تقرير خاص:

 

رغد العيش والدخل المرتفع صورة ذهنية ارتبطت بمهندس البترول، لكن مستقبله الوظيفي بات على المحك مع تراجع أسعار الخام وحالة عدم اليقين التي يعيشها السوق.

 

مع انتعاش أسعار الخام نوعًا ما نهاية العام الماضي، وجهود أوبك لتخفيض الإنتاج، نشهد اليوم تحسن الإقبال على مهنة الهندسة البترولية ولكن وفق شروط تحسبًا من أي أزمة قد يتعرض لها الذهب الأسود.

 

وأدت أزمة النفط إلى خسارة 440 ألف وظيفة في شركات الطاقة على مستوى العالم، ما وضع العمال القدامى والمرشحين الجدد لوظائف النفط والغاز دون مستقبل واضح.

 

ومع انهيار أسعار النفط توقفت الشركات عن مشاريع التنقيب أو الإنتاج أو الاكتشافات الجديدة ما أضر بالقوى العاملة لديها أيضًا، لكن شركات مثل بريتيش بتروليوم تمكنت من تخطي الأزمة، والتي سبق أن تلقت ضربة قوية كلفتها 61.6 مليار دولار بسبب التسرب النفطي في خليج المكسيك عام 2010.

 

التخصص المُولّد للثروة

 

 

اختيار تخصص يؤدي إلى مهنة مستقرة وذات مردود عالٍ يعتبر إحدى الطرق التي يمكن للطلاب من خلالها التأكد من حصولهم على أقصى استفادة من استثماراتهم، وعليه يعتبر قطاع النفط جذابًا للغاية لخريجي هندسة البترول بسبب المردود المرتفع مقارنة بقطاعات أخرى، إذ يتيح فرصة العمل في مواقع دولية بعد اكتساب الخبرات التشغيلية الجيدة خلال السنوات الأولى من الحياة العملية.

 

ووفقًا لموقع PayScale، يكسب الموظفون الحاصلون على درجة هندسة البترول حوالي 94 ألف دولار في بداية حياتهم المهنية، وبمعدل يبلغ 175 ألف دولار في السنة في جميع أنحاء العالم، وقد تشمل مهنتهم العمل ضمن المكاتب أو السفر إلى مواقع الحفر والآبار من أجل تصميم وتطوير طرق لاستخراج وإنتاج وتكرير النفط والغاز.

 

وقدر مكتب إحصاءات العمل (BLS) متوسط ​​الراتب لمهندسي البترول بحوالي 132.280 دولار في عام 2017.

 

ومن المهم التأكيد على أن العاملين في صناعة البترول يبذلون جهدًا بمستويات أعلى من المتوسط، ومرونة وتوازن أقل من المتوسط ​بين العمل والحياة، كما يجب أن يتكيفوا مع حالة عدم اليقين التي تحيط بقطاع النفط والغاز.

 

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أنه مع انخفاض أسعار النفط بأكثر من 40% في 2015، استغنت شركات خدمات الطاقة عن حوالي 120 ألف عامل، تاركة ما يقرب من 1800 من خريجي هندسة البترول في ذلك العام دون فرص عمل.

 

في الوقت الحالي على الأقل ومع انتعاش أسعار الخام عن مستويات 2014، يتوقع مكتب إحصاءات العمل نمو 15% لمهندسي البترول.

 

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر التطورات في موارد الطاقة الأكثر استدامة على هذا القطاع، ويمكن أن تدفع العمال الشباب إلى التركيز بشكل أقل على هندسة البترول.

 

التحول لصناعات أكثر استدامة

 

 

خلال العام الماضي، انتعشت أسعار النفط الخام من أدنى مستوياتها منذ 13 عامًا واستقرت فوق 50 دولارًا للبرميل منذ بداية العام عندما اتفق منتجو النفط الرئيسيون على خفض الإنتاج.

 

حفزت الأسعار المرتفعة شركات الطاقة لزيادة نشاط الحفر وتعزيز خطط الإنفاق للاستفادة من تعافي السوق، ومع ذلك تبقى مشكلة العمالة موجودة مع تحويل بعض المهندسين أنظارهم إلى التكنولوجيا أو الصناعات الأخرى.

 

ويرى الخبراء أن تدفق العمال ذوي الخبرة ونقص التوظيف في الوقت الذي تسعى فيه شركات النفط إلى أن تصبح أكثر فاعلية قد يعرض نمو الإنتاج للخطر مستقبلًا في حال تسارع الطفرة الناشئة في الصناعة.

 

وفي غرب كندا، تكافح الشركات التي تستأنف إنتاج النفط الخام لاستعادة طواقمها بعد موجة خفض الوظائف والأجور.

 

وفي مسح أجرته جامعة هيوستن أواخر 2016 على العاملين المسرحين في مجال النفط، تبين أن 25% قد انتقلوا بالفعل إلى صناعة أخرى فيما يدرس 55% آخرون هذه الخطوة، و13% فقط ممن شملهم الاستطلاع وجدوا وظائف في مجال الطاقة.

 

وستحتاج صناعة النفط والغاز الأمريكية إلى ملء 1.9 مليون وظيفة جديدة حتى 2035، وذلك حسب شركة الاستشارات IHS Markit.

 

مواكبة متطلبات الطاقة المتجددة

 

 

 

الطاقة المتجددة من القطاعات التي لفتت انتباه العديد من عمال النفط، ويرى المستشار الهولندي في صناعة الطاقة العالمية، أدريان كامب، أن هذا الانتقال لا ينبغي أن يكون مشكلة، ومن حيث المهارات، يجب أن يكون الانتقال من قطاعات الطاقة القديمة إلى الجديدة بسيطًا نسبيًا.

 

ويقول كامب: إن إدارة مزرعة الرياح أو مشروع الطاقة الشمسية أمراً بسيطاً بالنسبة لعامل النفط والغاز الذي قام ببناء أو تنظيم منشآت من الصعب إدارتها.

 

وتقدم بعض الشركات مثل سيمنس برامج تدريبية ودراسات عليا للمهنيين الذين يسعون للدخول إلى الصناعة المتجددة أو التحول إليها، ومع ذلك، فإن انتشار هذا المسار الوظيفي لا زال محدودًا، إذ تفتقر شركات نفط وغاز كبرى لهذا النوع من البرامج التدريبية.

 

وفي عام 2014، تم إنشاء أكثر من 7.7 مليون وظيفة في الصناعة المتجددة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 724 ألف في الولايات المتحدة.

 

وعليه، يجب على شركات النفط تحديد كيفية زيادة كفاءة عملياتها، وإدارة القوى العاملة لديها وفق معايير الابتكار وتبني التكنولوجيا الجديدة، وانتهاج سياسة التطوير عبر التدريب وصقل مهارات الموظفين بدلا من تسريحهم أو تجميد أو خفض رواتبهم، وإجبارهم على الالتحاق بمسارات عمل أخرى.

 

نمازون سلط الضوء على تحركات الأسواق النفطية ومستقبلها في هذا التقرير:

برميل النفط وتحديات 2019

 

خدمات نمازون ..  منصة التحليل الفني المبرمجة ... للأسهم الإماراتية والسعودية والأسواق العالمية