قال محللو بنك إتش إس بي سي (LON:HSBA) (HSBC) إن موجة البيع المستمرة للدولار الأميركي بدأت تأخذ طابع الفقاعة، مؤكدين أن مثل هذه الفقاعات لا تدوم طويلًا، وأن الانفجار قادم لا محالة.

وفي مذكرة بحثية بقيادة بول ماكيل، أشار الاستراتيجيون إلى أن المتداولين يبدون مهووسين بتراجع الدولار الحاد هذا العام، ويميلون إلى افتراض أن هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل، وهو ما يمثل سلوكًا نموذجيًا للفقاعات.

وكتب الفريق: لم يمض وقت طويل منذ أن كانت هناك فقاعة واضحة للدولار القوي، لكن الآن يحدث العكس تمامًا: فقاعة معاكسة من نوع ما، مضيفين أن هناك خصائص فقاعية واضحة، وهي مؤشر تحذيري على أن قاع تراجع الدولار قد لا يكون بعيدًا.

أسباب التراجع: الرسوم الجمركية وفقدان الاستقرار

تراجع مؤشر بلومبرغ لقياس قوة الدولار بنسبة تتجاوز 8% منذ بداية العام، في ظل الرسوم الجمركية الأميركية العدوانية وطرحها العشوائي، مما أثار تساؤلات حول استقرار العملة الاحتياطية العالمية.

ورغم أن HSBC لا يزال يرى أن الدولار سيبقى ضعيفًا خلال الأشهر المقبلة، إلا أن الفريق أشار إلى أن حجج استمرار التراجع أصبحت منحازة أكثر من اللازم نحو جانب واحد.

أضافت المذكرة أن حالة عدم اليقين المتعلقة بالسياسات الأميركية ساهمت في تقويض مكانة الدولار كملاذ آمن، وعززت من توجهات خفض الاعتماد على الدولار، إلا أن المبررات التي كانت تدفع نحو البيع المفرط لم تعد قوية كما كانت عند إعلان الرئيس دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الواسعة في أبريل.

مؤشرات على اقتراب نقطة التحول

أوضح محللو HSBC أن عودة العلاقة التقليدية بين الدولار وعوائد السندات الأميركية قد تكون إشارة إلى اقتراب قاع اتجاه الضعف في الدولار، وأضافوا أن علاقة مشابهة بدأت تظهر أيضًا بين الأسهم الأميركية والعوائد.

في المقابل، حذّر الاستراتيجيون من أن انخفاض الدولار قد يتسارع إذا عادت حالة عدم اليقين في السياسات الأميركية إلى الواجهة، أو إذا بدأ الاقتصاد العالمي في التسارع. ورغم أن هذه السيناريوهات ليست من ضمن التوقعات الأساسية للبنك، إلا أن الفريق شدد على ضرورة أخذ هذه المخاطر في الحسبان.

وأشاروا إلى أن من بين المحفزات المحتملة لمزيد من الهبوط: استبدال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أو استمرار تفوق أداء اليورو.

فقاعة الدولار المعاكس: إلى متى؟

اختتم فريق HSBC مذكرتهم بالقول: في الوقت الذي نحلل فيه سيناريوهات هبوط الدولار، يجب ألا نغفل عما قد يشير إلى نهاية هذا التراجع. من وجهة نظرنا، هناك فقاعة مضادة للدولار تتشكل، ورغم أنها لم تنفجر بعد، إلا أن كل الفقاعات تنفجر في نهاية المطاف.