قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه سيعلن عن مرشحه لشغل المقعد الشاغر المرتقب في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بحلول نهاية الأسبوع. وأوضح أيضًا أنه قلّص قائمة المرشحين المحتملين لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أربعة أشخاص فقط.
وفي تصريحاته للصحفيين من البيت الأبيض، ميّز ترامب بين اختيار بديل لأدريانا كوجلر، التي أعلنت الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ أنها ستغادر منصبها يوم الجمعة المقبل للعودة إلى عملها الأكاديمي في جامعة جورجتاون، وبين اختيار خليفة لباول الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل.
وأشار ترامب إلى أن جميع المقاعد الأخرى في مجلس الفيدرالي مشغولة بأشخاص، بما في ذلك باول، بولايات تستمر لعدة سنوات، مما يجعل ترشيحه لبديل كوجلر ذا تأثير محتمل على اختيار رئيس المجلس القادم.
أربعة مرشحين فقط... والتركيز على الأسماء المقربة
أكد ترامب أن قائمة المرشحين لرئاسة الفيدرالي قد تم تقليصها إلى شخصين يدعيان كيفن واثنين آخرين، مشيرًا إلى كل من كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي، وكيفن وورش، الحاكم السابق في الاحتياطي الفيدرالي والداعم له. ويُعتقد أن أحد المرشحين الآخرين هو كريستوفر والر، الحاكم الحالي في المجلس.
وفي مقابلة مع قناة CNBC، أوضح ترامب أنه استبعد وزير الخزانة سكوت بيسنت من قائمة المرشحين لرئاسة الفيدرالي لأن بيسنت أبدى رغبته في البقاء بمنصبه الحالي.
ترامب ينتقد باول ويحذر من خضوع الفيدرالي
كرر ترامب انتقاداته لرئيس الفيدرالي جيروم باول، بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير. وذكرت تقارير سابقة أن ترامب فكّر في إقالة باول، بينما يواجه صانعو السياسات في الفيدرالي مزيجًا صعبًا من التباطؤ الاقتصادي وسوق عمل ضعيفة، في مقابل استمرار التضخم فوق المستهدف البالغ 2%.
ويُشار إلى أن الفيدرالي مكلف من الكونغرس بالحفاظ على استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف، وهو ما قد يُجبره على الموازنة بين هدفين متعارضين في ظل الظروف الراهنة.
وسيحتاج أي مرشح لخلافة كوجلر إلى تصديق مجلس الشيوخ، كما يتطلب ترشيحه لولاية كاملة أو لرئاسة الفيدرالي عملية تصويت منفصلة من المجلس ذاته.
وأفادت مصادر رويترز أن جيمس فيشبك، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار أزوريا والمستشار السابق في وزارة الكفاءة، تواصل مع ترامب يوم الإثنين ليعرض نفسه كخيار مؤقت لشغل منصب في الفيدرالي، وقد طلب أحد مساعدي الرئيس موادًا تعريفية عنه.
جدل جديد بعد إقالة مفاجئة لرئيسة مكتب الإحصاء
تزامن إعلان مغادرة كوجلر مع قرار ترامب المفاجئ بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل، إريكا ماكنترفار، بزعم تزوير بيانات التوظيف، دون تقديم أي دليل. جاء ذلك بعدما أظهرت البيانات تباطؤًا في نمو الوظائف خلال الأشهر الأولى من إدارته.
وحذر خبراء اقتصاديون منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض من أن سياساته التجارية التعريفية غير المتوقعة قد تؤدي إلى ركود في سوق العمل وارتفاع في معدلات التضخم، وهو ما يفسّر تحفظ الفيدرالي على خفض الفائدة حتى تتضح الصورة أكثر.
وفي اجتماعه الأخير، ثبت الفيدرالي سعر الفائدة المرجعي عند نطاق 4.25%-4.50%. إلا أن كريستوفر والر خالف القرار، معتبرًا أن مخاطر التضخم الناتجة عن الرسوم الجمركية لا تزال محدودة، بينما سوق العمل والنمو الاقتصادي يضعفان.
بيانات الوظائف التي نُشرت يوم الجمعة دعمت هذا الرأي، حيث كشفت عن تباطؤ في التوظيف ومراجعات هبوطية للشهور السابقة، ما عزز توقعات الأسواق بخفض للفائدة في اجتماع الفيدرالي يومي 16 و17 سبتمبر.
لكن إقالة مفوضة الإحصاء أثارت مخاوف عالمية بشأن مصداقية البيانات الحكومية الأمريكية. ويرى كثير من الاقتصاديين أن خطوة ترامب فسرت على أنها إسكات للرسول، مما يجعل خياراته المقبلة لرئاسة الفيدرالي أو مكتب الإحصاء تحت مجهر دقيق.
وقال مايكل ستراين، مدير الدراسات الاقتصادية في معهد إنتربرايز الأمريكي المحافظ: تخيل أن تكون قلقًا من أن شخصًا مواليًا للرئيس يقود الوكالة، وأن الأرقام مزورة — هذا سيناريو كارثي.
وأضاف: ربما بدأ الرئيس يدرك أن الاستقلالية المؤسسية أمر بالغ الأهمية. فإذا اختار رئيسًا للفيدرالي يُنظر إليه كدمية سياسية، فإن ردود الفعل ستكون مضاعفة آلاف المرات مقارنة بما حدث مع مكتب الإحصاء.