قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيُعلن خلال أيام عن تعيين حاكم جديد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب رئيس جديد لمكتب إحصاءات العمل، في تحرك قد يرسم ملامح جديدة لأجندته الاقتصادية في وقت تتصاعد فيه المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي.
صرّح ترمب بذلك للصحافيين الأحد أثناء عودته إلى البيت الأبيض من عطلة نهاية الأسبوع في بيدمنستر بولاية نيوجيرسي، وسط انتقادات واجهها بسبب هجماته المتكررة على الفيدرالي وإقالته لرئيسة مكتب إحصاءات العمل، إريكا ماكنتارفر، عقب صدور بيانات وظائف ضعيفة — وهي خطوات اعتُبرت بمثابة تقويض لمؤسسات لطالما اعتُبرت محصّنة من التدخلات السياسية.
وفي ما يتعلق بالفيدرالي، أوضح ترمب أن لديه شخصين أو ثلاثة في ذهنه لتولي المنصب الذي أصبح شاغراً بعد إعلان أدريانا كوغلر استقالتها يوم الجمعة، رغم أن ولايتها كانت ستمتد حتى يناير المقبل. وتتيح مغادرة كوغلر فرصة مبكرة لترمب لتعيين شخصية تتوافق أكثر مع توجهاته الداعية إلى خفض أسعار الفائدة.
أسماء مطروحة لخلافة باول
ومن بين الأسماء المتداولة للمنصب: مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، والحاكم السابق كيفن وورش، والحاكم الحالي كريستوفر والر، ووزير الخزانة سكوت بيسنت. ومن المرجح أن يكون المرشح الذي يختاره ترمب للمنصب مؤهلاً لاحقاً لتولي رئاسة البنك المركزي خلفاً لجيروم باول بعد انتهاء ولايته في مايو المقبل.
وتأتي استقالة كوغلر وسط ضغوط علنية غير مسبوقة من البيت الأبيض على الفيدرالي بشأن الفائدة، حيث وجّه ترمب انتقادات لاذعة لرئيس البنك جيروم باول، واصفاً إياه بأنه غاضب جداً، غبي جداً، وسياسي جداً، مطالباً إياه بالاستقالة بسبب رفضه المتكرر التصويت لصالح خفض الفائدة.
إقالة مثيرة للجدل في مكتب الإحصاءات
وعلى صعيد مكتب إحصاءات العمل، أقال ترمب رئيسة المكتب إريكا ماكنتارفر بعد ساعات من صدور تقرير وظائف مخيب، تضمّن مراجعات نزولية حادة لبيانات مايو ويونيو. الخطوة أثارت اعتراضات، بينها من ويليام بيتش، الذي كان ترمب قد عيّنه لرئاسة المكتب خلال ولايته الأولى، ووصف الإقالة بأنها غير مبررة إطلاقاً.
وقال بيتش في مقابلة عبر CNN: هذه خطوة مؤذية، مضيفاً أنه لا يرى أي أساس لهذا القرار. ولفت إلى أن بيانات المكتب باتت أكثر دقة مقارنة بما كانت عليه قبل 20 أو 30 عاماً، مشدداً على أن موظفيه من أكثر الأميركيين إخلاصاً، واصفاً المكتب بأنه أفضل وكالة إحصائية في العالم.
يُشار إلى أن ماكنتارفر نالت ثقة مجلس الشيوخ بأغلبية واسعة بلغت 86 صوتاً مقابل 8. وكان نائب الرئيس الحالي جي دي فانس، حينها عضواً في المجلس، قد صوّت لصالح تعيينها.
وفي دفاعه عن قرار الإقالة، قال هاسيت في مقابلات مع Fox News وNBC إن مراجعات بيانات الوظائف كانت سيئة التفسير وتشير إلى ضرورة إعادة النظر من قبل قيادة جديدة في المكتب.