تباين أداء الأسهم الآسيوية بعد التداول الحذر في وول ستريت، حيث ينتظر المتداولون بيانات التضخم الأميركية التي من المقرر أن تؤثر على توقيت تحول سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التيسير النقدي.
انخفضت الأسهم اليابانية لليوم الثاني وسط تكهنات متزايدة بأن البنك المركزي سيعدل سياسته عندما يجتمع الأسبوع المقبل. وارتفعت الأسهم الأسترالية والكورية الجنوبية.
كما ارتفع العائد على السندات اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، بعدما قال تقرير إعلامي إن صناع السياسة سوف ينهون أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر إذا جاءت بيانات الأجور قوية. وفاقت بيانات أسعار المنتجين التي صدرت في وقت مبكر اليوم الثلاثاء التقديرات.
وقال كيلفن تاي، كبير مسؤولي الاستثمار في يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت (UBS Global Wealth Management) في سنغافورة، إن فرصة قيام بنك اليابان بتغيير سياسة سعر الفائدة السلبية ستكون عالية جداً إذا انتهت مفاوضات الأجور في الربيع بزيادة تزيد عن 4%.
وذكر في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ أن أي ارتفاع في قيمة الين نتيجة لذلك سيؤدي على الأرجح إلى أداء سلبي في سوق الأسهم اليابانية. وأضاف: لذلك نحن في الواقع حذرون للغاية من ذلك.
ارتفعت أسهم هونغ كونغ لليوم الثالث، في حين تراجعت شركة تشاينا فانكي المدعومة من الدولة بعد أن سحبت وكالة موديز التصنيف الائتماني للشركة من الدرجة الاستثمارية، وحذرت من مزيد من التخفيضات المحتملة.
تراجع أسهم الصلب
وانخفضت أسهم الشركات المرتبطة بالصلب في آسيا، بعد أكبر هبوط لخام الحديد منذ عام 2022.
وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد أن أغلق مؤشرا إس آند بي 500، وناسداك 100 على انخفاض طفيف أمس الاثنين. وينتظر المستثمرون المزيد من الدلائل حول ما إذا كان الارتفاع الأخير في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة مجرد إشارة عابرة أم هو دليل على أن الاتجاه الانكماشي قد بلغ طريقاً مسدوداً. بعد أن أغلق عند مستويات قياسية 16 مرة هذا العام، أظهر مؤشر إس آند بي 500 علامات فرط النشاط، مما حفز التحذيرات بشأن التماسك على المدى القريب.
ارتفعت توقعات المستهلكين الأميركيين للتضخم على مدى السنوات الثلاث المقبلة في فبراير، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. جاءت هذه الأرقام قبل صدور بيانات اليوم الثلاثاء التي من المتوقع أن تُظهر تراجع التضخم بشكل تدريجي فقط الشهر الماضي، مما يوضح سبب عدم استعجال المسؤولين الأميركيين لخفض أسعار الفائدة.
لم تتغير سندات الخزانة بشكل كبير بعد انخفاضها يوم الاثنين، حيث يستعد المتداولون لموجة أخرى من مبيعات ديون الشركات عالية الجودة. وتراجع الدولار قليلاً مقابل معظم أقرانه في مجموعة العشرة.
وفي حين انخفض مؤشر إس آند بي 500 في أربعة أيام فقط من تقارير مؤشر أسعار المستهلكين خلال الـ12 شهراً الماضية، فإن التقلبات تتزايد في تلك الجلسات هذا العام. على مدى الأشهر الستة الماضية، تحرك مؤشر الأسهم بحوالي 0.8% بأي من الاتجاهين (صعوداً أو هبوطاً) في اليوم الذي تم فيه إصدار مؤشر أسعار المستهلك، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وهذا يُعد أعلى تحرك منذ شهر أبريل وارتفاعاً عن نسبة أقل من 0.5% في سبتمبر.
بالنسبة إلى أنتوني ساغليمبين من شركة أميريبريس (Ameriprise)، فمن المحتمل أن المستثمرين يستوعبون بالفعل الكثير من الأخبار الجيدة في أسعار الأسهم، ويتقدمون بناء على البيانات الواردة التي تدعم رواية الهبوط الناعم.
وأشار إلى أن الأسهم من المحتمل أن تكون متأخرة بعض الشيء في إطار عملية تماسك، أو تمر بفترة طويلة من الانخفاضات المتواضعة في وقت ما من هذا العام. وفي ظل عدم وجود تحول كبير في الصورة الأساسية، نعتقد أن المستثمرين سيرحبون بمثل هذا الانخفاض ويعاملونه كفرصة للشراء.