تتفوق الشركات الأميركية بقوة على التوقعات، مع قرب نهاية موسم نتائج الأعمال بعد أن أعلن نحو ثلثي الشركات أرباحها، فيما ترفع البنوك الأميركية الكبرى توقعاتها للأرباح هذا الأسبوع.
تساهم هذه الخلفية الإيجابية لأكبر الشركات في أميركا في استمرار أداء سوق الأسهم بقوة مع بداية العام، وهو أيضاً السيناريو الذي يتجاوز بكثير ما تصوره المحللون حتى في أوائل الشهر الماضي. فقد أُثيرت تساؤلات آنذاك حول تعامل الشركات والمستهلكين مع أسعار الفائدة المرتفعة.
وكما هو واضح، فاقت أرباح 80% من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر إس آند بي 500 -التي أعلنت عن نتائجها خلال موسم الأرباح الحالي- بشكل مفاجئ، متجاوزةً بسهولة متوسط العشر سنوات البالغ 74%، وفقاً لبيانات بلومبرغ إنتليجنس حتى بعد ظهر أمس الجمعة. جاءت أسهم الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والسلع الاستهلاكية من بين القطاعات التي تتصدر هذا الاتجاه.
هذا التطور يجعل المحللين يرفعون توقعاتهم. تتوقع وول ستريت الآن نمو أرباح الربع الرابع للشركات المدرجة بمؤشر إس آند بي 500 بمتوسط نسبته 6.5% مقارنة بالعام السابق، ليُعد الأفضل منذ منتصف 2022، وارتفاعاً من التوقعات الضعيفة البالغة 1.2% في أوائل يناير، وفقاً لـبلومبرغ إنتليجنس.
قال ديفيد واغنر، مدير المحافظ لدى أبتوس كابيتال أدفيزرز (Aptus Capital Advisors): لا يزال الناس متفاجئين بمدى استقلالية الأرباح، وتماسك المستهلكين وميلهم إلى الإنفاق، والنتائج السردية والملموسة التي يحققها الذكاء الاصطناعي. حتى الآن، إنه موسم نتائج أعمال قوي.
موسم نتائج أعمال إيجابي بقيادة التكنولوجيا
قدمت شركتا التكنولوجيا العملاقة أمازون دوت كوم وميتابلاتفورمز جانباً من أبرز المفاجآت الصعودية في الأرباح. غير أن هذه الحال نفسها تنطبق على شركات في قطاعات أخرى. على سبيل المثال لا الحصر، تجاوزت أرباح شركات كولغيت-بالموليف، وكلوروكس، وتايسون فودز (.Tyson Foods Inc) التوقعات أيضاً.
ولكي نكون منصفين، ففي ظل التوقعات الضعيفة لنتائج أعمال أسهم شركات إس آند بي 500، فإن آفاق الأرباح كانت منخفضة، حيث رأى بعض الاستراتيجيين منذ أسابيع أن توقعات المحللين لدى البنوك الأميركية كانت قاتمة. أما الآن، فالنتيجة هي أن الشركات تبدو وكأنها تستكمل نمو أرباح الربع السابق، الذي أوقف تقلصاً في الأرباح دام ثلاثة أرباع متتالية.
علاوة على ذلك، مع تزايد الثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتمكّن من ترويض التضخم دون التسبب في تباطؤ اقتصادي، قد تصبح التوقعات أكثر تفاؤلاً.
قال كيم فورست، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوكيه كابيتال بارتنرز (Bokeh Capital Partners): إذا استبعدنا الرابحين والخاسرين الاستثنائيين -أعتقد أن الجميع فوجئ بقوة نتائج أعمال أمازون وميتا- فإن بقية مخرجات موسم الأرباح كانت جيدة. أدركُ أن هذا يبدو فاتراً، لكنني سأتقبله، لأن الجميع في هذا الوقت من العام الماضي كانوا يقرعون طبول الركود، وهي الحال التي لا تبدو حالياً.
نظراً لأن كل التركيز منصب على اعتماد السوق في صعودها على عدد أسهم منخفض، يدقق المستثمرون في منتجات الذكاء الاصطناعي المكلفة للغاية عن كثب. أعلنت جميع الشركات التي يُطلق عليها السبعة العظام عن نتائجها، باستثناء شركة واحدة، فيما يُتوقع أن تعلن إنفيديا عن نتائجها في 21 فبراير الجاري. باستثناء شركة تسلا، فقد سجلت مجموعة الشركات السبعة هذه نمواً قوياً في الأرباح، مما دفع أسعار الأسهم إلى الارتفاع.
ماذا عن الشركات المتوسطة والصغيرة؟
من المقرر أيضاً أن يعلن عدد من الشركات الرئيسية المرتبطة بالمستهلكين عن نتائج أعمالها، إذ ستصدر شركة تويميكر هاسبرو (Toymaker Hasbro) نتائجها الأسبوع المقبل، كما ستعلن شركة وول مارت نتائجها في 20 فبراير.
يُشار إلى أنه في حين أن أداء الشركات الأميركية الكبيرة قد يكون أفضل من المتوقع، إلا أن أداء الشركات الأصغر حجماً لم يكن جيداً، في إشارة قد تكون مثيرة للقلق بشأن أداء بعض أجزاء الاقتصاد مع استبعاد المتداولين الرهانات بشأن تحديد موعد بدء الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.
وعلى جانب المفاجآت السلبية في نتائج أعمال الشركات المدرجة ضمن مؤشر راسل 2000، الذي يضم الشركات الصغيرة، فقد انخفضت أرباح نحو 38% من الشركات عن التوقعات، وهي الأعلى منذ عام 2019، وفقاً لبيانات بلومبرغ إنتليجنس. أعلن نحو 30% من الشركات المدرجة بالمؤشر التي أفصحت عن نتائجها.
تراجع طلب المستثمرين على هذه الشريحة من الشركات مؤخراً، بعد أن هبط المؤشر مقارنة بـإس آند بي 500 في يناير بأكبر فارق منذ مارس 2023، وهو ما يخالف حركة السوق في نهاية العام.
قال درو بيتيت، مدير استراتيجية الأسهم الأميركية في سيتي غروب: ما زال أمامنا ربع سنوي سوف يشهد تحولاً في نمو الأرباح إلى الجانب الإيجابي بالنسبة إلى الجزء الدوري من الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. ما زلنا في سوق تقودها نتائج أعمال الشركات القيادية الكبرى.