شهد الذهب خلال العام الحالي أداءً مميزًا، محققًا مكاسب بنسبة 27%، مع توقعات بمزيد من الصعود خلال عام 2025، مدعومًا بعوامل مشابهة لتلك التي دعمته هذا العام، إلى جانب تأثيرات إضافية، مثل حالة عدم اليقين السياسي مع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية.
في جلسة الثلاثاء، أغلقت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 على ارتفاع بنسبة 0.85%، أو ما يعادل 22.9 دولارًا، لتصل إلى 2641 دولارًا للأوقية. ومع ذلك، سجل المعدن الأصفر تراجعًا شهريًا وفصليًا بنسبة 1.5%.
يُذكر أن السوق مغلقة يوم الأربعاء بمناسبة عطلة رأس السنة.
تباين التوقعات
تباينت توقعات بنوك الاستثمار العالمية حول مستقبل الذهب في 2025، حيث رجحت مؤسسات مثل غولدمان ساكس (NYSE:GS) وساكسو بنك وسيتي غروب أن يتجاوز سعر الأونصة 3000 دولار، بينما توقعت جيه بي مورغان بلوغه 2950 دولارًا، ويو بي إس 2900 دولار.
على الرغم من تراجع الذهب قليلاً منذ فوز ترامب في الانتخابات الأميركية في نوفمبر الماضي، إلا أنه سجل أداءً سنويًا أفضل مقارنةً بالعديد من السلع الأخرى. وفي الوقت الذي شهدت فيه المعادن الأساسية مثل خام الحديد والليثيوم تراجعًا كبيرًا، حافظ الذهب على زخم صعوده.
وباعتباره أحد أفضل الأصول أداءً في عام 2024، حققت أسعار الذهب واحدة من أكبر مكاسبها السنوية خلال القرن الحالي بعدما سجلت أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 2010 بمكاسب تجاوزت 27%، وسجلت مستويات قياسية بلغت 2790.15 دولار في 31 أكتوبر.
ويترقب السوق الآن مجموعة جديدة من المحفزات، بما في ذلك بيانات اقتصادية أمريكية متوقعة الأسبوع المقبل، قد تؤثر على توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة لعام 2025، وسياسات التعريفات الجمركية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
خفض الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل كبير في سبتمبر ونوفمبر وديسمبر، لكنه أشار في اجتماعه الأخير إلى خفض أقل لأسعار الفائدة في عام 2025. كما أبدت البنوك المركزية الكبرى الأخرى الحذر بشأن مسارها لعام 2025.
يُعتبر الذهب وسيلة للتحوط ضد التضخم والاضطرابات، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول غير ذات العائد.
عوامل دعم الذهب وتحديات المعادن الأخرى
يعكس ارتفاع أسعار الذهب في 2024، الذي تخلله سلسلة من الأرقام القياسية، تحولات ديناميكية في السوق. ورغم تأثير الدولار القوي وارتفاع العوائد الحقيقية على سندات الخزانة الأميركية، وهما عاملان عادةً ما يؤثران سلبًا على الذهب، إلا أن المعدن الأصفر تحدى هذه الضغوط.
وصف المحلل ديفيد سكوت من ستون إكس غروب أداء الذهب بأنه مذهل ومستدام، مشيرًا إلى أن قواعد اللعبة تغيرت بشكل واضح بالنسبة للذهب.
على النقيض، عانت المعادن الأخرى من التباطؤ الاقتصادي في الصين:
مؤشر بورصة لندن (LON:LSEG) للمعادن: رغم ضعف الطلب الصيني، سجل المؤشر زيادة سنوية بفضل توترات الإمدادات التي قد تستمر في 2025، خاصةً بالنسبة للنحاس والزنك.
خام الحديد: تراجع بنسبة 28% خلال 2024 نتيجة أزمة قطاع الصلب في الصين وضعف حركة الإنشاءات.
الليثيوم: سجل خسائر كبيرة للعام الثاني على التوالي بسبب فائض الإنتاج وتباطؤ الطلب في قطاع السيارات الكهربائية.
وفقًا لتوقعات البنك الدولي، من المحتمل أن تشهد أسعار المعادن استقرارًا في 2025، مع توقع انخفاض بنسبة 3% في 2026، مدفوعة بتباطؤ النشاط الصناعي في الاقتصادات الكبرى.