واصل سهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا (NASDAQ:DJT) ارتفاعه المستمر لخمسة أسابيع يوم الاثنين، حيث أغلق بزيادة تجاوزت 21% بعد التجمع الذي أثار جدلًا واسعًا للرئيس السابق دونالد ترامب في ماديسون سكوير جاردن بمدينة مانهاتن نهاية الأسبوع، حيث راهن المستثمرون على زيادة فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.

وعند المستويات الحالية، يتداول السهم عند أعلى مستوى له منذ بداية يونيو، بزيادة تبلغ حوالي 240% عن أدنى مستوياته التي شهدها في سبتمبر.

أسهم أخرى مرتبطة بترامب تشهد تحركات مماثلة

تحركت أسهم أخرى مرتبطة بترامب بالتوازي مع سهم مجموعة ترامب حيث ارتفعت شركة Phunware (PHUN)، المتخصصة في برامج الإعلانات على الهواتف المحمولة والتي لها صلات بالرئيس السابق، في التداولات المبكرة يوم الاثنين قبل أن تتراجع وتبدد مكاسبها. في حين صعدت منصة الفيديو Rumble (RUM) بنحو 15%، وهي منصة مرتبطة أيضًا بترامب.

أثار تجمع ترامب ردود فعل عنيفة من الجانبين السياسيين، بعد أن أطلق الكوميدي توني هينشليف نكاتًا مثيرة للجدل حول مجتمع اللاتينيين والسود، في حين هيمنت التعليقات المناهضة للهجرة على عناوين الأخبار.

تحذيرات من انخفاض حاد محتمل في قيمة الأسهم

من غير المرجح أن يستمر ارتفاع سهم مجموعة ترامب للإعلام على المدى الطويل، حيث حذر أحد المستثمرين الحاليين من أن خسارة ترامب في الانتخابات قد تؤدي إلى انهيار قيمة السهم ليصل إلى الصفر.

وقال ماثيو تاتل، الرئيس التنفيذي لصندوق تاتل كابيتال مانجمنت (Tuttle Capital Management): إنه رهان يعتمد على نتيجة الانتخابات.

تاتل، الذي يمتلك حاليًا خيارات بيع للسهم، أشار إلى أن حركة السهم تعتمد على استراتيجية تداول اشتر الشائعة، وبع الحقيقة.

وأضاف: أتوقع أنه في اليوم الذي يفوز فيه، سترى انخفاضًا في هذا السهم. وإذا خسر، أعتقد أنه سينهار إلى الصفر.

زيادة الإقبال على أسهم منصة تروث سوشيال (Truth Social)

شهدت أسهم الشركة، التي تعتبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بمرشح الحزب الجمهوري تروث سوشيال، ارتفاعًا مؤخرًا مع تحول أسواق المراهنة المحلية والعالمية لصالح فوز ترامب، حيث أظهرت مواقع التنبؤ مثل بولي ماركت وبريديتكت وكالشي تقدم فرص ترامب على نائبة الرئيس الديمقراطية الحالية كامالا هاريس.

ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الوطنية إلى تقارب شديد بين المرشحين، خاصة في الولايات الحاسمة مثل بنسلفانيا وميشيغان، والتي قد تكون العامل الحاسم في تحديد مصير الانتخابات.

انتعاش الأسهم بعد تراجع سابق

جاء هذا الانتعاش في الأسهم بعد أن كانت تتداول عند أدنى مستوياتها منذ بداية الشركة، وذلك بعد انتهاء فترة القفل الشهيرة للأسهم الشهر الماضي. كما تعرضت لضغوط، حيث أظهرت استطلاعات الرأي في سبتمبر تقدمًا طفيفًا لهاريس على ترامب.

شهدت حملة ترامب زخمًا جديدًا مؤخرًا، تضمن زيارة لسلسلة ماكدونالدز (NYSE:MCD) المحلية في بنسلفانيا، بعد حضور الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، (NASDAQ:TSLA) إيلون ماسك، في تجمع سابق له في بنسلفانيا. وكان هذا التجمع في نفس الموقع الذي نجا فيه ترامب من محاولة اغتيال في يوليو الماضي.

حضر ماسك، الذي يعبر علنًا عن دعمه لترامب، الحدث في مانهاتن، إلى جانب شخصيات أخرى مثل رئيس UFC دانا وايت، والمصارع السابق هالك هوجان، ورئيس مجلس النواب مايك جونسون.

