تقرير خاص بنمازون

اعداد فريق العمل 

 

فى الرابع من يناير 2019 تلقت الاسواق العالمية دفعة إيجابية للغاية عبر تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالى الامريكى الذى أعلن خلال مناقشات الجمعية الاقتصادية الامريكية عن تحلى الفيدرالى بالصبر و التروى مستقبلا فى رفع الفائدة ، ليأتى هذا التوجه حاملا الكثير من الاخضر المستمر للأسواق الناشئة التى ترجمت ذلك من خلال النقاط التالية :- 

اولا ... على حسب تقديرات بنك اوف امريكا فقد انطلق المستثمرون فى اسواق العالم منذ يناير 2019 لشراء سندات بنحو 36 مليار $ كان نصيب الاسواق الناشئة منها نحو 11.1 مليار $ 

بينما اشترى المستثمرون اسهم فى الاسواق الناشئة بنحو 16 مليار $ و باعوا اسهما فى الاسواق الامريكية بنحو 26 مليار $ و فى الاسواق الاوروبية بنحو 7 مليار $ 

 

ثانيا ... شهد الاسبوع السابق من 11 الى 15 فبراير الجارى أستثمارات صافية للصناديق المالية فى الاسواق الناشئة بنحو 2.5 مليار $ فى أعلى مستوى للتدفقات أسبوعيا منذ عام 2014 

 


ثالثا ... كانت ذروة السبع العجاف فى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة فى عام 2018 حيث فقد المؤشر نحو 17 % ، و لكن بعد طمأنة الفيدرالى أرتفع MSCI بنحو 7.9 % منذ بداية 2019 حتى 14 فبراير الجارى ، لتنافس مؤشرات الاسواق الناشئة نظيرتها المتقدمة التى حققت فى نفس الفترة صعودا بنحو 9 % 

 

رابعا ... جاءت تقديرات معهد التمويل الدولى لأرتفاع  ديون الدول الناشئة الى نحو 40 % منذ الازمة المالية العالمية فى 2008 ، و مع أستمرار شبح رفع الفائدة الامريكية تنزف الاسواق الناشئة ثلاث مرات ... مرة من زيادة كلفة فوائد الديون و انخفاض قوة العملات الوطنية ... و مرة ثانية من تراجع مستويات التدفقات النقدية ... و مرة اخرى بتأثر الميزانيات العامة سلبيا بكل ما سبق ... ليأتى توجه الفيدرالى الايجابى مخففا من ضغط تلك  العوامل مؤقتا على الاسواق الناشئة 

 


خامسا ... لم يأتى هبوط مؤشر MSCI للأسواق الناشئة مصادفة خلال 2018 حيث حفل بتأثيرات الحرب التجارية و استمرار تباطؤ نمو الصين و ارتفاع الفوائد الامريكية و تدخل الرئيس ترامب الصارخ فى خفض اسعار النفط بنحو 35 % من أعلى قمة لها فى أكتوبر 2018 ... و هو ما خلف بالتراكم تقييمات أقل بنحو 23 % من القيم الحقيقية لأسعار الادوات المالية فى الاسواق الناشئة التى باتت جاذبة للغاية حاليا ، فى ظل توقف مؤشرات الاسواق المتقدمة قرب قممها التاريخية رغم تعقيدات المشاكل التى تواجه الاقتصاد العالمى ككل 

 

سادسا ... هدايا الآمل للأسواق الناشية جاءت من الصين و البنك الدولى ، حيث تراجع صادرات الصين بنحو 4.4 % فى ديسمبر 2018 و كذلك توقعات البنك الدولى لأقتصاديات الدول الناشئة بتحقيقها نمو بنحو 5 % فى 2019 أعلى من 4.7 % فى 2018 ... و هو ما عزز ايجابية تدفقات المستثمرين لتلك الاسواق و يفتح الباب لأستمرارها مع تفاؤل ترامب بالتوصل لأتفاق تجارى مع الصين أول مارس المقبل و نجاح ضغطه الخاطف على جيروم باول رئيس الفيدالى بأبطاء وتيرة رفع الفائدة 

 

سابعا ... توجه الفيدرالى لا يعنى ألغاء نوايا رفع الفائدة المعلنة و لكن ما يحدث هو أستراحة محارب لمراجعة خطط التعامل مع المعطيات الحالية على المديين القصير و المتوسط ... كما أن توجه التدفقات يتم ايضا بشكل أنتقائى للغاية   فأسواق الاسهم فى الصين أستقبلت نحو 9.2 مليار $ من أصل 16 مليار $ توجهوا للأستثمار فى أسهم الاسواق الناشئة ، و ربما يكون ذلك نوع من الهدايا الغربية المفخخة للمستثمرين النازحين من الاسواق المتقدمة و كذلك لأسواق الصين التى تجرى مفاوضات شاقة فى الهدنة التجارية مع الولايات المتحدة الامريكية

 

ختاما ... تنتظر الاسواق كافة ببالغ الترقب و الحذر أكسجين السيولة النقى بعد الأول من مارس القادم  حيث نتائج نهاية هدنة التسعين يوما فى الحرب التجارية مفتوحة الاحتمالات