تقرير خاص

إعداد فريق العمل

 

نعيش اليوم في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، ما يخلق تحديات كبيرة للتأقلم مع التطورات الحاصلة ولعل أهمها التغير المناخي الذي يستدعي بذل جهود مضاعفة للحفاظ على الموارد الطبيعية.

 

وتتطلب مواجهة هذه التحديات إرادة سياسية، ومقاربة جديدة للأعمال تضع رفاهية الإنسان على قدم المساواة مع الأرباح، فضلاً عن تبني التقنيات المبتكرة، مثل إنترنت الأشياء IoT.

 

واستخدم مصطلح إنترنت الأشياء لأول مرة عام 1999، وهو عبارة عن شبكة تربط الأشياء اليومية بالإنترنت، بشكل يساعد على تحويل العالم نحو الأفضل.

 

وتتحدث الأرقام، بأن حجم سوق إنترنت الأشياء بحلول 2020 سيتجاوز حجم سوق الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب والأجهزة اللوحية بمقدار الضعفين، مع التوقعات بوصول الإيرادات لحوالي 600 مليار دولار، وضح تريليوني دولار في سوق انترنت الأشياء العام القادم، وذلك في ظل انضمام 217 مستخدم جديد للإنترنت كل دقيقة.

 

ومن المرجح إضافة 50 مليار جهاز متصل بالإنترنت بعد ثلاثة أعوام، وأن يتخطى عدد الأجهزة المتصلة حاجز 100 مليار بحلول 2025.

 

كيفية الاستفادة من إنترنت الأشياء

 

تبني إنترنت الأشياء يجعل المدن أذكى، فأكثر من نصف سكان العالم يعيشون في المدن الآن، بزيادة عن 34% في فترة الستينات، وبحلول منتصف القرن يمكن أن يصل هذا الرقم إلى 66% وفقا للأمم المتحدة.

 

ورغم أن المدن تعتبر مساهماً رئيسياً في تغير المناخ، لكنها تعد أيضاً حاضنات كبيرة لأنظمة إنترنت الأشياء التي تجعل الحياة الحضرية أكثر جاذبية من خلال إنشاء أنظمة النقل السريعة والمريحة، وإضاءة الشوارع الآمنة، والمباني الموفرة للطاقة، ما يساعد على الحد من الاختناقات المرورية والتلوث.

 

ويمكن أن تساعد شبكة إنترنت الأشياء المدن على تحسين الصحة العامة، إذ تسبب الهواء والماء الملوث بوفاة 9 ملايين شخص خلال 2015 وحده، وعليه بدأت المدن التي تعاني من التلوث المزمن، مثل دلهي وبكين، في نشر شبكات استشعار مصممة لتنبيه السكان عندما تكون المستويات مرتفعة إلى حد الخطر.

 

وفي الوقت الذي يسجل فيه هدر الطعام نحو 1.4 مليار طن، يمكن لإنترنت الأشياء أن تقلل من خسائر المحاصيل وزيادة الإنتاجية.

 

ومن جهة أخرى يمكن أن تحسن إنترنت الأشياء صناعة الرعاية الصحية من خلال مساعدة الأطباء على الوصول بشكل أسرع إلى بيانات المرضى.

 

ويتزايد اليوم استخدام أجهزة الاستشعار المتصلة بالإنترنت والقابلة للارتداء والتي يمكنها تعقب معدل نبضات القلب أو حتى ضغط دم المريض، وبينما لا يزال هناك جدل حول كيفية جمع هذه البيانات ونقلها واستخدامها بأمان، إلا أن الأجهزة القابلة للارتداء تعد واحدة من أكثر تطبيقات إنترنت الأشياء المبشرة في مجال الرعاية الصحية.

 

الإمارات تدفع بعجلة التحول الرقمي

 

كشف مؤسسة IDC للأبحاث، أن حجم سوق انترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيقارب 13 مليار دولار في 2021، ولعل توجه السعودية والإمارات نحو مشاريع المدن الذكية والمبادرات المرتبطة بإنترنت الأشياء يعكس الدور الذي ستلعبه المنطقة في هذا السوق مستقبلاً.

 

وتعمل حكومة الإمارات على دفع عجلات التحوّل الرقمي في قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والسلامة والنقل، إذ تستهدف دبي جعل 25 بالمئة من جميع الرحلات ذاتية القيادة بحلول 2030، بشكل يلبي احتياجات السكان والمتعاملين على نحو أفضل وتحسين حياتهم اليومية، وذلك تماشياً مع رؤية حكومة الإمارات 2021.

 

ويُنتظر أن يبلغ حجم سوق إنترنت الأشياء في دولة الإمارات 35 مليار دولار هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجمها قبل خمسة أعوام.

 

التكنولوجيا أساس رؤية السعودية 2030

 

في رحلة المملكة نحو التنويع الاقتصادي، تعد التقنيات الرقمية وبشكل خاص إنترنت الأشياء أداة أساسية لتأسيس صناعات جديدة، وتخفيف الاعتماد على النفط والغاز والبتروكيماويات، بما يتوافق مع رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.

 

ومن المرجح أن يبلغ حجم السوق بالمملكة 16 مليار دولار هذا العام، وأن يتجاوز حجم الاستثمارات في القطاع عالمياً خمسة تريليونات دولار بحلول 2020، نحو خمسة مليارات دولار منها ستكون من نصيب المملكة.

 

وينعكس الاهتمام بالاستثمار في إنترنت الأشياء بإطلاق مشروع نيوم وترخيص تقديم خدمات مشغل الشبكة الافتراضية لإنترنت الأشياء (IoT-VNO) لجميع القطاعات المهتمة سواء الخاصة أو العامة.

 

تحديات المدن الذكية في الوطن العربي

 

ترتبط المدن الذكية ببيئة تعليم متطورة قائمة على ثقافة البحث العلمي ومنظومة فعالة للابتكار والإبداع، ورغم وجود أفكار قيمة في بعض المدن العربية إلا أنها تفتقر للمهارات اللازمة لتطويرها وتحويلها إلى سلع وخدمات فريدة.

 

وعلى مستوى دول الخليج، إضافة إلى رأس المال البشري، تشكل التركيبة السكانية المتنوعة من مواطنين ووافدين وعمال غير مهرة تحدياً أمام مشاركة هذه الفئات في مسار التحول.

 

وبالتالي، تحديات مثل رأس المال البشري ومشاركة السكان إضافة إلى تصاعد المخاطر الأمنية، والقدرة على توفير أجهزة رخيصة وسهلة الاستخدام وواسعة الانتشار، يجب مواجهتها وحلها لتحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الضرورية للمدينة الذكية.