أفاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافاييل بوستيك، أمس يوم الثلاثاء بأن على الاحتياطي الفيدرالي أن يكون مستعدًا للنظر في تخفيضات أكبر في أسعار الفائدة إذا تدهور سوق العمل.
وأكد بوستيك في تصريحاته أن شركاءه من رجال الأعمال لا يزالون يرون أن تسريح العمال غير متوقع في الوقت الحالي، رغم أن هذا التصريح يأتي في توقيت غير مناسب بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي (ISM) التي أظهرت تدهورًا في توقعات التوظيف في قطاع التصنيع الأمريكي.
أشار بوسيتك إلى أن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأخيرة أظهرت أن التضخم لا يزال في مسار التراجع.
فيما أكد متابعته لبيانات الوظائف المقبلة عن كثب. مشيرًا إلى أنه إذا تباطأ نمو الوظائف إلى أقل من 100 ألف وظيفة شهريًا، فإن ذلك يستدعي مزيدًا من التدقيق في أسباب هذا التباطؤ.
عبر بوستيك عند عدم رغبته في أن يكون مفرط الثقة فيما يتعلق بالتضخم، خاصة أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لا يزال عند 2.7%.
السيناريو الأساسي لبوستيك هو تيسير منتظم مع توقع استمرار تباطؤ التضخم وحفاظ سوق العمل على قوته.
كشف عضو الفيدرالي عن انفتاحه على خفض آخر في أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية إذا ظهرت مؤشرات ضعف غير متوقعة في سوق العمل.
بهذه التصريحات، يظهر بوستيك حرصًا على مراقبة التطورات في سوق العمل عن كثب، مع استعداده لاتخاذ إجراءات إضافية إذا استدعت الضرورة.
تصريحات باول
أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن الاقتصاد الأمريكي مستعد لمزيد من تباطؤ التضخم، مقتربًا من الهدف الذي يسعى إليه صناع السياسات، مما يمهد الطريق أمام الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر والوصول تدريجيًا إلى مستوى محايد.
جاء هذا التصريح بعد أكثر من أسبوع من خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أول خفض منذ عام 2020، استجابةً لتراجع التضخم.
يُسهم خفض الفائدة في تقليل تكلفة الاقتراض على الأفراد والشركات، ما يمنح الأسر بعض الدعم قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، رغم أن الاحتياطي الفيدرالي يعمل بشكل مستقل عن التأثيرات السياسية.
في كلمة له خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاد الأعمال في ولاية تينيسي، قال باول: لقد كان انخفاض الأسعار شاملاً، وتشير البيانات الأخيرة إلى تقدم مستمر نحو تحقيق هدف التضخم المستدام عند 2%.
وأشار باول أيضًا إلى أن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة قد تكون على الطريق إذا لم تظهر تطورات غير متوقعة.
وأضاف: بالنظر إلى المستقبل، إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع بشكل عام، فإن السياسة النقدية ستتجه تدريجيًا نحو موقف أكثر حيادية.
وأكد أن صناع السياسات لن يلتزموا بـمسار ثابت مسبقًا، بل سيقومون بتقييم البيانات الواردة مع مراعاة المزيد من التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة.
وأوضح باول أن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض الفائدة بشكل أسرع إذا تباطأ الاقتصاد أكثر مما هو متوقع.
وختم قائلاً: لسنا في عجلة من أمرنا ولا نحتاج إلى التحرك بسرعة. إنها عملية ستستغرق وقتًا.