تقرير خاص ـ (نمازون):

انتقلت شركة دريك آند سكل إنترناشيونال، من شركة رائدة بأعمال الهندسة الكهربائية والميكانيكية، في الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول الأفريقية والهند، إلى شركة تصارع الأزمات.

ويستعرض موقع (نمازون)، أهم المحطات التي مرت بها الشركة، في رحلة الصعود إلى القمة، قبل أن تتجه إلى الهاوية، بعد تراكم الخسائر، وتعدد الأزمات.

وبدأت الشركة مسيرتها في شهر نوفمبر 2008، وقامت بإدراج أسهمها في سوق دبي المالي، بعدها 4 أشهر من التأسيس، وأخذت تسير بخطى ثابتة، باتجاه توسيع نطاق حضورها على المستوى المحلي، والإقليمي والدولي.

وفي 2009، بدأت الشركة عمليات الاستحواذ والتوسع الجغرافي بشراء شركة دريك آند سكل للأعمال الهندسية بالكويت، إلى جانب افتتاح مكاتب لها في الأردن وتايلاند.

وتوسعت الشركة بالسعودية، في عام 2011، عبر الاستحواذ على حوالي 65% من أسهم دريك آند سكل السعودية، كما استحوذت على كامل أسهم شركة أي سي سي.

 

بداية الأزمة

وبدأت أزمة دريك آند سكل، في عام 2015، عندما انتقلت الشركة فجأة إلى الخسائر، بصافي خسارة بلغ نحو 827 مليون درهم، مثلت نحو 40% من رأسمال الشركة.

وفي عام 2016، سجلت الشركة خسائر صافية بقيمة 776 مليون درهم، لتقوم الشركة، وفي عام 2017، بإعادة هيكلة رأس المال من خلال شطب نحو 1.4 مليار درهم، من الخسائر المتراكمة للشركة.

وسجلت دريك آند سكل خسائر متراكمة بلغت نحو 5.1 مليارات درهم بنهاية عام 2018، تمثل 5 أضعاف رأسمال الشركة، البالغ 1.07 مليار درهم، ولم تعلن الشركة عن حجم الخسائر المتراكمة بنهاية عام 2019.

 

أداء السهم

ولم يكن السهم بعيدا عن الأزمات التي تمر بها الشركة، ليسجل خسائر سنوية بلغت نحو 53.6% بنهاية عام 2015، بعد أن فقد 1.92 درهم من قيمته، هبط بها إلى مستوى 1.66 درهم.

واستطاع السهم أن يتماسك، خلال عامي 2016 و2017، بعد أن شهد محصلة إيجابية، بارتفاع نسبته 15.7% و17.7% على التوالي، صعد بالسهم إلى مستوى 2.26 درهم، بنهاية 2017.

وعادت السلبية إلى السهم، في عام 2018، بعد أن اشتدت أزمة الشركة، ليسجل السهم خسائر سنوية بنحو 83.6%، هبطت بالسهم إلى مستوى 0.37 درهم، قبل أن يتم إيقافه في نوفمبر 2018.

 

توقيف الطبري

وأوقفت السلطات الأمنية في الأردن، في منتصف يناير الجاري، الرئيس التنفيذي السابق لشركة دريك آند سكل، خلدون الطبري، بمطار الملكة علياء الدولي خلال توجهه إلى المملكة المتحدة، وذلك بناء على نشرة حمراء من الإنتربول الدولي.

وباشرت السلطات القضائية الأردنية، التحقيقات بحق الطبري، وأخلت سبيله بموجب كفالة بعد أن تم الحجز على جواز سفره الأردني ومنعه من السفر، وطلبت ملفات القضية لمواصلة التحقيقات.

وأكدت شركة دريك آند سكل إنترناشيونال، في بيان لسوق دبي المالي، توقيف الرئيس التنفيذي السابق خلدون الطبري، من قبل السلطات الأردنية، بموجب الدعاوى المرفوعة ضده من قبل الشركة.

وتوجه الإدارة الحالية للشركة، مجموعة تهم إلى الرئيس التنفيذي السابق، تشمل الاستيلاء على أموال شركة مساهمة عامة، والتربح غير المشروع، وسوء الإدارة، وغيرها من التهم، بمطالبات تصل قيمتها لأكثر من مليار درهم.

وصدرت النشرة الحمراء عن الإنتربول الدولي، بموجب 15 شكوى جزائية مرفوعة ضده من قبل شركة دريك آند سكل، لدى نيابة الأموال العامة في أبوظبي.

 

إعادة الهيكلة

ورفضت الجمعية العمومية السنوية لعام 2018، إبراء ذمة بعض أعضاء مجلس الإدارة السابقين ومن بينهم عضو مجلس إدارة تنفيذي سابق وأحد أفراد عائلته.

وقرر مجلس إدارة شركة دريك آند سكل إنترناشيونال في يونيو الماضي، تعيين شفيق عبدالحميد رئيساً لمجلس الإدارة.

وأعلنت دريك آند سكل أن إدارتها الجديدة ملتزمة باستكمال التحقيق في جميع ممارسات الإدارة السابقة للشركة، وضمان حماية حقوق مساهميها بشكل كامل.

وأكدت أن التحقيق لا يزال مستمراً للكشف عن تجاوزات أخرى ارتكبت من الادارة السابقة بحق الشركة، ولكن على الشركة مراعاة سرية التحقيقات وخصوصية التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة.

وأشارت إلى أنها تسعى لتقديم ما يتوفر لديها من بيانات لتكون تحت تصرف السلطات المختصة لتصدر الحكم العادل بما ينصف المساهمين، ويعود بالشركة إلى مسار الربحية.

كما بينت الإدارة الجديدة أنها ملتزمة بالإسراع في تنفيذ خطة إعادة الهيكلة بالتعاون مع شركة شعاع كابيتال، للمحافظة على حقوق المساهمين، وإعادة الحقوق الضائعة.

واختارت الشركة شعاع كابيتال لمباشرة عملية إعادة الهيكلة وتحويل الشركة مجدداً إلى مسار الربحية، وإعادة الثقة بالشركة من جديد.

ووافق مجلس إدارة الشركة، في عام 2018، على حزمة الدعم المقدمة من الشريك الاستراتيجي، شركة تبارك للاستثمار لحين اكتمال عملية إصدار الصكوك القابلة للتحويل إلى أسهم.

وتشمل حزمة الدعم قروضاً حسنة ودعماً لدى المصارف لبعض المشاريع المستقبلية وإرساء مشاريع التشييد الجديدة والخاصة بالشركات التابعة لتبارك على شركة دريك آند سكل وشركاتها التابعة.

وكشفت الشركة عن أهم المحطات التي مرت بها خلال مسيرتها من خلال الشكل التالي: