تراجعت أسهم شركة ASML (NASDAQ:ASML) الهولندية، المتخصصة في تصنيع معدات الرقائق، المدرجة في بورصة ناسداك بأكثر من 16% خلال جلسة تداول يوم الثلاثاء، محققة أكبر انخفاض يومي لها منذ بداية أزمة كورونا. هذا الهبوط أدى إلى خسارة الشركة حوالي 38 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.

وأعلنت الشركة، التي تعتبر الأكبر قيمة في قطاع التكنولوجيا بأوروبا، عن توقعات سلبية لمبيعاتها في عام 2025، حيث توقعت أن تتراوح إيراداتها بين 30 و35 مليار يورو، وهو ما يمثل النطاق الأدنى لتوقعاتها السابقة.

كما أشارت الشركة إلى أن صافي الحجوزات للربع الثالث الذي انتهى في سبتمبر بلغ 2.6 مليار يورو، وهو ما جاء أقل بكثير من توقعات المحللين.

 

إشارات هامة من إنفستنغ برو

تشير بيانات إلى أن سهم الشركة يتم تداوله عند مضاعف أرباح مرتفع.

ومع ذلك، تشير الأداة أيضًا إلى أن التدفقات النقدية يمكن أن تغطي مدفوعات الفائدة بشكل كاف. فإذا كانت التدفقات النقدية للشركة أكثر من كافية لتغطية مدفوعات الفائدة الخاصة بها، فيشير ذلك إلى نسبة تغطية الفائدة القوية. حيث يتم حساب هذه النسبة عن طريق قسمة أرباح الشركة قبل الفائدة والضرائب (EBIT) على نفقات الفائدة، مما يساعد في قياس قدرة الشركة على دفع الفائدة على ديونها. يمكن اعتبار النسبة المرتفعة إشارة إيجابية أو ثورية، مما يعني أن الشركة لديها صحة مالية قوية وأقل احتمالاً للتخلف عن ديونها.

من ناحية أخرى، تشير بيانات إنفستنغ برو أيضًا إلى أن السهم حاليًا مقوم بأقل من قيمته العادلة بعد الانخفاض القياسي الذي حدث أمس، حيث تبلغ قيمته العادلة الآن حوالي 794 دولار، أي لديه مجال للارتفاع بنحو 7.8%.

تأثير التراجع على شركات أخرى

أدى هذا التراجع إلى انخفاض أسهم شركات رقائق أخرى، بما في ذلك Nvidia وAdvanced Micro Devices وBroadcom، التي شهدت انخفاضًا بعد التقرير.

بلغت الحجوزات الصافية لشركة ASML للربع الثالث 2.6 مليار يورو (2.83 مليار دولار)، وهو أقل بكثير من تقديرات الإجماع البالغة 5.6 مليار يورو. ومع ذلك، تجاوزت المبيعات الصافية التوقعات حيث بلغت 7.5 مليار يورو.

نشر النتائج بسبب خطأ تقني

أوضحت ASML أن نشر نتائجها المبكر كان نتيجة خطأ تقني أدى إلى نشر التقرير عن طريق الخطأ على جزء من موقعها الإلكتروني.

وتواجه الشركة توقعات أعمال أكثر صعوبة في الصين بسبب قيود التصدير التي تفرضها الولايات المتحدة وهولندا على الشحنات.

في الشهر الماضي، فرضت الحكومة الأمريكية ضوابط تصدير جديدة على التقنيات الحساسة إلى الصين، بما في ذلك أدوات تصنيع الرقائق المتقدمة. كما أعلنت الحكومة الهولندية عن خطط للسيطرة على صادرات معدات ASML إلى الصين.

وفي يوم الثلاثاء أيضًا، أفادت بلومبرج أن مسؤولي إدارة بايدن ناقشوا الحد من مبيعات مقاطع الذكاء الاصطناعي المتقدمة من إنفيديا إلى دول معينة لصالح الأمن القومي، مما أدى إلى إضعاف معنويات المستثمرين حول قطاع أشباه الموصلات.

قال المدير المالي للشركة روجر داسن إنه يتوقع أن تظهر أعمال الشركة في الصين نسبة أكثر طبيعية في دفتر الطلبات وأيضًا في أعمالنا. وأشار إلى أن الشركة تتوقع أن تمثل الصين حوالي 20% من إجمالي إيراداتها للعام المقبل، مما يتماشى مع نسبة مبيعاتها التاريخية.

فيما أعرب محللو كانتور عن خيبة أملهم من التوقعات السلبية لـ ASML، وأشاروا إلى أن ذلك سيؤثر سلبًا على أسهم شركات أشباه الموصلات. ومع ذلك، أضافوا أن التوقعات المحدثة للشركة لا تشير إلى أي تغيير في قصة نمو الذكاء الاصطناعي.

الأسهم الآسيوية

انخفضت أسهم الرقائق الآسيوية يوم الأربعاء بعد أن نشرت شركة ASML الهولندية لتصنيع معدات أشباه الموصلات توقعات مبيعات مخيبة للآمال، مما أدى إلى انخفاض الأسهم العالمية في القطاع.

سجلت أسهم شركة تصنيع أشباه الموصلات اليابانية Tokyo Electron أكبر الخسائر، حيث انخفضت بنحو 10%. وانخفضت Renesas Electronics بأكثر من 3%، وانخفضت Advantest، وهي مورد معدات الاختبار بنسبة 0.8%.

انخفضت شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Company و Hon Hai Precision Industry - المعروفة دوليًا باسم Foxconn - بما يصل إلى 3.3% و 1.6% على التوالي.

فيما انخفضت شركة SK Hynix الكورية الجنوبية لصناعة الرقائق، التي تصنع رقائق ذاكرة عالية النطاق الترددي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لشركة إنفيديا، بنسبة 1.6%. بينما شهدت شركة Samsung Electronics، أكبر شركة في العالم لتصنيع رقائق الذاكرة الديناميكية ذات الوصول العشوائي، انخفاض أسهمها بنسبة 1.9%.

كما أدت الخسائر في قطاع أشباه الموصلات في المنطقة إلى انخفاض المؤشرات الرئيسية. وخسر مؤشر نيكاي 225 الياباني أكثر من 2%، وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.6% وانخفض مؤشر تايوان المرجح بنسبة 0.7%.