تقرير خاص:

 

شهدت الساحة الدولية أحداثًا هامة ستؤثر تطوراتها على مسار الأسواق العالمية هذا الأسبوع، أهمها تهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية على الواردات الأوروبية، وحالة عدم اليقين حول الطلب على الخام في ظل تراجع إنتاج أوبك وتوتر الأوضاع في ليبيا.

 

جبهة جديدة في الحرب التجارية الأمريكية

 

 

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوصلته نحو منطقة اليورو في إطار حربه التجارية مع بقية العالم، إذ هدد بفرض تعريفات جمركية ضد سلع أوروبية بقيمة 11 مليار دولار، وذلك لتعويض الولايات المتحدة عن الضرر المزعوم الذي لحق ببوينغ نتيجة الدعم غير العادل الذي تقدمه بروكسل لشركة ايرباص.

 

وبالمثل، يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض تعريفات جمركية على سلع أمريكية بقيمة 12 مليار دولار رداً على تهديدات واشنطن.

 

ما يثير قلق المستثمرين من أن تصبح معركة بوينج – ايرباص التي يعود تاريخها إلى عام 2004، السبب في توترات تجارية عبر المحيط الأطلسي.

 

وفي سياق متصل، فإن تهديدات ترامب المستمرة بفرض رسوم جمركية تبلغ حوالي 25% على السيارات ومكوناتها المستوردة، قد تلحق أضرارًا أكبر بالنمو الاقتصادي العالمي من الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، كما قد تسبب اضطرابات في  سلاسل توريد قطاع الصناعات التحويلية العالمي.

 

آمال لتعافي اقتصاد الصين

 

 

كشف بيانات الصين عن انتعاش في الصادرات خلال مارس الماضي، مقابل تراجع الواردات للشهر الرابع على التوالي، فيما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 2.3%.

 

وتترقب بكين هذا الأسبوع الأرقام التي تعكس الناتج الإجمالي المحلي، والإنتاج الصناعي ومعدل البطالة، وذلك تزامنًا مع وصول المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة إلى محطتها الأخيرة.

 

وحذر خبراء من رد الفعل الحاد في الأسواق في حال عدم التوصل لاتفاق بين بكين وواشنطن، إذ يجب أن تعالج المفاوضات بين البلدين قضايا هيكلية مثل حرية التجارة وحقوق الملكية الفكرية وإجراءات لفتح الأسواق.

 

كما يأمل المستثمرون في ظهور بوادر تعافِ اقتصادي في الصين لتهدئة المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، بعد أن خفض صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع توقعاته العالمية لعام 2019 للمرة الثالثة.

 

ركود نمو الاقتصاد العالمي

 

 

للمرة الثالثة خلال ستة أشهر، خفض صندوق النقد الدولي تقديرات لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي، على خلفية التوترات التجارية المتنامية وأوضاع السياسة النقدية.

 

ورجح الصندوق في تقرير التوقعات المستقبلية، نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.3% خلال هذا العام مقارنة مع التوقعات السابقة الصادرة في يناير الماضي والبالغة 3.5%.

 

وفي سياق متصل، حذرت وكالة فيتش الائتمانية أن تباطؤ النمو لدى معظم الاقتصاديات الكبرى وعدم خفض مستويات الديون يهدد استقلالية البنوك المركزية.

 

ونصحت الوكالة المستثمرين بالنظر إلى الآثار المحتملة لتزايد الضغوط على البنوك المركزية واتباع سياسة نقدية لدعم النمو بوسائل غير اقتصادية.

 

 بريكسيت.. إلى تمديد جديد

 

 

قرر الاتحاد الأوروبي إمهال بريطانيا حتى 31 أكتوبر تشرين الأول للخروج سواء باتفاق أو بغير اتفاق شريطة مشاركة المملكة المتحدة انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في 23 مايو، والتعهد بعدم عرقلة أي قرارات هامة للاتحاد قبل خروجها.

 

وهذه الخطوة تعني أن بريطانيا لن تغادر التكتل دون اتفاق، لكنها لا تقدم صورة واضحة عن موعد أو كيفية الخروج أو حتى حدوثه من الأساس، في وقت تجاهد فيه ماي لكسب تأييد المشرعين لشروط الانسحاب.

 

وعليهـ كان رد الفعل على التمديد ستة أشهر إضافية هادئًا ولكن سلبيًا، حيث انخفض كل من الجنيه الاسترليني ومؤشر فوتسي 100 في المملكة المتحدة بشكل طفيف.

 

 

وهذه التطورات ستلقي بظلالها على محاور خطاب محافظ بنك انجلترا مارك كارني وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة.

 

 

توقعات متضاربة حول النفط

 

 

انخفض المعروض النفطي من دول أوبك إلى 2.2 مليون برميل يوميًا في مارس الماضي مقارنة بإمدادات نوفمبر، مع هبوط العرض من إيران وفنزويلا وعدم اليقين حاليًا بشأن ليبيا.

 

وتراجع إنتاج أوبك من النفط لأدنى مستوى منذ أربعة أعوام بقيادة السعودية وفنزويلا، وللشهر الرابع على التوالي هبط الإنتاج بأكثر من نصف مليون برميل، ليصل إلى 30.022 مليون برميل يوميًا.

 

إلى ذلك، ترى وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط يظهر إشارات حول تراجع المعروض مع الانتقال إلى الربع الثاني، لكن في الوقت نفسه حذرت من إشارات متضاربة من حيث توقعات الطلب.

 

وفي الوقت الذي يرى جولدمان ساكس أن أسعار النفط لن تعود إلى مستويات الذروة التي حققتها العام الماضي عندما وصلت إلى 86 دولاراً، يرجح  بنك آر.بي.سي بلوغ الخام مستوى 75 دولارًا للبرميل في عام 2019، مع احتمالات أن يسجل 80 دولارًا هذا الصيف.

 

خدمات نمازون ..  منصة التحليل الفني المبرمجة ... للأسهم الإماراتية والسعودية والأسواق العالمية