ارتفعت الأسهم الآسيوية لتنضم إلى موجة صعود عالمية، حيث غذت الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيبدأ قريباً بخفض أسعار الفائدة الإقبال على الأصول الأكثر مخاطرة في السوق.
صعدت الأسهم في هونغ كونغ عند الافتتاح، مع تراجعها في بورصات البر الرئيسي للصين. وارتفعت مؤشرات الأسهم في اليابان وأستراليا، في حين ظلت مؤشرات الأسهم في كوريا الجنوبية ثابتة، بعد أن بلغت الأسهم الأميركية مستويات مرتفعة قياسية، ما دفع الأسهم العالمية إلى بلوغ ذروة جديدة.

ترتفع الرغبة في المخاطرة مع التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة قريباً، حيث أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأميركية مرونة بين المستهلكين، مما غذى الآمال في هبوط سلس للتضخم. وأدت معنويات السوق إلى التحول نحو الأسهم الصغيرة، حيث ارتفع مؤشر راسل 2000 بنسبة 12% في الجلسات الخمس الماضية، وهو أفضل أداء له منذ أبريل 2020.

ورأى ميتسوشيغي أكينو، رئيس شركة إيتشيوشي لإدارة الأصول، أنه بعد ارتفاع مؤشر راسل 2000 في الولايات المتحدة، من المتوقع أن تتعزز أسهم الشركات الصغيرة في اليابان اليوم.

بيانات أسيوية مرتقبة

وتبعت عوائد السندات الأسترالية واليابانية انخفاض نظيراتها الأميركية خلال الليل. وارتفعت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف صباح اليوم الأربعاء في آسيا، مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة، بعد انخفاضات أمس. وصعدت العوائد في نيوزيلندا مع ارتفاع الدولار النيوزيلندي بعد أن أدت بيانات التضخم المختلطة إلى تشويش توقعات خفض أسعار الفائدة.

ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار الأميركي. وانخفض الين في وقت مبكر من اليوم، وذلك لليوم الثالث مقابل الدولار.

في آسيا، تشمل البيانات الاقتصادية المقرر صدورها صادرات سنغافورة، وقرار السياسة النقدية في إندونيسيا. وكانت الأسواق مغلقة في الهند وباكستان.

سوليتا مارسيلي، من يو بي إس لإدارة الثروات العالمية، تتوقع بأنه إذا تمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في سياق الهبوط الناعم، ستكون هناك احتمالات أفضل لإعادة تسريع نمو الأرباح للقطاعات ذات الجودة المنخفضة والقطاعات الدورية في السوق.

استمرار التضخم

يحذر بعض الاقتصاديين في وول ستريت من أن الفيدرالي ينتظر أكثر من اللازم لعكس مساره بعد رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى منذ عقدين. وفي الوقت نفسه، حذر صندوق النقد الدولي من أن التضخم في العديد من الاقتصادات الكبرى ينحسر بشكل أبطأ من المتوقع، مما يشير إلى خطر محتمل على النمو العالمي من بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. 

وارتكزت قوة سوق الأسهم على التفاؤل بأن الاقتصاد الأميركي صمد أمام أسوأ إجراءات التشديد النقدي من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي هذا الصدد، كان تقرير مبيعات التجزئة الذي جاء أفضل من المتوقع، أمس، بمثابة تطور صحي، بحسب بريت كينويل، من إي تورو (eToro). وأشار إلى أنه من الأفضل رؤية الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة بسبب انخفاض التضخم بدلاً من رؤيته يندفع لدعم الاقتصاد الضعيف.

تعتبر الحركة على مؤشر (راسل 2000) صعودية، لكن يجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لجني الأرباح والتعزيز المحتمل في الجلسات المقبلة، وفق دان وانتروبسكي، من جاني مونتغمري سكوت (Janney Montgomery Scott).

وأشار إلى أن الرسم البياني الشهري طويل المدى لمؤشر راسل يظهر صورة أفضل لإمكانياته، معرباً عن اعتقاده بأن المؤشر يمكن أن يتداول مرة أخرى نحو أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث يسلط الارتداد المتوسط ​​في القوة النسبية الضوء على المزيد من النطاق الترددي للقطاع، مقابل أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي كانت قيادية هذه السنة.

في سوق السلع، استقر سعر الذهب بعد ارتفاعه بنسبة 2% تقريباً أمس الثلاثاء، ليصل إلى مستوى قياسي عند 2469.66 دولاراً للأونصة، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط لليوم الرابع.