في المقابل، كثفت هاريس من ظهورها الإعلامي مؤخرًا، حيث أجابت عن تساؤلات حول كيفية تمويل بعض مقترحاتها المتعلقة بالاقتصاد والهجرة. وكان أحدث تجمع لها في هيوستن بولاية تكساس يوم الجمعة.

التحديات التي تواجه منصة تروث سوشيال

أسس ترامب منصة تروث سوشيال بعد حظره من منصات التواصل الكبرى مثل فيسبوك (NASDAQ:META) وتويتر (المعروفة الآن باسم X)، عقب أحداث اقتحام الكابيتول في يناير 2021. ولكن عاد ترامب رسميًا إلى X مرة أخرى في منتصف أغسطس بعد غياب دام حوالي عام.

لكن مع محاولات تروث سوشيال للتنافس مع عمالقة التواصل الاجتماعي، لا تزال الأسئلة قائمة حول الأساسيات المالية للشركة.

في أغسطس، أعلنت مجموعة ترامب للإعلام نتائج الربع الثاني التي أظهرت خسائر صافية قدرها 16.4 مليون دولار، ونصفها مرتبط بتكاليف صفقة SPAC الخاصة بالشركة. كما سجلت الشركة إيرادات تقل عن 837,000 دولار للربع المنتهي في 30 يونيو، بانخفاض سنوي قدره 30%.

في وقت سابق من هذا الشهر، كشفت الشركة أن مدير العمليات التنفيذي قد استقال في سبتمبر.

يمتلك ترامب حاليًا حوالي 60% من مجموعة ترامب للإعلام. وعند مستويات فوق 47 دولارًا للسهم، تبلغ القيمة السوقية لشركة ترامب للإعلام حوالي 9.5 مليار دولار، مما يمنحه حصة تبلغ قيمتها نحو 5.7 مليار دولار.

إشارات هامة من إنفستنغ برو

تشير بيانات إنفستنغ برو - Investing PRO إلى أن البيانات المالية الأخيرة لمجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا إلى تحقيق توازن إيجابي في ميزانيتها العمومية، حيث تمتلك الشركة سيولة نقدية أكبر من الديون، بالإضافة إلى هوامش ربح إجمالية مرتفعة، رغم بعض التحذيرات المتعلقة بمؤشرات التحليل الفني.

وتظهر البيانات أيضًا المستندة على أداة برو تيبس - Pro Tips أن مجموعة ترامب تحتفظ بكمية نقدية ومكافئات نقدية تتجاوز الديون الإجمالية المستحقة عليها. ويعد هذا التوازن المالي علامة إيجابية على استقرار الشركة ماليًا، حيث يمكنها الوفاء بالتزاماتها بسهولة، وتجنب الضغوط المالية، بالإضافة إلى خلق مجال أكبر للاستثمار في الفرص المستقبلية. بالنسبة للمستثمرين، يعكس هذا الوضع المرونة المالية التي تتمتع بها المجموعة ويشير إلى إمكانيات نمو مستدامة.

حققت مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا هوامش ربح إجمالية مرتفعة، مما يعكس كفاءة العمليات الداخلية وقدرتها على الاحتفاظ بجزء كبير من إيراداتها بعد خصم التكاليف المرتبطة بإنتاج المنتجات أو الخدمات. هذه الكفاءة تشير إلى قوة الشركة في التسعير وإمكاناتها لتحقيق أرباح صافية أكبر، مما يعزز من جاذبية أسهمها في السوق، وفقًا لـ إنفستنغ برو.

رغم المؤشرات الإيجابية، يظهر التحليل الفني للسهم أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يقف في منطقة تشبع شراء، ما يعني أن السهم تم شراؤه بشكل مفرط خلال فترة معينة. قد يؤدي هذا الارتفاع إلى تضخم السعر فوق قيمته الحقيقية، وبالتالي قد يتوقع بعض المحللين تصحيحًا سعريًا محتملًا في المستقبل مع عودة التقييم إلى مستوياته العادلة. يعتبر هذا التنبيه بمثابة تذكير للمستثمرين بضرورة الحذر في ظل ظروف السوق الحالية، وفقًا لأداة برو تيبس المتاحة حصرًا على إنفستنغ برو، حيث توفر هذه الأداة معلومات وبيانات قيمة وحصرية حول أي شركة مدرجة في البورصة، سواء عربية أو عالمية.