العملة الأسترالية تتفوق على معظم العملات الرئيسية والثانوية والتضخم الساخن فى أستراليا يضغط بشدة على البنك المركزي
احتمالات خفض أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام مع نهاية تعاملات الأسبوع الماضي تصدر الدولار الاسترالي سوق صرف العملات الأجنبية وذلك للأسبوع الثاني على التوالي متفوقًا على معظم العملات الرئيسية و الثانوية بفضل بيانات التضخم الساخن فى أستراليا والذي يضغط بشدة على بنك الاحتياطي الأسترالي للاحتفاظ بأسعار الفائدة مرتفعة لأطول فترة ممكنة.
ارتفعت الأسعار فى أستراليا إلى أعلى مستوياتها هذا العام، الأمر الذي زاد الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية ببنك الاحتياطي الأسترالي، والذي فكر بالفعل فى رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأخير.
وعليه تتلاشي الرهانات تمامًا فى الأسواق حول وجود تخفيضات فى أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام، وهو ما يجعل الدولار الأسترالي أحد أفضل الفرص الاستثمارية حاليًا فى سوق الصرف الأجنبي.
وبالعودة إلى قائمة العملات الرابحة، فقد تذيل الين الياباني تلك القائمة، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي أيضًا، وذلك تحت رقابة السلطات اليابانية، التي لم تدخل لدعم العملة المحلية بالرغم من تجاوز حاجز 160 ينًا لكل دولار أمريكي و تسجيل مستويات أدنى لم تصلها منذ عام 1986.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الدولار الأسترالي وضغطت بشدة على الين الياباني، نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار الأسبوع الماضي. حقق الدولار الأسترالي ارتفاعًا بمستوي 6 نقطة على مؤشر أف اكس نيوز تودي الأسبوعي لقياس قوة العملات، ثم اليورو فى المركزي الثاني بمستوي 3 نقطة، ثم الدولار الكندي فى المركزي الثالث بمستوي 2 نقطة، وأحتل الين الياباني المركز الأخير بمستوي سالب 7 نقطة.
الدولار الأسترالي وبالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأسترالي الأسبوع الماضي أمام السبع عملات الكبرى، نجده قد اكتسح الين الياباني وحقق ارتفاع بنسبة 1.1%، وسجل يوم الجمعة 28 يونيو أعلى مستوى فى 17 عام عند 107.46 ين.
وصعد بنسبة 0.95% مقابل الفرنك السويسري وسجلت الجمعة أعلى مستوى فى ثلاثة أسابيع عند 1.6647 دولار، وزاد بنسبة 0.9% مقابل الدولار النيوزيلندي و سجل الجمعة أعلى مستوى فى ستة أسابيع عند 1.0964 دولار.
وأضاف نسبة 0.45% مقابل الدولار الأمريكي وسجل الأربعاء أعلى مستوى فى أسبوعين عند 66.85 سنتًا، وارتفع بنسبة 0.4% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل الجمعة أعلى مستوى فى ستة أسابيع عند 1.8911 دولار.
وزاد بنسبة 0.35% مقابل الدولار الكندي، و صعد بنسبة 0.25% مقابل اليورو وسجل يوم الأربعاء أعلى مستوى فى عام عند 1.5997 دولارًا.
التضخم الساخن فى أستراليا
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية فى أستراليا الأسبوع الماضي أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي سجل ارتفاع بنسبة 4.0% فى مايو، بأعلى وتيرة منذ ديسمبر 2023، أعلى من توقعات السوق ارتفاع بنسبة 3.8%، وسجل المؤشر ارتفاع بنسبة 3.6% فى أبريل.
ظلت ضغوط تكاليف الخدمات مرتفعة بشكل عنيد فى أستراليا، وهي نتيجة مخيبة للآمال لصانعي السياسة النقدية فى بنك الاحتياطي الأسترالي، ودفعت الأسواق إلى التخلي تمامًا عن الآمال في أي تخفيضات في أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام.
أراء وتحليلات
قالت الخبيرة الاقتصادية فى بنك إيه إن زد مادلين دونك:بيانات أسعار المستهلكين أعلى مما كنا نتوقع، وأعلى مما كانت تتوقعه السوق، وأعلى مما كان يتوقعه بنك الاحتياطي الأسترالي.
وأوضحت دونك:أعتقد أن بنك الاحتياطي الأسترالي سيرغب في رؤية تباطؤ أرقام الخدمات والسلع في النصف الثاني من هذا العام، وإذا لم يحدث ذلك نتوقع تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة الأسترالية إلى العام المقبل.
