ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد أن قال نائب محافظ بنك اليابان إن البنك لن يرفع أسعار الفائدة إذا كانت الأسواق غير مستقرة، وهو ما طمأن المستثمرين الذين شعروا بالقلق بسبب الارتفاع الأخير في قيمة الين.

صعدت مؤشرات الأسهم الرئيسية في اليابان بعد أن هبط الين بأكثر من 2% مقابل الدولار. وأشار نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا إلى التقلبات الأخيرة في الأسواق اليابانية، قائلاً إن مسار أسعار الفائدة في بنك اليابان سوف يتغير إذا كان هناك تأثير على توقعات السياسة النقدية. وواصلت الأسهم في تايوان وكوريا الجنوبية مكاسبها، فيما ارتفع المؤشر الإقليمي بنسبة 1.7%.

ويدرس المتعاملون ما إذا كانت موجة البيع العالمية الأخيرة مجرد رد فعل مبالغ فيه على البيانات الاقتصادية الأميركية الضعيفة، حيث أظهرت بيانات مجموعة غولدمان ساكس أن صناديق التحوط استغلت موجة الهبوط التي شهدتها الأسواق يوم الاثنين لشراء الأسهم. وفي آسيا، يتلخص السؤال في ما إذا كانت أسوأ موجة من التراجع عن صفقات الين والمواقف المدعومة بالديون في الأسهم اليابانية قد انتهت.

اتجاهات الين

وقال كايل رودا، كبير محللي السوق في كابيتال دوت كوم: العنصر الحاسم بالنسبة للأسهم اليابانية، وكما رأينا، الأسهم العالمية، هو قوة الين، الذي يعد في حد ذاته تعبيراً عن التوقعات الاقتصادية الأميركية. وفي الوقت الحالي، يتأرجح زوج الدولار الأميركي/الين الياباني حول مستوى 145ين. وإذا ظلت العملة دون تقلبات كبيرة أو ربما ارتفعت، فسوف يدعم ذلك تعافي مؤشر نيكاي والعودة إلى الوضع الطبيعي. 

ارتفع مؤشرا إس آند بي 500، وناسداك 100، أمس الثلاثاء، بعد انتعاش بقيادة اليابان في آسيا، حيث ارتفع كلاهما بنسبة 1% بعد الانهيار العالمي. وشهد مؤشر الخوف في وول ستريت VIX أكبر انخفاض له منذ عام 2010. كما خفف المتداولون توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، حيث توقع متداولو عقود المقايضة إقرار حوالي 105 نقاط أساس من خفض الفائدة، مقابل ما يصل إلى 150 نقطة أساس يوم الاثنين.

وقال أريندام سانديليا، الرئيس المشارك في غلوبان إف إكس ستراتيجي (global FX strategy)، لتلفزيون بلومبرغ إن عمليات تصفية تجارة الين بين المستثمرين المضاربين تمت بنسبة 50% إلى 60%. ووقع المستثمرون الذين يستخدمون العملة الرخيصة لتمويل استثمارات في أصول ذات عائد أعلى في مأزق عندما ارتفع الين بنسبة 11% خلال الشهر الماضي.

وانزلق مؤشرا نيكاي وتوبكس إلى الاتجاه الهابط يوم الاثنين الماضي بعد أن تراجعا بنسبة 20% من ذروتهما في يوليو. وبلغت التقلبات الضمنية لمؤشر نيكاي أعلى مستوياتها منذ عام 2008 في بداية الأسبوع.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قليلاً بعد أن قفزت بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.89% أمس الثلاثاء.

وفي مكان آخر، ارتفع الدولار النيوزيلندي بعد ارتفاع معدل البطالة بأقل من المتوقع. وهبطت أسعار النفط بعد أن أشار تقرير من القطاع إلى تراكم المخزونات الأميركية بعد خمسة أسابيع من الانخفاض.

قالت كارول شليف من بي إم أو فاميلي أوفيس (BMO Family Office): نستطيع أن نصف التراجع الأخير في السوق بأنه تصحيح نموذجي، بعد أشهر من التقلبات المنخفضة حتى الآن في عام 2024. الافتقار إلى التقلبات قبل الأسابيع القليلة الماضية أمر غير معتاد، وتصحيحنا الحالي طبيعي تماماً، خاصة خلال شهر أغسطس، وهو تاريخياً وقت متقلب للأسواق نظراً لانخفاض أحجام التداول والركود الصيفي.

عادت بعض مظاهر الهدوء إلى الأسواق أمس، بعد تراجع مدفوع ببيانات اقتصادية ضعيفة ونتائج مخيبة للآمال لشركات التكنولوجيا وضعف التوجهات الموسمية. ودفع القلق الذي تراكم لدى السوق على مدى الأيام القليلة الماضية مؤشر إس آند بي 500 إلى حافة التصحيح، مع انخفاض بنحو 8.5% من أعلى مستوياته.