توشك شركة ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب (Trump Media & Technology Group) على اتخاذ خطوة جديدة نحو إطلاق صندوق بتكوين متداول في البورصة، لتنضم إلى ساحة مزدحمة بعروض الاستثمار في العملات المشفرة المخصصة للمستثمرين الأفراد.
قدمت بورصة نيويورك يوم الثلاثاء مستندات تنظيمية لطرح صندوق تروث سوشيال بتكوين إي تي إف (Truth Social Bitcoin ETF)، مستخدمة اسم منصة التواصل الاجتماعي التابعة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وكانت ترمب ميديا، التي يمتلك ترمب حصة الأغلبية فيها، قد تقدمت في فبراير بطلب لتسجيل علامات تجارية لمنتجات استثمارية تتبع بشكل وثيق أولويات سياسات ترمب، ومن بينها عملة بتكوين. كما أبرمت الشركة اتفاقاً رسمياً مع شركة يوركفيل أدفايزرز (Yorkville Advisors) ومقرها نيوجيرسي، ووصفتها بأنها شركة لإدارة الأصول تتبنى مبدأ أميركا أولاً، لتتولى الإشراف على تمرير هذه المنتجات عبر إجراءات الموافقة التنظيمية.
صندوق يتتبع سعر بتكوين
أظهر ملف الإدراج المقدم يوم الثلاثاء أن شركة يوركفيل أميركا ديجيتال (Yorkville America Digital) ستتولى دور الراعي الرسمي لصندوق تروث سوشيال بتكوين الجديد المتداول في البورصة، والذي يهدف إلى شراء وبيع عملة بتكوين بغرض تتبع سعرها في الأسواق.
وبحسب الوثائق التنظيمية، ستكون منصة كريبتو دوت كوم (Crypto.com) أمين الحفظ للأصول الرقمية الخاصة بالصندوق، وذلك من خلال كيان تابع يُدعى فوريس داكس ترست كومباني (Foris DAX Trust Company LLC). المستند لم يتضمن أي إشارة مباشرة إلى ترمب، كما لم يتضمن رمز التداول الخاص بالصندوق أو الرسوم المترتبة عليه.
لم تستجب يوركفيل وترمب ميديا فوراً لطلبات التعليق.
في حال الموافقة على الصندوق، فإنه سينضم إلى أكثر من 60 صندوقاً من صناديق بتكوين الأميركية المتداولة في البورصة. إلا أن ما يميزه هو ارتباطه المباشر برئيس دفع باتجاه تبني تشريعات مؤيدة لعملة بتكوين، وطرح فكرة تأسيس احتياطي وطني من العملات المشفرة.
صرح إريك بالتشوناس، كبير محللي صناديق الاستثمار المتداولة لدى بلومبرغ إنتليجنس: من جهة، يُعد هذا تطوراً جديداً تماماً ويعكس دعماً كبيراً من شركة ترمب لعملة بتكوين. لكن من جهة أخرى، فهو مجرد طلب إدراج تقليدي ضمن فئة مكتظة للغاية، وسيكون على الصندوق بذل جهد كبير لجذب تدفقات المستثمرين والسيولة.
صندوق ترمب تحت المجهر
يأتي هذا الصندوق ضمن سلسلة من المشاريع المرتبطة بالعملات المشفرة التي تطورها شركات على صلة بترمب. فقد أعلنت شركة ترمب ميديا مؤخراً نيتها اقتراض أموال للاستثمار في عملة بتكوين، كما سبق أن صرحت بأنها تخطط للاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة التي تقوم بإصدارها.
هذه العلاقات أثارت انتقادات واسعة من خبراء الأخلاقيات، خاصة في ظل إمكانية استفادة ترمب مالياً من مجالات يشرف هو نفسه على السياسات المتعلقة بها. وسبق أن أكد البيت الأبيض أن الرئيس منفصل تماماً عن الشركات التي تحمل اسمه، كما نقل ترمب ما يُقدر بنحو 4 مليارات دولار من أسهم ترمب ميديا إلى صندوق استئماني يديره دونالد ترمب الابن.