صعدت معظم أسهم آسيا بعدما قفز مؤشر إس آند بي 500 إلى مستوى قياسي يوم الجمعة الماضي، مدعوماً برهانات شروع بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

حققت الأسهم مكاسب في اليابان وتايوان، فيما شهدت أسهم هونغ كونغ والصين أداءً متبايناً. ومددت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية مكاسبها في آسيا بعدما اقتنصت صعوداً جديداً في مجموعة شركات التكنولوجيا الأكثر تأثيراً على مؤشر إس آند بي 500 مما أدى إلى تحقيق المؤشر مستوى مرتفعاً جديداً يوم الجمعة للمرة الأولى منذ عامين.

ارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني للأسهم بأكثر من 8% هذا العام، مما أدى إلى تحقيق مكاسب في الأسواق المتقدمة الرئيسية. ومن المرتقب بدء بنك اليابان اجتماع السياسة النقدية الذي يمتد على مدار يومين اليوم الاثنين، ويتوقع أغلب الخبراء بدرجة كبيرة إبقاءه على الوضع الحالي دون تغيير يوم الثلاثاء عندما يعلن نتائج اجتماعه.

تحركات السياسات النقدية

في الصين، أبقت البنوك التجارية أسعار الفائدة الأساسية على الإقراض دون تغيير اليوم الاثنين، متماشية مع قرار مماثل من بنك الشعب الصيني (المصرف المركزي في البلاد) وسط مخاوف بشأن الضغوط على اليوان.

 

بالعودة إلى الولايات المتحدة، قال مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في شركة بانوكبيرن غلوبال فوركس (Bannockburn Global Forex): رغم تسجيل مؤشرَي إس آند بي 500 وناسداك 100 الأميركيين ارتفاعات قياسية جديدة قبل عطلة نهاية الأسبوع، فإن سوق الأسهم اليابانية هي الأكثر إثارة هذا العام. ورغم أن السوق تتوقع بداية دورة تيسير نقدي قوية من قبل عدة بنوك مركزية، مع ابتعاد بنك اليابان عن الفائدة السلبية، إلا أنه من المتوقع أن تبدأ هذه الدورة في وقت لاحق من النصف الأول للعام الحالي، وليس قبل ذلك.

في سياق متصل، تراجعت أسعار النفط مع استئناف ليبيا (العضو في منظمة أوبك) إنتاج أكبر حقولها، مما طغى على تأثير المخاوف بشأن توترات البحر الأحمر والشرق الأوسط. وتواصل الولايات المتحدة محاولاتها لمنع المتمردين الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن من مهاجمة السفن العابرة للممر المائي، لكن هذا العمل العسكري قد يستغرق بعض الوقت، وفقاً لمسؤول في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

أداء العملات والسندات اليوم

تراجع سعر الدولار الأميركي مقابل كل نظرائه في مجموعة العشرة، مما قلص المكاسب التي حققها هذا الشهر وسط تكهنات بأن سياسات الفيدرالي ستؤدي إلى هبوط سلس للاقتصاد الأميركي.

شهدت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات تغيراً طفيفاً بعد انخفاض عوائدها يوم الجمعة للمرة الأولى منذ أسبوع، بعدما أظهر استطلاع صادر عن جامعة ميشيغان ويصب في صالح الاحتياطي الفيدرالي مزيجاً من ثقة المستهلكين المرتفعة مع تراجع توقعات التضخم.

 

كتب المحلل إد يارديني في مذكرة، أن التراجع الكبير المتوقع في الأسهم ربما يختمر تحت السطح الآن وقد يصبح غير منطقي: وما لم يشدد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على تخفيف السياسة النقدية، فقد تتضخم فقاعة المضاربات، مدعومة بانتقال الأموال من الأدوات التي تقدم فائدة للمستثمرين إلى الأسهم والسندات.

سيترقب المستثمرون أيضاً بيانات التقدير الأول للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع للولايات المتحدة يوم الخميس، ونتائج اجتماعات البنوك المركزية لكندا وأوروبا، إلى جانب بيانات الناتج الاقتصادي لكوريا الجنوبية والقراءات الأولية الأوروبية لاستطلاعات مديري المشتريات لعام 2024.

على صعيد سياسي، انسحب رون ديسانتيس من السباق الرئاسي الأميركي لدعم دونالد ترمب (المرشح الجمهوري الأوفر حظاً) قبل الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير يوم الثلاثاء.