استأنفت سندات الخزانة موجة البيع مع تراجع معظم الأسهم في آسيا بعدما قال جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن واضعي السياسات سينتظرون على الأرجح إلى ما بعد مارس لخفض أسعار الفائدة، مما ضاعف تأثير بيانات الوظائف الأميركية التي ظهرت يوم الجمعة الماضي، وجاءت أقوى من المتوقع.
صعدت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 7 نقاط أساس بعد إذاعة لقاء باول مع برنامج 60 دقيقة المذاع على شبكة سي بي إس، مضيفة بذلك إلى تقدمها الذي حققته يوم الجمعة الماضي عندما ارتفعت 14 نقطة أساس. وتم تسجيل حوار باول، الذي جرى بثه أمس الأحد في الولايات المتحدة، قبل بيانات الوظائف التي صدرت يوم الجمعة وأظهرت أن الشركات الأميركية عززت الرواتب في يناير بأكبر قدر خلال عام.
كما انعكس انخفاض سندات الخزانة الأميركية على أسواق السندات الآسيوية، حيث ألقت بظلالها على الديون الحكومية في أستراليا ونيوزيلندا، وارتفعت العائدات في كلاهما بنحو 10 نقاط أساس. أما السندات الحكومية في الصين فاستطاعت النجاة من هذا التراجع، وانخفضت عائدات السندات لأجل 10 سنوات هناك بمقدار نقطتي أساس.
أداء الأسهم في آسيا اليوم
انخفضت الأسهم في الصين مواصلة نزيف الخسائر التي تكبدتها يوم الجمعة. كما تراجع مؤشر سي إس آي 300
بأكثر من 1%، فيما هبط مؤشر سي إس آي 1000 للأسهم الصغيرة بنسبة 8% تقريباً. وجاءت الانخفاضات رغم بيان هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية الذي صدر أمس والذي قالت فيه إنها ستتخذ إجراءات لمنع التقلبات غير الطبيعية في السوق، مع إتاحة مزيد من الإقراض متوسط وطويل الأجل في السوق.
تراجعت المؤشرات القياسية في أستراليا وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ كذلك. وهوت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية بعدما ارتفع مؤشر أس آند بي 500 بنسبة 1.1%، مسجلاً مستوى قياسياً جديداً يوم الجمعة. وتأتي سلسلة الأداء القوي للمؤشر الأميركي مع بدايته القوية لشهر فبراير الجاري، الذي عادة ما يكون أحد أكثر الشهور اضطراباً في العام بالنسبة للأسهم الأميركية، حسبما تشير البيانات التاريخية.
لكن الأسهم اليابانية سبحت عكس التيار واستطاعت الصعود، حيث قفزت أسهم شركة ميتسوي فودوسان (Mitsui Fudosan) بعدما نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريراً يشير إلى أن شركة إليوت مانجمنت (Elliott Management) استحوذت على حصة بنسبة 2.5% في الشركة، كما دعت إلى إعادة شراء الأسهم.
أسواق العملات والسلع
على صعيد العملات، ارتفع سعر الدولار الأميركي مقابل معظم نظرائه الرئيسيين. فيما انخفض الين الياباني ليتداول عند حوالي 148 يناً للدولار.
ويوم الجمعة الماضي، تراجعت رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة الفيدرالية في مارس المقبل إلى حوالي 20% مقارنة بحوالي 40% يوم الخميس، حيث تقلل المرونة الاقتصادية من احتمال تخفيف السياسة النقدية في القريب العاجل.
لكن ورغم تراجع توقعات خفض الفائدة في مارس، كتب إد يارديني، رئيس شركة يارديني ريسيرش (Yardeni Research) في مذكرة: ما تزال السوق تتوقع تطبيق 5 تخفيضات على أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، فيما يُرجح استمرار مسؤولي الفيدرالي في استبعاد فكرة تطبيق تخفيضات كبيرة على الفائدة.
بالنسبة لأسواق الخام، لم تشهد أسعار النفط تغيرات كبيرة، ووضع المتداولون في اعتبارهم تأثير الضربات الأميركية والبريطانية ضد أهداف الحوثيين بالفعل خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تعهدت جماعة الحوثي المدعومين من إيران بالرد. ولم يتغير سعر خام غرب تكساس الوسيط بدرجة كبيرة، بعد انخفاضه 7.4% الأسبوع الماضي، وهو أكبر هبوط يمر به خلال أسبوع واحد منذ أكتوبر. كما تراجع سعر الذهب بشكل طفيف مقترباً من 2037 دولاراً للأونصة في التداولات.
وأشار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إلى أنه قد يفرض تعريفة جمركية على البضائع الصينية تزيد عن 60% إذا ما تم انتخابه، ما يمثل أحدث جولة من تصريحاته العدائية ضد الصين (أكبر دولة موردة للسلع إلى الولايات المتحدة).