على الرغم من مواجهة العديد من العقبات؛ يمكن لسعر بيتكوين (Bitcoin-BTC) أن يرتد صعوداً باتجاه 60,000$ هذا العام بحسب تحليلات CoinShares التي توقعت -في تقريرٍ تم نشره يوم الإثنين- أن عام 2024 سيكون مفصلياً للأصول الرقمية وأن سعر بيتكوين سيصعد على خلفية الإطلاق الحديث لصناديق تداول بيتكوين الفوريّ في البورصة (spot ETFs) في الولايات المتحدة؛ فقد قامت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) -في 10 كانون الثاني/يناير- بترخيص 11 صندوقاً لتداول بيتكوين الفوريّ في البورصة بما فيها صندوق بيتكوين الاستثماريّ iShares الخاص بشركة بلاك روك (BlackRock) و صندوق بيتكوين الاستثماريّ الخاص بـ Grayscale وصندوق بيتكوين (21Shares) المتداول في البورصة لشركة ARK، وقد فتحت هذه الموافقات المجالَ لبدء المنافسة على الحصص السوقية.

قبل ذلك، رفضت الـ SEC الطلبات السابقة لصناديق تداول بيتكوين الفوريّ في البورصة بسبب مخاوفَ حول حماية المستثمرين، وتمثّل موافقتها الحالية تغيّراً مهماً في قطاع الكريبتو. وشهدت الصناديق الأحد عشرَ حجمَ تداولٍ بقيمة 4 مليار دولار بمجرّد إطلاقها (الرقم الأعلى في تاريخ الصناديق المتداولة في البورصة في يومها الافتتاحي “بحسب خبراء“)؛ وقد كتبَ جيمس باترفيل (James Butterfill) -رئيس قسم الأبحاث في CoinShares- يوم الإثنين: “لقد استمرّ الإعداد لهذا الحدثِ عقداً من الزمن -منذ تقديم الطلب الأولّي لـ SEC- وسيتيح هذا دخولَ السوق لنطاقٍ أوسَع من المستثمرين ممّا يُمثّل خطوةً مهمّةً في رحلة قبول الأصول الرقمية”.

وأشار باترفيل لصعوبة توقع تدفق الاستثمارات بعد الإطلاق، ولكنّه قدَّر أن 10% من الأصول الحالية المُدارة (3 مليار دولار) يمكنها أن ترفع سعر بيتكوين إلى 60,000$، ولم يقُم بتحديد مدةٍ زمنيةٍ أو شهرٍ معيّنٍ لإتمام هذا الحدث، كما أشارَ إلى أن السياسات النقدية ستلعب دوراً مهماً في تحديد قيمة بيتكوين هذا العام، فقد ذكرَ أن ارتفاع معدلات الفائدة يدفع المستثمرين لاستكشاف بدائلَ مثل سندات الخزينة المالية الأمريكية، ولكن من المتوقع تخفيضٍ هذه المعدّلات في بداية 2024 ما يمكن أن يزيد من جاذبية بيتكوين والذهب.

سبب انخفاض سعر بيتكوين (Bitcoin) على الرغم من موافقات الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)

ارتفعَ سعر بيتكوين بمعدل 1.3% ليصبحَ 40,063$ (أدنى نقطةٍ له خلال 7 أسابيع) في وقت كتابة المقال، ويمثل هذا تراجعاً بمعدّل 20% تقريباً منذ بدء تداول صناديق التداول الفوريّ لبيتكوين في البورصة في 11 كانون الثاني/يناير؛ ويعود السبب في ذلك إلى خروج الأموال من صندوق بيتكوين الاستثماريّ (GBTC) المتداول في البورصة -الخاص بشركة Grayscale- إذ إن تحويله إلى صندوق تداولٍ فوريٍّ لبيتكوين في البورصة مكَّن المستثمرين من سحب حِصَصِهم وأفضى إلى بيع كمياتٍ كبيرة من عملات BTC. وتسبّبت هذه الزيادة الكبيرة في معروض بيتكوين المتداول بارتفاع ضغط البيع، وبذلك خرجَ مليارا دولارٍ تقريباً من صندوق GBTC منذ تحويله إلى صندوق تداولٍ فوريٍّ لبيتكوين.

وفي خضمّ الصراعات الأخيرة التي تخوضها بيتكوين أظهرَ السوق بعض التفاؤل بإيثيريوم (Ethereum-ETH) على خلفية وجود طلبات صناديق تداولٍ فوريٍّ لإيثيريوم في البورصة، ويشير مراقبون إلى وجود مقترحاتٍ لصناديق متداولةٍ في البورصة تضمّ عملات إيثيريوم بشكلٍ مباشرٍ إلا أنه لا يوجد ضمانٌ لقرار الـ SEC بخصوصها. ومن المتوقع أن تتسبّب الطبقة الثانية المُحسَّنة والأسهل استخداماً إلى جانب احتمالية إطلاق صندوق تداولٍ فوريٍّ لإيثيريوم في البورصة بتحفيز تدفّقٍ جديد من الأموال لصالح إيثيريوم.