أصدرت ديلويت تقريرها السنوي للعام 2018 حول قدرات البناء في دول مجلس التعاون الخليجي، يتناول التقريرالذي اطلعت نمازون على نسخة منه، نظرة الخبراء حول وضع القطاع الحالي وما إذا تخطى التحديات التي تواجهه، كما يطرح مواضيع أخرى ككيفية الاستفادة من تبني طرق بديلة لتنفيذ المشاريع وتسليمها، بالإضافة إلى التطور الذكي لمدن الغد.
في هذا السياق، علقت سينثيا كوربي، الشريكة في خدمات التدقيق، والمسؤولة عن قطاع البناء في ديلويت الشرق الأوسط قائلة: يلخص تقرير ديلويت السنوي للعام 2018 حول قدرات البناء في دول مجلس التعاون الخليجي كافة التحديات التي طرحها هذا القطاع خلال السنة الماضية، كما ويناقش الأفكار والحلول الممكنة للمساعدة في تغيير بيئة التعاقد وتمكين عملية تسليم المشاريع الرأسمالية الكبيرة للمالكين بشكل أكثر كفاءة وفاعلية. وهو تحول ليس بسهل، ولكنه يتمتع بالكثير من المزايا ومن المحتمل أن يكون مجزياً للغاية.
وأضافت: لسوء الحظ، لقد أسهم السوق التنافسي الشديد والتركيز على الأسعار خلال السنوات القليلة الماضية إلى تطبيق مبدأ المناقصة الأقل سعراً تحظى بالعقد، ليصبح السعر المنخفض العامل الحاسم في ترسية المناقصة. فعند توفر إمكانية الاختيار في سوق تحتدم فيه المنافسة، من الممكن طلب الجودة العالية بأقل الأسعار: إلا أن المقاولين والمطورين لن يتمكنوا من الاستمرار في هذا النهج. كما ستؤدي الضغوط إلى تخفيض التكاليف للفوز بالمشاريع، مما سيؤدي بدوره الى نشوب نزاعات متكررة، وإلى تآكل في هوامش الربح، وسيؤثر بالتالي على إنجاز المشاريع في مواعيدها.
في وقت يبحث المطورون عن طرق لبناء الأصول بتكلفة يمكن استردادها من خلال الحصول على عائد استثمار مقبول، لا بد من التركيز أكثر على التكلفة الكاملة للمشروع عوضاً عن التركيز على التكلفة الأولية فقط، مما سيحفز التغيير المطلوب في الشروط والأحكام والتعاون بين أصحاب المصلحة .
يقدم كبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع في هذا التقرير، وجهة نظرهم حول مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك نماذج التسليم البديلة وممارسات البناء المبتكرة. وفي هذا الإطار، يسلط مارك أندروز، المدير التنفيذي في شركة لينغ أورورك الشرق الأوسط، الضوء على أهمية البناء المعياري، قائلاً: تكمن ابتكاراتنا في المملكة المتحدة في الاستخدام المتزايد للبناء خارج الموقع (أي تخطيط وتصميم وبناء وتصنيع وتجميع عناصر البناء في غير موقعها النهائي بهدف تسهيل عملية بناء سريع وفاعل للهيكل الدائم (-Design for Manufacture and Assembly DfMA). يستخدم هذا الأسلوب الهندسة الرقمية ونمذجة معلومات البناء، وقدرات تصنيع البناء والخدمات اللوجستية - والتي تسهّل عملية التجميع في الموقع.
كذلك، أفاد تيم بارّ، الشريك المسؤول عن المشاريع الرأسمالية في ديلويت العالمية، والرئيس التنفيذي لقسم خدمات الاستشارات في ديلويت الشرق الأوسط قائلاً: إن طموح وحجم الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية والمشاريع الرأسمالية في منطقة الشرق الأوسط كبير- وليس فقط من المنظور المالي. لتحقيق هذا الطموح ولأداء أفضل لسلسلة التوريد، لربما حان الوقت لإعادة التفكير بشكل أساسي في كيفية تنفيذ المشاريع الرأسمالية.
وأضاف: غالباً ما توفر هذه المشاريع بنية وطنية مهمة، فهي تقع على الحدود بين القطاعين العام والخاص. إلا أن هذه الحدود قد تغيرت في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الحكومات التي كانت مكتوفة الأيدي سابقاً أكثر نشاطًا في تنفيذ المشاريع بهدف خلق بيئة تمكّن القطاع الخاص من أن يصبح أكثر فاعلة. كما وتساعد نماذج التسليم البديلة والابتكارات الرقمية في كسر هياكل التسليم التقليدية التي أعاقت إنجاز المشاريع الرأسمالية. كثيرة هي الأمثلة حول تحسّن الأداء بفضل نهج إعادة التفكير المتبع، وتصيغ هذه المشاريع الرائدة كيفية تنفيذ المشاريع المستقبلية .
الجدير بالذكر، عدد كبير من شركات البناء في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية كانت أفادت نهاية العام الماضي، بزيادة التوظيف في الربع الثالث من هذا العام، على الرغم من انخفاض النشاط الإجمالي للبناء، بحسب ما كشفت بيانات جديدة من المعهد الملكي للمساحين القانونيين (Rics).