تقرير خاص
اعداد فريق العمل
باق من الزمن نحو أسبوعين لتنتهى هدنة التسعين يوما الخاصة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية و الصين ، و لكن ماذا بعد الاول من مارس القادم ؟!
تبدو الصورة عسيرة الاجابات بعد ثلاث جولات من المفاوضات التجارية الشاقة على الجانبين ، لتطفو عدة سيناريوهات متدرجة الشدة أمام الجميع نتأملها كما يلى :-
اولا السيناريو الكارثى ... إذا تحقق الفشل المتوقع فى الخروج بأتفاق حقيقى بين الجانبين ، فهل يفعل ترامب سريعا تعريفات جمركية بنحو 25 % على كامل الواردات الصينية بنحو 500 مليار $ ؟!
أنه سيناريو داكن للغاية له تأثيرات أولية سلبية على معدلات التضخم و الفائدة و التوظيف فى الولايات المتحدة و الصين معا ... و من خلفهما العالم الذى سيعيش حالة الركود بالفعل بعد أن كان شبحها قيد التقارير الاقتصادية فقط ، و بالتالى تفاقم ديون الاسواق الناشئة على وجه الخصوص التى تبلغ اكثر من 50 % من اجمالى الناتج المحلى العالمى
و الأهم ما هو ردة فعل الصين حينها ؟! ... الصين أكبر مستثمر فى سندات الخزانة الامريكية بنسبة 7.5 % حوالى 1.2 تريليون $ من أجمالى قيمة السندات الامريكية البالغة 16 تريليون $ مستودع الاستثمار الاجنبى فى الولايات المتحدة ... قد يكون هذا هو السبب الرئيسى فى استبعاد سيناريو الكارثة
ثانيا السيناريو الرمادى .... و هو المناسب للوضع الراهن للخروج من الهدنة الأولى بلا أتفاق تجارى مع تثبيت التعريفات الجمركية عند حاجز 10 % بين الجانبين ، و مع تكرار تجربة الهدنة مرة اخرى بغية التوصل الى حلول جزئية لتحريك مياة النهر من جديد ، و لجر الصين تدريجيا الى تحقيق توقعات البنك الدولى بتباطؤ نموها الى 4.9 % بحلول 2020 ... و ربما هذا الاتجاه يساعد الاسواق مؤقتا على التململ من التأثر و تسعير الحرب التجارية اولا بأول
ثالثا سيناريو الحل المفاجىء الجزئى ... هل نرى هذا السيناريو الذى يتسق مع تفاؤل ترامب الغير مبرر للتوصل الى أتفاق مع الصين رغم تعقيدات التفاصيل الحالية ؟! ... ربما يحدث ذلك و لكن بالتأكيد سيكون جزئيا يحمل تفاؤل تجارى قصير الأجل و غير مقنع للأسواق على المدى المتوسط ، كما يفتح الباب لمشاهد مستقبلية اخرى من الحرب التجارية بين الجانبين ليدور الاقتصاد العالمى فى دائرة مفرغة لحين تأكيد توقعات تباطؤ النمو و اتساع العجز التجارى الامريكى لصالح الصين
هنا لنا وقفة ... السيناريوهان الثانى الرمادى و الثالث المفاجىء الجزئى يستطيع ترامب استخدامها لتهدئة زوابع المعارضة الديموقراطية ضده من أجل مصالحه الأنتخابية فى 2020 ، كما تستطيع الصين من خلالهما تفعيل ألعاب المناورة التجارية بشكل أوسع لتعديل بعض المواقف على الارض من استعادة مواصلة النمو بعد سنوات من التباطؤ