وقال كبير متداولي العملات الأجنبية للشركات في كونفيرا جيمس كنيفتون :من المحتمل أن يؤدي تجدد الضغوط التضخمية إلى إزالة أي فرصة لقيام بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام.
الفائدة الأسترالية
تستبعد الأسواق حاليًا أي رهان تقريبًا على خفض أسعار الفائدة الأسترالية هذا العام. وقد تم تخفيض إجمالي التيسير المتوقع لبنك الاحتياطي الأسترالي هذا العام إلى 3 نقاط أساس، منخفضًا من 5 نقطة أساس سابقًا.
وقد تؤدي بيانات التضخم الساخنة من المتوقع إلى تحفيز بنك الاحتياطي الأسترالي على رفع أسعار الفائدة. حيث كشفت محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بولوك الأسبوع الماضي أن البنك المركزي ناقش رفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير.الين الياباني توضح الصورة أعلاه الخسائر الواسعة التي تكبدها الين الياباني الأسبوع الماضي أمام العملات السبع الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية، رغم تحذيرات السلطات اليابانية، بعد تداول الين مقابل الدولار دون 161 ينات للمرة الأولى منذ عام 1986.
السلطات اليابانية
قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي يوم الجمعة: إن السلطات تشعر بقلق عميق بشأن تأثير تحركات سعر الصرف الأجنبي السريعة والمتحيزة على الاقتصاد الياباني.
وأضاف سوزوكي :إن الحكومة تراقب عن كثب التطورات في سوق الصرف الأجنبي بإحساس كبير بإلحاح الأمر، وأن الجهود لمواصلة المضي قدما في الإصلاح المالي أمر بالغ الأهمية.
تواجه السلطات اليابانية ضغوطًا متجددة لوقف الانخفاضات الحادة في قيمة الين، حيث يركز المتداولون بشكل أساسي على الاختلاف في أسعار الفائدة بين اليابان و الولايات المتحدة.
أنفقت طوكيو 9.8 تريليون ين (62.23 مليار دولار أمريكي) للتدخل في سوق الصرف الأجنبي في نهاية أبريل وأوائل مايو، بعد أن وصلت العملة اليابانية إلى أدنى مستوى لها منذ 34 عامًا عند 160.21 للدولار في 29 أبريل.
ويشكل انخفاض الين نعمة للمصدرين اليابانيين، لكنه يمثل صداعًا لصناع القرار السياسي فى البلاد لأنه يزيد تكاليف الاستيراد ويزيد من الضغوط التضخمية ويضغط على الأسر.
دبلوماسي جديد للعملات الأجنبية
عينت الحكومة اليابانية دبلوماسيًا جديدًا للعملات الأجنبية يوم الجمعة وسط الخسائر الفادحة فى مستويات الين الياباني مما يزيد التوقعات بتدخل طوكيو الوشيك في السوق لدعم العملة المتعثرة.
الخبير المخضرم في التنظيم المالي أتسوشي ميمورا يحل محل كبير دبلوماسيي العملة في اليابان ماساتو كاندا الذي أطلق سابقًا أكبر تدخل لشراء الين على الإطلاق هذا العام.
ويعد هذا التغيير جزءًا من تعديل وزاري منتظم للموظفين يتم إجراؤه كل عام، ويأتي في الوقت الذي كثف فيه المسؤولون تحذيراتهم بشأن التدخل المحتمل فى سوق صرف العملات الأجنبية.
أراء وتحليلات •قال الخبير الاستراتيجي في بنك سنغافورة موه سيونج سيم: بعد أن كسرنا مستوى 160 (للدولار دون تدخل فعلي) ما هي الخطوة التالية؟ أعتقد أن هذا ما تتساءل عنه الأسواق. متى سيرفعون أيديهم، إذا لم يظهروا أيديهم عند الرقم 160؟
•قال رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في البنك الوطني الأسترالي راي أتريل: إن التعطش للحمل في بيئة منخفضة التقلبات لا يزال قائمًا.
•وأضاف أتريل: بعد أن تجاوزنا مستوى 160 (لكل دولار) دون تدخل، لا أعتقد أن السوق خائفة بقدر ما كانت عليه في الفترة التي سبقت الوصول إلى حاجز 160. شركات تداول الدولار ين USD JPY شركات تداول الدولار الاسترالي AUD USD.