ارتفعت الأسهم الآسيوية قبل القرارات الرئيسية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان، والتي ستساعد في تحديد مسار أسعار الفائدة العالمية. وتراجع الين أمام الدولار.

وارتفع مؤشر إم إس سي آي (MSCI) للأسهم الآسيوية بنسبة 0.3%، حيث قادت المؤشرات الرئيسية في اليابان وهونغ كونغ المكاسب، بينما تقلبت الأسهم الصينية. جاء ذلك بعد تقدم مؤشري إس آند بي 500، وناسداك 100، وسط إشارات أخرى على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة. ويبعد مؤشر إم إس سي آي إيه سي (MSCI AC) العالمي بأقل من 0.5% عن استعادة أعلى مستوياته القياسية.

تم تعزيز رهانات التيسير من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث أظهر محضر الاجتماع الأخير أن العديد من المسؤولين أقروا بوجود حالة معقولة لخفض أسعار الفائدة. ولكن هناك درجة من الحذر قبل خطاب الرئيس جيروم باول غداً الجمعة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، حيث ستُتاح له الفرصة لتقديم المزيد من التوضيح للمستثمرين.

هدوء نسبي

وقال تشيتان سيث، استراتيجي الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة نومورا: يبدو أن الأسواق مستمرة في الاستقرار بعد حالة الذعر التي ظهرت قبل أسبوعين وسط مخاوف من الركود الأميركي، وتجارة الفائدة المرتبطة بالين، وتراجع الزخم. وأضاف: تتسلق الأسواق الآن جدار القلق هذا الأسبوع، والذي نعتبره أكثر هدوءاً نسبياً.

توقف الين عن الارتفاع بعد 4 جلسات صاعدة. سيواجه محافظ بنك اليابان كازو أويدا تدقيقاً مكثفاً من جانب السوق غداً عندما يتحدث إلى المشرعين، بعد أن ساهم رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة والإشارات المتشددة في اضطرابات السوق العالمية في وقت سابق من هذا الشهر.

كانت تداولات السندات الحكومية الأميركية ثابتة في التعاملات الآسيوية بعد أن دفعت المكاسب في السندات قصيرة الأجل خلال الجلسة السابقة عوائد السندات لأجل عامين إلى الانخفاض بنحو 10 نقاط أساس قبل أن تعود إلى الارتفاع قليلاً. قام المتداولون مرة أخرى بتسعير ما يزيد عن نقطة مئوية واحدة من خفض الفائدة الأميركية بحلول نهاية عام 2024، بدءا من الشهر المقبل.

قالت جونيا تاناس، كبيرة استراتيجيي سوق العملات اليابانية لدى جيه بي مورغان، إن توقعات السوق بشأن السياسة النقدية للولايات المتحدة واليابان كانت هي التي تحرك زوج العملات، لكن في الواقع، تهيمن تطورات الجانب الأميركي بشكل أكبر، وأضافت: أي تعليقات من جاكسون هول ستكون مهمة. 

الوظائف الأميركية

أضاف احتمال تعديل نمو الوظائف في الولايات المتحدة مزيداً من الأدلة للمتداولين لتوقع تخفيض سعر الفائدة في سبتمبر. من المتوقع أن يتم تعديل عدد العمال في كشوف أجور الوظائف بمقدار 818,000 عامل خلال 12 شهراً حتى مارس المقبل، أي أقل بحوالي 68,000 شهرياً - وفقا لتعديل المعيار الأولي لمكتب إحصاءات العمل. ويُعد هذا أكبر تعديل هبوطي منذ عام 2009.

في سياق آخر، انتعشت أسهم شركات التقنية الصينية بعد أن خفف تقرير نتائج الربع الثاني الأفضل من المتوقع لشركة تشاومي (Xiaomi Corp) بعض المخاوف بشأن الأرباح. كما أطلقت الصين تحقيقاً مضاداً للدعم في واردات الألبان من الاتحاد الأوروبي، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الجانبين.

وفقًا لجينيفر مكيوين من كابيتال إيكونوميكس، فإنه من غير المرجح أن يقدم مسؤولو البنوك المركزية إرشادات مستقبلية كبيرة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، إذ قد يفضلون التركيز على اعتمادهم على البيانات.

وقالت: نظراً لأن معظم الاقتصاديات في حالة توسع، والتضخم يتجه نحو الهدف، والأسواق المالية قد استقرت بعد المخاوف من الركود قبل بضعة أسابيع، فإنه لا يوجد ضغط كبير على المصرفيين المركزيين لتوجيه الأسواق كما كان الحال في الأحداث السابقة، وأضافت: لكن يظل هناك خطر أن يبقوا معدلات الفائدة مرتفعة جدا لفترة طويلة.

في أسواق السلع، انخفضت أسعار النفط قليلًا اليوم الخميس، ممددةً تراجعها من الجلسة السابقة. كما شهد الذهب انخفاضاً طفيفاً بعد تداوله بالقرب من أعلى مستوى له أمس، بسبب التوقعات بخفض معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.