في زيارة تاريخية يسعى الأمير محمد بن سلمان  ولي العهد السعودي رسم علاقات اقتصادية قوية بدول كبرى مثل باكستان التي زارها مؤخرا وبعدها بدأ أمس في وقت متأخر زيارة جديدة للهند ليخطو بالمملكة نحو طريق للشراكة الاقتصادية الآسيوية.

وفي تصريحات تؤكد تلك الخطوات التاريخية التي يقودها الشاب الطموح  الأمير محمد بن سلمان قال في أولى  ساعته في نيودلهي بعد استقبال رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي له:نرى فرصا بأكثر من 100 مليار دولار في الهند خلال العامين المقبلين.

وأوضح الأمير أن مودي زار السعودية في 2016 ونتج عن الزيارة في 2017 و2018 استثمارات في تكرير النفط والبتروكيمياويات.في العامين الماضيين كان هناك استثمار سعودي بـ 10 مليارات في مجال التقنية والشركات الصغير.

وبعد انقضاء الساعات الأولى من تلك الزيارة وقعت السعودية عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية مع الهند، شملت السياحة والإسكان والتجارة.

وفي تلك الزيارة بدأت الأذرع الحكومية تتبادل التصريحات الإيجابية لتأكيد تلك الخطوات التاريخية حيق قالت أرامكو السعودية إن الاستثمار في الهند يمثل أولوية للشركة، وإنها تتوقع أن يرتفع طلب البلاد على النفط إلى 8.2 مليون برميل يوميا بحلول 2040.

وقال سانجيف سينغ رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة حكومية لتكرير النفط الخام في البلاد الهند تتطلع إلى تقوية العلاقات مع السعودية.

وترتبط السعودية والهند بعلاقات تاريخية وطيدة وتعاون مشترك يجمع البلدين على كافة الصعد السياسية والاقتصادية وفي مجالات الأمن والدفاع.

وتأتي هذه الزيارة في إطار دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق أرحب، والإسهام في تأسيس أرضية صلبة ومناخ ملائم لمزيد من العمل المشترك.

وتتجلى عمق هذه العلاقة في كون السعودية اليوم هي الشريك التجاري الرابع للهند التي تستورد نحو 20% من حاجتها للنفط من المملكة، فيما تعدّ السعودية ثامن أكبر سوق للصادرات الهندية خلال العامين الماضيين تمثل 1.86 من صادرات الهند للعالم.

ويتجاوز التبادل التجاري بين السعودية والهند 25 مليار دولار، وتحويلات الهنود من المملكة إلى بلدهم تبلغ 10 مليارات دولار سنوياً.

في حين ينظر المكون الثقافي الهندي إلى المملكة كونها وجهة لمسلمي الهند البالغ عددهم 172 مليون نسمة ويشكلون نحو 14% من معدل السكان، وهي ثاني أكبر تجمع سكاني للمسلمين في العالم بعد إندونيسيا، وفق دراسة حديثة أصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

وتأتي زيارة الهند في مستهل جولة آسيوية للأمير السعودي ستشمل الصين.