عزز البنك المركزي الصيني دعمه لليوان الواقع تحت الضغط عن طريق زيادة السعر المرجعي اليومي للعملة المدارة بأكبر قدر منذ يناير الماضي.

عدل بنك الشعب الصيني سعر التثبيت بنسبة 0.1% مع بقاء المضاربين في حالة تأهب بالغ بعد تهاوي اليوان إلى أضعف مستوياته منذ نوفمبر الجمعة الماضية. صعدت العملة بنسبة 0.2% في التعاملات الخارجية رداً على السعر المرجعي وتغيرت قليلاً محلياً.

مهمة صعبة

يواجه بنك الشعب الصيني مهمة صعبة للحفاظ على استقرار عملته مع محاولة الإبقاء على سياسة نقدية داعمة لاقتصاد متعثر واستمرار توفير غطاء لتدفقات رأس المال خارج البلاد. في حين أن ضعف اليوان قد يساعد جانب التصدير بالاقتصاد، فإن الهبوط الكبير يخاطر بزيادة هائلة لخروج رؤوس الأموال للخارج نظراً لتدهور ثقة المستثمرين إزاء الصين إلى منطقة سلبية.

 

وقال كريستوفر وونغ، محلل العملات في شركة أوفرسي-تشاينيز بانكينغ (Oversea-Chinese Banking) في سنغافورة، إن سعر التثبيت أعاد التأكيد على أن صناع السياسة النقدية الصينيين متمسكون بنفس قواعد استراتيجية الاقتصاد لترسيخ استقرار اليوان. سيساعد ذلك في تخفيف الضغط على العملات الأجنبية الآسيوية مع استثناء اليابان، بما فيها الوون الكوري والبات التايلندي، والتي ربما تتأثر بدرجة أكبر باتجاه تحركات اليوان.

تقدمت العملات الآسيوية التي عادة ما تتأثر بشدة بثقة المستثمرين في الصين بعد تعديل سعر التثبيت، مع ارتفاع الدولار الأسترالي وتمديد مكاسب الوون الكوري الجنوبي. يحدد السعر المرجعي لبنك الشعب الصيني نطاق حركة اليوان داخلياً عند 2% صعوداً وهبوطاً.

انخفاض سعر اليوان

بوصفها مصدراً للاستقرار في سوق العملات الأجنبية العالمية ونقطة مرجعية لنظيراتها الإقليميين، فإن أي إشارة من المسؤولين بأنهم منفتحون على السماح لانخفاض قيمة عملية اليوان ربما تُحدث تقلبات عبر مجموعة من العملات. هبط اليوان الجمعة الماضية بأكبر قدر خلال ما يفوق شهرين إذ راهن المضاربون على أن سعر التثبيت في ذلك اليوم يدل على أن المسؤولين منفتحون على مثل هذا التخفيض.

 

قبل تلك الجلسة، كان اليوان ثابتاً بطريقة كبيرة لمدة شهرين تقريباً رغم ضغوط تعافي الاقتصاد المتعثر والثقة الضعيفة تجاه الأصول الصينية. حالياً، يؤثر انتعاش الدولار الأميركي وتراجع الين الياباني أيضاً على اليوان، ما يجعل دعم بنك الشعب الصيني أكثر إلحاحاً.

كتب محللا آي إن جي (ING) كريس تورنر ولين سونغ في مذكرة للعملاء: نعتقد أنه رغم أن عوامل الاقتصاد قصيرة الأجل تدعم اليوان الأضعف قليلاً، فإن أي تراجع يحدث سيكون تدريجياً وتحت السيطرة. نجح بنك الشعب الصيني في السيطرة على اليوان جزئياً بعد تدهوره المتسارع.

وبينما يُظهر المسؤولون دعمهم للعملة، فإن الفجوة الواسعة بين أسعار الفائدة الأميركية والصين والعوامل الموسمية يمكن أن تبقى كبيرة، بحسب شياوجيا تشي، رئيسة وحدة البحوث في كريدي أغريكول سي آي بي هونغ برانش. وقالت: لا يشجع بنك الشعب الصيني على تراجع كبير لليوان. من المحتمل العودة التدريجية إلى مزيد من مرونة سعر صرف اليوان إذ من الممكن أن تشهد العملة بعض الضغوط مستقبلاً.