تقرير خاص:

 

شهدت الساحة الدولية أحداثًا جوهرية من المتوقع أن تنعكس تطوراتها بشكل سلبي على أداء الأسواق العالمية هذا الأسبوع.

 

وأثارت زيادة أميركا الرسوم الجمركية على الواردات الصينية مخاوف المستثمرين من تأجج الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وبالتالي تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على النفط.

 

ووصل التوتر بين الولايات المتحدة وطهران إلى أعلى مستوياته مع إرسال واشنطن مجموعة حاملة طائرات وقاذفات قنابل إلى المنطقة لمواجهة الخطر الإيراني.

 

تصعيد الحرب التجارية

 

 

انتهت جولة المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين الجمعة دون التوصل اتفاق، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمضاعفة قيمة الرسوم الجمركية من 10% إلى 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.

 

وفي الوقت الذي أبدى فيه سياسيون واقتصاديون مخاوفهم من حدوث أضرار اقتصادية واسعة النطاق، يرى بعض المحللين بأنه لا يزال هناك وقت للمصالحة بين الجانبين، خصوصًا مع تأكيد ترامب أنه لا لداعي للتسرع من أجل التوصل لصفقة تجارية مع الصين.

 

وأدت تطورات النزاع التجاري إلى فقدان 20.5 مليار دولار من رصيد أسواق الأسهم العالمية حتى يوم الجمعة.

 

ورجح كبير الاقتصاديين في مجموعة سي إم إيه، إريك نولاند، أن يؤدي التعريفات الجديدة إلى خفض نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 1%، في وقتٍ تراجعت فيه صادرات بكين بشكل غير متوقع في أبريل، فيما تفاجأت الواردات بزيادتها الأولى خلال خمسة أشهر، ما رسم صورة مضطربة لاقتصاد الصين على خلفية زيادة الضغط الأمريكي.

 

كما يمكن أن تؤدي زيادة التعريفات إلى تراجع أرباح الشركات الأمريكية بنسبة 3%.

 

وتترقب الولايات المتحدة بيانات اقتصادية هامة هذا الأسيبوع، ومنها الإنتاج الصناعي وأسعار الواردات والصادرات وتصاريح البناء.

 

ضغوط على أسواق النفط

 

 

قلصت أسعار النفط مكاسبها لتسجل خسائر أسبوعية على خلفية تصعيد النزاع التجاري بين أكبر مستهلكين للنفط في العالم.

 

وارتفع انتاج أوبك خلال ابريل بمقدار 30 ألف برميل يوميًا عند 30.26 مليون برميل يوميًا، وشكل إنتاج العراق فوق السقف المتفق عليه ضغوطًا على أسعار الخام.

 

وفي مكان آخر، رفضت كل من سينوبك وسي إن بي سي، أكبر المشترين للنفط في الصين، شراء النفط الإيراني هذا الشهر، خوفًا من العقوبات الأمريكية التي امتدت لتشمل أيضًا مصادر الإيرادات غير البترولية.

 

وفي سياق متصل زاد التوتر بين ايران وأميركا، إثر إرسال واشنطن مجموعة حاملة طائرات وقاذفات قنابل إلى المنطقة تخوفًا من مؤامرة إيرانية مزعومة لمهاجمة المصالح الأمريكية في الخليج الفارسي.

 

كل هذه العوامل ستؤدي إلى تقلبات واضطرابات في سوق النفط هذا الأسبوع.

 

أزمة الليرة التركية

 

 

تراجعت الليرة التركية متجاوزة مستوى 6.24 مقابل الدولار الخميس، لتسجل أدنى مستوى لها في 8 أشهر، على خلفية قرار اللجنة العليا للانتخابات إعادة انتخابات رئيس بلدية إسطنبول، وما يثيره هذا الأمر من حالة غموض.

 

وتأثر أداء الليرة بالتوترات الجارية في الأسواق على خلفية زيادة حدة الحرب التجارية الأميركية الصينية، وعلاقة أنقرة المتوترة مع واشنطن مع تصميم تركيا على استيراد صواريخ إس 400 الروسية، ورفض أنقرة الالتزام بالحظر الأميركي على النفط الإيراني.

 

وكذلك، تجدد التوتر حول ملف التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، ودخول واشنطن والاتحاد الأوروبي على الخط.

 

وأمام هذه العوامل ستشهد الليرة أداءً متذبذبًا ما يخلق حالة من القلق وعدم اليقين لدى المستثمرين بشأن خطة تركيا لإعادة التوازن والاستقرار إلى الاقتصاد.

 

البتكوين تثير حيرة المتعاملين

 

 

سجلت البتكوين أعلى مستوى لها منذ 18 نوفمبر، دافعة العملات المشفرة الأخرى للصعود معها، الأمر الذي عزاه متعاملون ومحللون إلى عوامل فنية في ظل غياب أنباء محفزة.

 

وقفزت عملة البتكوين خلال تعاملات الخميس لتتجاوز حاجز 6 آلاف دولار للمرة الأولى، ولتبلغ قيمتها السوقية 107.8 مليار دولار.

 

وخلال أبريل زادت قيمة العملة بأكثر من 35%، الأمر الذي أثار حيرة المتعاملين والمستثمرين وسلط الضوء على أوجه الخلل في أسواق العملات الرقمية المشفرة التي لا تزال مثار جدل من حيث التنظيم والحماية.

 

إلى المزيد:

إنفوجرافيك: أداء العملات الرقمية الأكثر شعبية

عقوبات أمريكية جديدة على المعادن الصناعية الإيرانية

أيران تقلص التزاماتها النووية والـأوروبيون يرفضون إنذارات طهران

عقوبات أمريكا تُقلص صادرات الصين