قال قسم الاقتصاد في بنك قطر الوطني (QNB) إن المؤشرات الرئيسية تُشير إلى أن التجارة العالمية لن تستمر في النمو، بل ستشهد تباطؤاً قد يصل إلى الانكماش في الأشهر المُقبلة.

 

وأوضح التقرير الصادر اليوم الأحد، وتلقى موقع (نمازون) نسخته، أن هناك ثلاث نقاط رئيسية تدعم هذا التحليل، أولها، أن البيانات عالية التردد في الاقتصادات الرئيسية (الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان) تُشير إلى ركود التجارة العالمية. فقد سجلت الاستطلاعات الفورية لمؤشر مديري المشتريات في الاقتصادات المتقدمة شهور اً متتالية من التباطؤ في طلبات التصدير الجديدة، التي تراجعت أكثر نحو منطقة الانكماش في أكتوبر.

 

ويؤثر ارتفاع التضخم بشكل سلبي على الدخل المتاح للإنفاق في الاقتصادات الرئيسية، مما يقلل الطلب الكلي. وهذا متوافق مع التباطؤ المستمر في نمو التجارة في الاقتصادات المُصدرة الآسيوية ذات التقارير المبكرة (اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وتايوان). وتقود هذه البلدان عادة اتجاهات التجارة العالمية، فهي تلعب دوراً رئيسي ا في سلاسل توريد الأنشطة الصناعية عبر مختلف القارات.

 

ثانيا،ً يتوقع المستثمرون الذين يستشرفون أوضاع السوق حدوث انكماش كبير أيضا.ً في الواقع، تشير توقعات المستثمرين بشأن الأرباح المستقبلية لقطاع النقل، وهو مؤشر رئيسي للنمو المستقبلي في التجارة العالمية، إلى انكماش حاد في الطلب على السلع المادية.

 

وبلغ مؤشر داو جونز للنقل، وهو مؤشر للأسهم يتألف من شركات الطيران والنقل بالشاحنات والنقل البحري والسكك الحديدية وشركات التوصيل، والذي يسبق أداؤه الصادرات العالمية بما لا يقل عن 3 أشهر، ذروته في مارس 2021 ، حيث انخفض بسرعة منذ ذلك الحين إلى معدلات تعكس الانكماش العميق.

 

ثالثاً، بحسب التقرير، من المُرجح أيضاً أن تؤدي تحركات العملات الأجنبية دورها في إحباط التجارة العالمية. يعتبر ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، المتوقع بفعل قوة جولات رفع أسعار الفائدة وتفوق أداء الاقتصاد الأمريكي، عائقا رئيسيا لنمو التجارة العالمية.

 

يتم إجراء حوالي 40% من التدفقات التجارية العالمية بالدولار الأمريكي، كما أن قوة الدولار الأمريكي تجعل الواردات غير الأمريكية أكثر تكلفة. ويؤدي هذا الأمر إلى مزيد من الضغط على الدخل المتاح للإنفاق أو حتى يدعم استبدال الواردات بالمنتجات المحلية، مما يؤثر سلبا على أحجام التجارة.

 

بشكل عام، من المتوقع أن تنخفض أحجام التجارة العالمية بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة. وتعكس التجارة البيئة الاقتصادية الكلية وهي مجرد مؤشر آخر على البيئة الصعبة التي ظلت سائدة في الأشهر الأخيرة.