تراجعت الأسهم الآسيوية، مع فشل أرباح شركة إنفيديا في إثارة رضا وإعجاب المستثمرين، بينما ساهمت نتائج الشركات الصينية في تمديد موجة البيع في شركات التكنولوجيا في البلاد.
انخفض مؤشر إم إس سي آي (MSCI) لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.5%، متأثراً بتراجع شركات تصنيع الرقائق مثل تايوان سيميكوندكتور مانوفاكتشورينغ (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)، وإس كي هاينكس (SK Hynix Inc)، كما انخفض مؤشر أسهم التكنولوجيا الصينية بأكثر من 2% في هونغ كونغ. وتراجعت أسهم إنفيديا بأكثر من 8% في تداولات ما بعد الإغلاق بعد توقعات مبيعاتها التي خيبت آمال بعض المحللين في وول ستريت.
تشير هذه التوقعات إلى احتمال تباطؤ موجة الحماس بشأن الذكاء الاصطناعي، التي دعمت أسهم التكنولوجيا العالمية معظم هذا العام. تُعد إنفيديا مستفيداً رئيسياً من السباق لتحديث مراكز البيانات للتعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي، وأصبحت توقعات مبيعاتها مؤشراً لهذا الازدهار في الإنفاق. كما أثّرت نتائج الأرباح الصينية سلباً على المعنويات في آسيا، مما أكد على حالة الركود في الطلب الاستهلاكي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
خيبة أمل المتداولين
قالت تشارو تشانانا، رئيسة استراتيجية العملات في ساكسو ماركتس (Saxo Markets): جاءت نتائج (إنفيديا) القوية وتوجيهاتها دون أن تبهر الأسواق، وذلك بسبب التوقعات المرتفعة وليس الأداء الضعيف. وأضافت: هذا قد تنتقل إلى قطاع التكنولوجيا الآسيوية اليوم، لكن لا يوجد سبب كبير لتوقع أي انحراف في تطورات الذكاء الاصطناعي أو في بقاء (إنفيديا) باعتبارها عموداً فقرياً لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.
واستقرت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد ارتفاعها نقطة أساس واحدة إلى 3.84% في الجلسة السابقة. وانخفض الدولار بعد مكاسبه على نطاق واسع وسط تكهنات بأن المستثمرين يشترون العملة الأميركية لإعادة توازن محفظتهم الاستثمارية. تعزز الدولار النيوزيلندي بعد أن قفزت ثقة الأعمال في البلاد إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات.
كانت شركة لي أوتو (Li Auto Inc) الصينية لصناعة السيارات الكهربائية بمثابة العائق الأكبر على مؤشر هانغ سينغ تك (Hang Seng Tech)، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 15% تقريباً بعدما خيبت توقعاتها الآمال. وانخفضت شركة بي واي دي أيضاً على الرغم من تحقيقها قفزة في الأرباح بنسبة 33%.
تشاؤم في الصين
زادت حالة التشاؤم بشأن الصين، بعد أن خفضت مجموعة يو بي إس توقعاتها لنمو البلاد لهذا العام والعام المقبل، مشيرة إلى أن التراجع في سوق العقارات أعمق مما كان متوقعاً.
في مكان آخر، تخطط شركة نيبون ستيل اليابانية لاستثمار إضافي بقيمة 1.3 مليار دولار في المصانع التي تديرها شركة يونايتد ستيل الأميركية، وذلك في الوقت الذي تكثف فيه الشركة اليابانية جهودها لكسب دعم النقابات العمالية لعرض استحواذ قوبل بمعارضة كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الرئاسي دونالد ترامب.
في حين خيبت توقعات إنفيديا الآمال، تضاعفت الإيرادات لأكثر من الضعف لتصل إلى 30 مليار دولار في الربع المالي الثاني الذي انتهى في 28 يوليو. كما وافق مجلس إدارة الشركة، ومقرها سانتا كلارا، كاليفورنيا، على إعادة شراء أسهم إضافية بقيمة 50 مليار دولار.
في وقت لاحق من اليوم الخميس، سيتحول انتباه المستثمرين إلى بيانات أميركية رئيسية تشمل نمو الناتج المحلي الإجمالي، والإنفاق الشخصي، والمطالبات الأسبوعية للبطالة، للمساعدة في تعزيز الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفف من سياسته النقدية هذا العام بسرعة. وقال رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إنه قد يكون الوقت مناسباً للخفض، لكنه لا يزال ينتظر بيانات إضافية تدعم خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل.
في أسواق السلع، استقرت أسعار النفط بعد تراجع استمر يومين، مع تعويض خسائر أسواق الأسهم للتراجع في المخزونات الأميركية واضطرابات الإمدادات من ليبيا. وتداول الذهب بالقرب من أعلى مستوياته القياسية، متجهاً نحو تحقيق مكاسب شهرية.