يعكس أداء سوق الأسهم السعودية استمرار حالة الترقب لدى المستثمرين في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث التي تؤثر على تحركاتها. وفيما لا يزال قرار الفيدرالي الأميركي أبرز المتغيرات المنتظرة، فإن المخاطر الجيوسياسية تطل برأسها على المشهد.
إبراهيم الهندي، الباحث الاقتصادي في مركز أبحاث الأسواق العربية، يرى أن عودة التضخم للتسارع الشهر الماضي، وتطورات الوضع في سوريا، رفعتا مستويات المخاطرة مرة أخرى.
رأس المال عزيز على صاحبه، والترقب سيكون سيد الموقف في سوق الأسهم السعودية كما الحال بالأسواق العالمية. هذا الوضع سيستمر حتى وضوح الرؤية لسياسات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وفق ما ذكره الهندي لـ الشرق.
أغلق مؤشر تاسي على ارتفاع طفيف بعد ثلاث جلسات من الهبوط، إلا أن الصعود خلال جلسة أمس جاء مدعوماً بعدد محدود من الأسهم. تراجعت أسعار 154 ورقة مالية، بينما صعدت أسهم 71 شركة.
ماري سالم، المحللة المالية لدى الشرق، تقول إن تدوير السيولة بين عدد محدود من الأسهم سيظل هو الحالة المسيطرة على السوق حتى نهاية العام.
تذبذب أداء مؤشر السوق مدفوع بحركة عدد محدود من الأسهم، مع تراجع شهية المخاطرة على آجال أطول، وفق سالم.
عودة صافولا
ستراقب السوق اليوم سهم صافولا بعد رفع تعليق التداول عليه من بداية الأسبوع الماضي، وسيتم احتساب نسبة التذبذب لسهم الشركة على أساس سعر 27.8 ريال، وفق ما حددته تداول السعودية.
لا تزال أصداء حصول السعودية على تنظيم بطولة كأس العالم 2034، ضمن حسابات المستثمرين في السوق، حيث حقق قطاع المرافق العامة بقيادة أكوا باور أعلى نسب الارتفاعات بالسوق.
وسيكون قطاع المواد الأساسية، والسلع الرأسمالية، محط أنظار المتعاملين خلال تعاملات الأسبوع الجاري، بدعم من خطط الإنفاق المرتبطة بتنظيم كأس العالم، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الرياضية خلال السنوات القليلة المقبلة، من بينها كأس آسيا في 2027، والأولمبياد الآسيوية الشتوية في 2029.
على الجانب الآخر، عدّلت العديد من المراكز البحثية توصياتها الشهر الجاري للشركات في قطاعات النقل والأسمنت والبنوك، والتي جاءت أغلبها برفع المستهدفات السعرية.
وجاءت توقعات العربي المالية، والمتحدة للأوراق المالية، والجزيرة كابيتال، وسيكو بين شراء أو زيادة المراكز لمعظم أسهم القطاع المصرفي.
يأتي ذلك، فيما تنتظر الأسواق قرار الفيدرالي الأميركي، والذي سيعقد اجتماعاته يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
الأعلى في 52 أسبوعاً
سجلت أسهم فقيه الطبية أعلى مستوياتها منذ الإدراج عند 72.9 ريال، قبل أن تقلص مكاسبها وتغلق عند 70.8 ريال، تزامناً مع تطبيق مراجعة فوتسي راسل يوم الخميس المقبل، حيث ستنضم الشركة إلى مؤشر الشركات المتوسطة والمؤشر العالمي.
سيتم إضافة شركات مياهنا، وتالكو، وسماسكو إلى مؤشر الشركات الصغيرة جداً ضمن المراجعة نفسها. ورفعت فوتسي الوزن النسبي لشركة أرامكو السعودية، وإس تي سي، ضمن مؤشراتها للأسواق الناشئة والمؤشر العالمي.
الاكتتابات تحجز مئات المليارات
اجتذب الطرح العام الأولي لشركة نايس ون للتسويق الإلكتروني طلبات بقيمة تزيد عن 169 مليار ريال (45 مليار دولار) من المؤسسات الاستثمارية ليتحدد السعر النهائي للأسهم عند الحد الأقصى للنطاق السعري، وفق بيان لسوق الأسهم السعودية أمس الاثنين.
وينتظر السوق الكشف عن نتيجة الاكتتاب العام لشريحة المؤسسات لطرح شركة الموسى الطبية، حيث من المقرر أن يبدأ الاكتتاب لشريحة الأفراد على أسهم نايس ون، والموسى الطبية يومي الاثنين، والثلاثاء من الأسبوع المقبل على التوالي.
وفي السياق ذاته، اختارت الشركة السعودية العالمية للموانئ، المدعومة من الدولة، بنوكاً من بينها غولدمان ساكس وإتش إس بي سي تمهيداً لطرحها العام الأولي في الرياض، وفق ما نقلته بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على الأمر.
الطرح المزمع تنفيذه العام المقبل، قد يجمع ما يصل إلى مليار دولار، بحسب بلومبرغ.
ترى سالم، أن تزامن الاكتتابات على فترات زمنية قصيرة يحجز جانباً كبيراً من السيولة خارج السوق، وهو ما بدى واضحاً منذ بدء عملية بناء سجل الأوامر لاكتتابَي الموسى الصحية، ونايس ون.