تواصل سوق الأسهم السعودية فقدان الزخم في ظل غياب محفزات جديدة وتراجع ملحوظ في السيولة، ما يدفع المؤشر العام تاسي نحو تسجيل رابع خسارة أسبوعية على التوالي، في أطول سلسلة منذ نهاية مايو 2024.

على الرغم من اقتراب المؤشر العام تاسي من أدنى مستوياته للعام الجاري المسجلة في سبتمبر الماضي حول 10400 نقطة، إلا أن شهية الشراء ما تزال ضعيفة، إذ يترقب المتعاملون مزيداً من التراجع، بحسب ما قالت ماري سالم، المحللة المالية في الشرق

 وأوضحت أن تعافي السوق من هذه المستويات يعتمد على نتائج الربع الرابع، إضافة إلى عودة المؤسسات والصناديق للتمركز الشرائي في ديسمبر.

ضغوط مستمرة

استهلّ تاسي جلسة الخميس على انخفاض طفيف قبل أن يتحول إلى ارتفاع هامشي عند 10649 نقطة، لكنه يبقى متجهاً لتسجيل تراجع أسبوعي يفوق 3%. وعلى أساس شهري، يتجه المؤشر نحو أسوأ أداء منذ يونيو 2022.

محمد زيدان، المحلل المالي الأول لدى الشرق، يرى أن السوق ما تزال تحت ضغط بيعي واضح، مشيراً إلى أن الإغلاق دون 10500 نقطة سيُضعف النظرة المستقبلية على المدى المتوسط والبعيد.

وأضاف السوق تتوقع الآن اختبار مستويات 10250 نقطة ثم 10 آلاف نقطة، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً مقارنة مع توقعاتها في بداية العام التي كانت تشير إلى بلوغ 14 ألف نقطة.

وشهدت الجلسة تحركات متباينة؛ إذ ارتفعت أسهم قيادية مثل أرامكو ومصرف الراجحي، أكبر سهمين على المؤشر، بينما انخفضت أسهم سابك وأكوا باور.

كما واصل سهم أم القرى للتنمية والإعمار (مسار) هبوطه للجلسة الثانية بعد بيع صندوق الاستثمارات العامة حصة 3.3% من الشركة، وكان السهم قد هبط بالحد الأقصى في جلسة الأربعاء.

ضعف السيولة 

ضعفت السيولة بشكل ملحوظ، إذ بلغ متوسط قيم التداول اليومية خلال الأسبوع الجاري نحو 2.25 مليار ريال، مقارنة بمستويات كانت تفوق 6 مليارات ريال يومياً في أواخر سبتمبر.

يرى ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بي إل إم إي كابيتال السعودية، أن انخفاض شهية المستثمرين نحو السوق يعود إلى ضعف نمو الأرباح خلال الربع الثالث، إلى جانب الضبابية التي تخيم على الاقتصاد العالمي، واتجاه بعض المستثمرين السعوديين إلى الأسواق الأميركية.

وأضاف خلال مداخلة في مقابلة صحفية : في ظل هذه التداولات الضعيفة، من الصعب تحديد اتجاه فني واضح للمؤشر، رغم وجود أسهم فردية ما تزال تقدم قيمة جيدة من حيث المكررات وعوائد التوزيعات، لكن ليس لها تأثير كبير على حركة المؤشر.

من جهتها، أكدت ماري سالم أن المستويات الحالية تضغط بقوة على المعنويات، مضيفة: عندما تكون أحجام التداول بهذا الضعف، تصبح القدرة على دعم المعنويات محدودة، ما لم تحدث تغييرات جوهرية وليس مجرد أخبار عابرة، كما رأينا في سبتمبر الماضي.