إرتفعت العقود الآجلة للنفط مع نهاية تداولات الجمعة على أساس يومي، وذلك بدعم من العلامات على تراجع إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، إلا أنها رغم ذلك أنهت الأسبوع على تراجع طفيف، وسط إستمرار القلق من مستوى إمتثال الدول المنتجة للنفط التي وافقت على خفض الإنتاج.

ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، إرتفعت عقود النفط الأمريكي الخام الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بواقع 55 سنتاً أو ما نسبته 1.1٪، لتنهي تداولات الأسبوع عند 49.58 دولار للبرميل. من جهة أخرى، وفي بورصة لندن للعقود الآجلة (أيس)، إرتفعت عقود نفط برنت الآجلة تسليم تشرين الأول/أكتوبر بواقع 41 أو نحو 0.8٪ لتغلق عند مستوى 52.42 دولار للبرميل.

وتحققت مكاسب يوم الجمعة، بعد صدور البيانات الأسبوعية التي تصدرتها شركة خدمات الطاقة (بيكر هيوز) حول عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة، والتي أظهرت تراجعاً في عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة خلال الأسبوع السابق، ليصل عدد منصات الحفر العاملة في البلاد إلى 765 منصة. وهذا هو ثاني إنخفاض في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، مما قد يكون إشارة مبكرة على تراجع إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من الأداء الجيد خلال جلسة تداول يوم الجمعة، فلقد تعرضت عقود الخام الأمريكي إلى خسارة طفيفة بلغت 13 سنتاً، أو نحو 0.3٪ على أساس أسبوعي، في حين إنخفضت عقود نفط برنت بمقدار 10 سنتات، أو نحة 0.2٪، وسط مؤشرات على أن صادرات منظمة (أوبك) قد إرتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال العام الحالي على الرغم من إتفاق تحديد الإنتاج.

وكانت منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك) قد أقرت أتفاقاً، بالتعاون مع عدد من أكبر الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة، وعلى رأسها روسيا التي هي حالياً أكبر منتج للنفط في العالم، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، يهدف إلى خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا للستة أشهر الأولى من العام الحالي، وإنتهى بتاريخ 30 حزيران/يونيو. وفي ختام إجتماعها الذي جرى يوم 25 آيار/مايو الماضي، قد أقرت تمديد إتفاق خفض الإنتاج الساري حالياً لمدة 9 أشهر أخرى حتى نهاية شهر آذار/مارس من عام 2018، ولكن دون ان يتم زيادة حجم هذه التخفيضات.

وحتى الآن، لم يكن لاتفاق خفض الإنتاج الذي وصف بـ التاريخي في حينها، تأثير يذكر على مستويات مخزونات النفط العالمية بسبب ارتفاع الإنتاج من جانب الدول المنتجة التي لم تشارك في الاتفاق، مثل ليبيا ونيجيريا، وكذلك بسبب الزيادة المستمرة في إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة. وما يزال هنالك قلق من أن الانتعاش المستمر في إنتاج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة يعرقل الجهود المبذولة من طرف المنتجين الرئيسيين، والتي تهدف إلى إعادة التوازن في الأسواق.

ولن تعقد المنظمة إجتماعاً رسمياً آخر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم، مما سيحد من فرص أعضائها للتوصل إلى اتفاق يتضمن خفضاً أكثر قوة بهدف إيقاف تأثير الإنتاج الأمريكي المتزايد على العرض العالمي.

وفي مكان آخر في بوصة نايمكس، إرتفعت عقود البنزين الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر بنسبة 0.9٪، أو ما مقداره 1.4 سنتاً على أساس يومي، لتغلق الأسبوع عند 1.646 دولار للغالون الواحد، وهو ما ترك هذه العقود مثقلة بخسارة أسبوعية نسبتها 1.8٪.

وكذلك كان حال عقود زيت التدفئة تسليم أيلول/سبتمبر، التي إرتفعت بمدقار 0.9 سنتاً أو بنسبة 0.6٪ على أساس يومي، وأنهت تداولات الأسبوع عند 1.648 دولار للغالون، وهو ما يعني انها حققت مكاسب أسبوعية قدرها 0.6٪.

أما عقود الغاز الطبيعي الآجلة تسليم أيلول/سبتمبر فلقد تراجعت بنسبة 0.9٪ أو ما يعادل 2.6 سنتاً، لتغلق عند مستوى 2.774 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وعلى أساس أسبوعي، سقطت هذه العقود بنسبة 5.7٪، وهي ثالث خسارة أسبوعية على التوالي.

وخلال الأسبوع القادم، ستقوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بنشر تقريرها الشهري عند الساعة 7:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش) من يوم الخميس. وسيتضمن التقرير، كما هي العادة، أرقاماً عن وضع المخزونات العالمية للنفط الخام لشهر تموز/يوليو. أما يوم الجمعة، فستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري حول العرض والطلب على النفط في الأسواق العالمية. وستعطي البيانات المتداولين فكرة عن نتائج محاولات منتجي النفط لإعادة التوازن إلى الأسواق العالمية.

وسيركز تجار النفط ايضا على اجتماع وزراء النفط من بعض دول (أوبك) وبعضاً من الدول غير الأعضاء، والمقرر عقده يومي الاثنين والثلاثاء في أبو ظبي لبحث إلتزام الدول بحدود الانتاج المتفق عليها، والتى تستمر حتى نهاية آذار/مارس 2018.

وكالعادة، سيصدر معهد البترول الأمريكي، وهو جهة خاصة غير رسمية، تقريره الأسبوعي عند الساعة 4:30 مسائاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي من يوم الثلاثاء، فيما يتوجب على الأسواق أن تنتظر التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة والمقرر صدوره كالعادة يوم الأربعاء، حتى تتعرف على الأرقام الرسمية للتغيير في مخزونات النفط الخام.

وقبل إنطلاق هذا الأسبوع الحافل، جمعت لكم Investing.com قائمة بأهم الأحداث على الأجندة الاقتصادية والتي من المرجح أن تؤثر على أسواق النفط.

الإثنين 7 آب/أغسطس
سيبدأ مسؤولون من بعض الدول الاعضاء فى منظممة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ودول غير أعضاء فيها، إجتماعاً يستمر لمدة يومين فى أبو ظبي لبحث إمتثال الدول التي إنضمت إلى إتفاق خفض الانتاج العالمي.

الثلاثاء 8 آب/أغسطس
سيقوم معهد البترول الأمريكي، وهو جهة خاصة غير رسمية، بنشر تقريره الأسبوعي حول إمدادات النفط الأمريكية.


الأربعاء 9 آب/أغسطس
سيصدر التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة كالعادة يوم الأربعاء، ويتضمن عدداً من الأرقام على رأسها مخزونات النفط الخام.

الخميس 10 آب/أغسطس
ستقوم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بنشر تقريرها الشهري.

الجمعة 11 آب/أغسطس
ستصدر وكالة الطاقة الدولية تقريرها الشهري حول العرض والكلب العالميان على النفط الأسود.
ستصدر شركة خدمات الطاقة (بيكر هيوز) تقريرها الأسبوعي المعتاد حول عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة.

 

Investing.com