تقرير خاص ,

فى 17 ابريل الماضى و قبل أسبوعين من نهاية الاعفاء الامريكى من حظر أستيراد النفط الايرانى لثمان دول ، أبحرت الناقلة جريس 1 من جزيرة خرج الايرانية محملة بنحو 2.1 مليون برميل من النفط الخفيف الخام ، اختارت الناقلة العملاقة حينها الطريق الطويل جدا من سواحل افريقيا الشرقية مرورا برأس الرجاء الصالح جنوبا و بطول القارة النامية غربا حتى مضيق جبل طارق فى اقصى الشمال .

كان المبرر الرئيسى وقتها لعدم تفضيل جريس 1 الطريق القصير ماديا و زمنيا قناة السويس المصرية هو ان غاطس القناة يبلغ 66 قدم ، فى حين ان غاطس الناقلة يبلغ 68 قدما بخلاف حمولتها و عرضها الذى يبلغ 120 مترا و طولها المقدر بنحو 330 مترا ، و هى الامور التى ضاقت ببعضها حتى التفريعة الجديدة للقناة .

 

فى الرابع من يوليو الماضى و أثناء عبور جريس 1 لمضيق جبل طارق الذى تسيطر عليه البحرية الملكية البريطانية قامت الاخيرة بإنزال عناصر مسلحة من هليكوبتر على سطح الناقلة و اقتيادها للجانب الاخر تحت اتهام خرق عقوبات الاتحاد الاوروبى بنقل النفط الايرانى الى سوريا ، و هو الامر الذى ردت عليه ايران بعد اسبوعين فى 19 يوليو الماضى بأحتجاز الناقلة البريطانية الفارغة من النفط ستينا امبيرو عند عبورها مضيق هرمز و بنفس طريقة الهليكوبتر الاستعراضية .

 

رد ايران جاء فى توقيت حرج قبل 4 أيام فقط من فوز رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون بمنصبه فى ظل انشغال بريطانيا الكبير بملف بريكست ، و هو ما استدعى تهدئة عملية بعد تصريحات حادة بين لندن و واشنطن و طهران عنوانها الرئيسى حرية الملاحة البحرية ، و هو ما افضى فى 15 اغسطس الجارى الى قرار سلطات جبل طارق التابعة لبريطانيا بالأفراج عن الناقلة الايرانية ... و لكن أى وجهة تسلك ؟!!!

لم تغب الادارة الامريكية عن المشهد حتى بعد الافراج عن الناقلة التى غيرت اسمها الى ادريان داريا رافعة علم ايران ، فواشنطن تحذر الجميع بحدة فى البحر المتوسط حيث اسطولها السادس من استقبال اكبر ناقلة نفطية لأيران فى الشرق الاوسط ، و تطلب من الدول اعادة احتجازها ...

 

و على الجانب الاخر تحذر ايضا طهران من المساس بناقلتها المحررة و تفرض تعتيما كاملا على وجهتها خشية العقوبات الامريكية على مستورى النفط الايرانى الذى تراجعت تدفقاته للاسواق العالمية الى 400 الف برميل يوميا بعد ان نجحت الولايات المتحدة الأمريكية فى حرمان طهران من تصدير نحو 2.7 مليون برميل يوميا بفعل العقوبات المتتالية حسب تصريح وزير خارجيتها مايك بومبيو مؤخرا .

 

و تبقى الاسئلة ...

هل تجد الناقلة الحائرة متعاون دولى فى البحر المتوسط يسهل مهمتها و يفرغ حمولتها ؟! و إذا حدث كيف ستعبر قناة السويس بعد عدم توافر الشروط الفنية لذلك ؟!!! ...

هل تعود الى مضيق جبل طارق و تسلك فى العودة نفس الطريق الطويل و القديم رأس الرجاء الصالح و تصل الى وطنها نهاية العام الجارى ؟! ... 

أم أن مسار الناقلة ادريان داريا سيحدد بعد الافراج عن ستينا امبيرو ناقلة بريطانيا الرهينة لدى ايران ؟!!!