كونغ بعد أن تعهدت السلطات بدعم شركة التطوير الذي أعلن عن خسارة قياسية يوم الاثنين.
تسبب تراجع الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يوم الاثنين في إحداث تغييرات جديدة في الرواية التي سادت منذ إعادة انتخاب دونالد ترمب في نوفمبر، والتي تمثلت في التفاؤل المدفوع بالتكنولوجيا والتركيز حول خطة أميركا أولاً، وهو تفاؤل شهد مساراً واضحاً للأصول ذات المخاطر بفضل تخفيف القوانين الضريبية وحتى دعم الحكومة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
لم تشهد العقود الآجلة للأسهم الأميركية تغييرات كبيرة يوم الثلاثاء بعد بيع يوم الاثنين. وتراجعت عوائد السندات في آسيا مع ارتفاع العائد على السندات لمدة 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.55%، بعد أن انخفضت تسع نقاط أساس يوم الاثنين. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.3%، موسعاً مكاسب يوم الاثنين.
تشمل الأسواق الآسيوية الأخرى التي أغلقت خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة تايوان وفيتنام. ومن المقرر أن تغلق البورصات في هونغ كونغ وسنغافورة في وقت مبكر.
تراجعت أسهم شركة إنفيديا، والتي تعد أيقونة ازدهار الذكاء الاصطناعي، بنسبة 17% في نيويورك، مما أدى إلى خسارة 589 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي أكبر خسارة في تاريخ الأسهم.
توقف الزخم الصيني
يتعين على المستثمرين الصينيين التفكير في الكثير من الأمور مع بدء عطلتهم في رأس السنة القمرية الجديدة التي تستمر حتى الثلاثاء المقبل بعد تراجع النشاط الاقتصادي في الصين بشكل غير متوقع في بداية العام، مما أدى إلى توقف الزخم في الانتعاش الذي بدأ بإجراءات التحفيز، مما يبرز الحاجة لأن تقوم بكين بمزيد من الإجراءات لمنع تباطؤ آخر.
سيكون تركيز المتداولين حول العالم على إعلان الأرباح من شركات مثل مايكروسوفت، وأبل، هذا الأسبوع لاستعادة الثقة في مجموعة الشركات المعروفة باسم العظماء السبعة.
يتجه المستثمرون إلى دورة أخرى حاسمة لأرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث أن أسهم الشركات في هذه المجموعة قريبة من أعلى مستوياتها القياسية، والتقييمات مرتفعة. يعد التميز الرئيسي في هذه الدورة هو أن نمو أرباح المجموعة يُتوقع أن يكون في أبطأ وتيرة له منذ عامين تقريباً.
ديب سيك
تم تأسيس شركة ديب سيك في عام 2023 على يد ليانغ وينفينغ، رئيس صندوق التحوط القائم على الذكاء الاصطناعي هاي فلاير (High-Flyer). تُطور الشركة نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، مما يعني أن مجتمع المطورين بشكل عام يمكنهم فحص وتحسين البرمجيات. وشهد تطبيق الشركة على الهاتف المحمول قفزة كبيرة ليصل إلى قمة قائمة تحميلات متجر أبل في الولايات المتحدة بعد إطلاقه في أوائل يناير.
يميز التطبيق نفسه عن غيره من روبوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي التابع لشركة أوبن إيه آي من خلال التعبير عن التفكير المنطقي قبل تقديم الإجابة على الطلب. تدعي الشركة أن إصدارها أر 1 (R1) يقدم أداءً يعادل أحدث إصدارات أوبن إيه آي، وقد منحت الترخيص للأفراد المهتمين بتطوير روبوتات دردشة باستخدام هذه التكنولوجيا لتطوير تطبيقات أخرى تعتمد عليها.