تراجعت أسعار النفط للجلسة الرابعة على التوالي، تزامناً مع تركيز المتداولين على الاجتماع المؤجل لتحالف أوبك+ والمقرر عقده هذا الأسبوع، إلى جانب عزوف المستثمرين عن المخاطرة في الأسوق المالية الأوسع نطاقاً.
انزلق سعر خام برنت العالمي دون 80 دولاراً للبرميل بعد تراجعه بنسبة 2.3% خلال الجلسات الثلاث الماضية، فيما بلغ خام غرب تكساس الوسيط حوالي 75 دولاراً للبرميل. وانخفض سعر النفط الخام جنباً إلى جنب مع الأسهم في مستهل تداولات الأسبوع، كما أظهرت البيانات تباطؤً كبيراً في صعود أرباح الشركات الصناعية الصينية خلال أكتوبر، مما يسلط الضوء على المخاطر التي تهدد النمو في أكبر دولة مستوردة للنفط للخام حول العالم.
اضطرت منظمة أوبك إلى تأجيل الاجتماع الحاسم لوزراء دول المجموعة لمدة 4 أيام حتى 30 نوفمبر الجاري، وسط خلاف على حصص إنتاج النفط.
وجاء الضعف الأخير في أسعار العقود المستقبلية للنفط الخام رغم استطلاع بلومبرغ للمتداولين والمحللين الذي أظهر توقع نصفهم لاتخاذ المجموعة إجراءات إضافية لتقليل الإمدادات في السوق.
اتفاق تحالف أوبك+ على حصص النفط
انخفض سعر خام برنت بنحو الخُمس تقريباً من أعلى مستوى سجله في أواخر سبتمبر بسبب زيادة الإمدادات من الدول غير الأعضاء في أوبك+، إضافة إلى تلاشي علاوة المخاطر الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من هذا الشهر عودة السوق إلى فائض العرض خلال العام المقبل.
قال فيفيك دار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي: ستحرص السعودية وأعضاء (أوبك+) الآخرون على تجنب أي انقسام، وسيتعين على دول التحالف إظهار انضباط كبير في الإنتاج، أو على الأقل قدرتهم على التحكم في الإمدادات، لتقليص المخاوف من وجود فائض كبير في أسواق النفط العام المقبل.
في إطار متصل، تبين المؤشرات ضعف أحوال السوق. ويبلغ الفارق الفوري لخام غرب تكساس الوسيط (والذي يعني الفرق بين أقرب عقدين للخام) 25 سنتاً للبرميل في حالة كونتاغو، وهو نمط هبوطي تُتداول فيه أسعار العقود الفورية بخصم أكبر مقارنة بنظيرتها المستقبلية. وقبل شهر، بلغت الفجوة 84 سنتاً للبرميل في حالة باكورديشن وهو النمط الصعودي المعاكس لحالة الكونتانغو.
أحداث بالمنطقة تؤثر على سوق النفط
في الشرق الأوسط، تعرضت ناقلة كيماويات مرتبطة بشركة تابعة لإسرائيل لهجوم في المياه الإقليمية بين اليمن والصومال يوم الأحد، وهي الأحدث في سلسلة من الهجمات على السفن التي لها علاقات مع إسرائيل منذ تهديد المتمردين الحوثيين (المدعومين من إيران والمتمركزين في اليمن) باستهدافها. ويسلط هذا الهجوم الضوء على مخاطر الشحن في منطقة عبور السفن الرئيسية هذه.
بالتزامن مع ذلك، من المقرر استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) بدءاً من الخميس المقبل. وسيقود القمة سلطان الجابر، رئيس شركة النفط الحكومية في الدولة المنتجة العضو بمنظمة أوبك، مما يثير جدلاً كبيراً حول هذا الحدث مقارنة بقمم المناخ الأخرى التي عُقدت على المدى القريب.