تقرير خاص:

 

لا تزال الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تثير قلق المستثمرين وتربك الأسواق العالمية، فضلاً عن المخاوف من تصعيد التوتر بين إيران وواشنطن مع توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب لإرسال قوات إضافية للشرق الأوسط لحماية مصالحها في المنطقة.

 

وبمشهد مؤثر ودّعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الحكومة ما يضع المستثمرين أمام حالة من عدم اليقين مرة أخرى حول مصير الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

 

استمرار النزاع

 

 

يخرج الرئيس ترامب بتصريحات وتغريدات متناقضة حول حربه التجارية مع بكين، فبعضها يؤكد رضاه عما يحدث، فيما يحاول من جهة أخرى طمأنه المستثمرين عبر تكهنه بنهاية سريعة لتلك الحرب، رغم توقف المفاوضات بين الجانبين منذ أسبوعين.

 

وتسعى إدارة واشنطن لتضييق الخناق على بكين، حيث نشرت وزارة التجارة الأمريكية إشعارًا لتحدد قواعد معاقبة الدول التي تقلل قيمة عملتها مقابل الدولار بهدف دعم صادراتها، الأمر سيسبب بتقلب حاد في سعر صرف اليوان.

 

وعلى خلفية هذه التطورات، بدأت شركات أمريكية بالتخارج من السوق الصيني، وبحسب استبيان غرفة التجارة الأمريكية في الصين، أكثر من سبع من كل عشر شركات أمريكية في الصين، ما يعادل 75%، تعاني من التداعيات السلبية للنزاع التجاري، ما يضع استثمارات تلك الشركات على المحك.

 

إلى ذلك، تترقب الولايات المتحدة يوم الخميس القادم بيانات القراءة الثانية للنمو الاقتصادي عن الربع الأول 2019، وسط توقعات بنمو الناتج الإجمالي المحلي 3.1% بعد قراءة أولية عند مستوى 3.2%.

 

واحتفالًا بذكرى تكريم الجنود الأمريكيين تتوقف تعاملات سوق الأسهم الأمريكية في يوم الاثنين.

 

حرب تكنولوجية باردة

 

 

تضييق الخناق على شركة هواوي يُنذر بحرب تكنولوجية باردة بين أكبر اقتصادين في العالم، الأمر الذي يخشاه المستثمرين خصوصاً مع توجه شركات عدة لمقاطعة عملاق التكنولوجيا الصيني، ومساعي ترامب لكبح الطموحات التكنولوجية لبكين والتفكير في فرض حظر مشابه على هيكفيجن الصينية التي تعد من أكبر شركات المراقبة عالميًا.

 

وترى إدارة ترامب أن الوقوف بوجه شركات مثل هواوي التي تشكل تهديدًا للأمن القومي أهم بكثير من التوصل لاتفاق تجاري بين الجانبين، الأمر الذي يعمق الفجوة بين أكبر اقتصادين في العالم ويؤثر على حركة التجارة العالمية.

 

وداع ماي وغموض بريكست

 

 

قررت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي التنحي في السابع من يونيو القادم، وذلك بعد محاولات دامت ثلاث سنوات فشلت فيها في التوصل لاتفاق حول بريكست.

 

ودفعت الاستقالة العملة البريطانية للارتفاع مؤقتًا أمام الدولار واليورو، فيما اتسمت التداولات بالتقلب إثر المخاوف من أن يقود الحكومة زعيمًا معارضاً للاتحاد الأوروبي، الأمر يزيد من فرص الخروج دون اتفاق، ويضع المستثمرين في حالة من الترقب والقلق.

 

وفي ظل هذه التطورات الهامة، تتوقف تعملات سوق الأسهم البريطاني يوم الاثنين احتفالًا بأعياد الربيع.

 

انتخابات البرلمان الأوروبي

 

 

تظهر اليوم نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي التي سيتم وقفها تحديد العديد من المناصب الرئيسية ومنها رئيس البرلمان ورئيس المفوضية ورئيس المجلس الأوروبي.

 

وستنعكس النتائج على طبيعة القرارات والسياسات التي تعتمدها منطقة اليورو في ظل التوترات الحاصلة على المستوى العالمي.

 

وتدخل عدة أسواق أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وسويسرا في عطلة رسمية يوم الخميس القادم احتفالًا بعيد الصعود.

 

توتر تركي سعودي

 

 

تأثرت العلاقات التركية السعودية بمقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، واليوم يزداد التوتر بين البلدين، بعد تحذير سعودي من الاستثمار في تركيا على خلفية شكاوى مستثمرين سعوديين في تركيا من تضييق الخناق عليهم والإضرار بمصالحهم وتعرضهم للابتزاز.

 

ومن جهة أخرى، سلطت غرفة تجارة وصناعة الرياض الضوء على تعرض السياح السعوديين لعمليات نصب واحتيال ومضايقات أمنية، وتقويض حقهم في الحصول على سند التمليك.

 

وتعد المملكة على رأس الدول المستثمرة والمُصدرة للسياح في تركيا، ولكن التوترات الحاصلة ستفقد الثقة بالاستثمار والسياحة التركية، الأمر الذي قد يؤثر على اقتصاد التركي الذي يعاني من أزمة تراجع قيمة الليرة ونفض سيولة النقد الأجنبي.

 

الأسواق الناشئة وأزمة جديدة

 

 

يخشى المستثمرون من تجدد الضغوط التي شهدتها الأسواق الناشئة أواخر العام الماضي، وذلك مع ازدياد موجة البيع على خلفية الحرب التجارية وارتفاع قيمة الدولار.

 

وخسر مؤشر إم إس سي آي للأسهم الناشئة 7% منذ منتصف أبريل، وتراجع مؤشر إم إس سي آي لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 2% خلال شهر ونصف.

 

وفرض المزيد من الرسوم الأمريكية يضغط على الاقتصاد الصيني ويدفع بكين لاتباع إجراءات تحفيز جديدة، خصوصًا بعد تسجيل تراجع في مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي خلال أبريل.

 

ووصل مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في عامين، مرتفعاً بنسبة 2.3% منذ نهاية يناير الماضي، ما يصعب على الأسواق الناشئة سداد ديونها المقومة بالدولار الأمريكي.