تقرير خاص ـ (نمازون):

تتعرض بنوك الإمارات ومنطقة الخليج، لصدمة جديدة، بعد الإعلان عن تصفية مجموعة فينيكس كوموديتيز، المتخصصة في تجارة المنتجات الزراعية، في وقت لا تزال المصارف تواجه تداعيات أزمة أن أم سي للرعاية الصحية.

وأفادت وثيقة نقلتها رويترز، مؤخرا أن فينيكس كوموديتيز بي.في.تي المملوكة لرجل الأعمال الهندي غوراف داوان، ولديها مكاتب في دبي وسنغافورة، تخضع للتصفية، بعد أن تراكمت عليها خسائر محتملة بأكثر من 400 مليون دولار.

وتقول الوثيقة التي أعدها مسؤولون عن التصفية إن فينيكس تلقي باللوم في الالتزامات على تقلب العملة الناجم عن ظهور فيروس كورونا، ما أثر في مشتقات مرتبطة بالدولار وعملات أخرى.

وجرى تعيين مسؤولين تنفيذيين من شركتي إعادة الهيكلة كوانتوما إل.إل.بي وكيه.آر.واي.إس جلوبال كمسؤولين مشتركين عن التصفية، وجرى إرسال إخطار إلى دائني الشركة في 24 أبريل بحسب الوثيقة.

وتظهر الوثيقة أنه جرى إرسال إخطار إلى الدائنين بعقد اجتماع مع المصفين، مشيرة إلى أنه قبل تعيين المصفين، كان لدى المجموعة تسهيلات بنكية متاحة بنحو 1.6 مليار دولار مع عدد من البنوك التي مقرها سنغافورة وبريطانيا ودبي.

وأكدت الوثيقة أنه عقب مراجعة سريعة للسجلات المالية، الخاصة بالشركة، تبين أنها واجهت التزامات بنحو 400 مليون دولار نتيجة تراكم خسائر تكبدها قسم تداول المشتقات المالية في فينيكس جلوبال دي.إم.سي.سي.

وذكرت مصادر لـرويتر، إن جوراف داوان المساهم الرئيس في الشركة، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي للمجموعة التجارية، غادر دبي في الآونة الأخيرة إلى لندن.

وفينيكس جلوبال دي.إم.سي.سي هي ذراع الشركة التي مقرها دبي، التي تقوم بتداول السلع الأولية عبر مركز دبي للسلع المتعددة. 

ونصحت الإدارة العليا في فينيكس كوانتوما بأنه يتعين عليها أن تجنب 450 مليون دولار في حساب الأرباح والخسائر الخاص بالشركة حتى 31 مارس 2020 من خسائر التداول.

وتعمل مجموعة فينيكس في أنحاء العالم مع نحو 100 شركة في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتوظف ما يزيد على 2500 موظف.

 
 

بعيد عن الأزمة

وأسرعت مجموعة من البنوك بالإمارات والخليج، في الإعلان عن عدم انكشافها، على ديون مجموعة فينيكس كوموديتيز، فيما أعلنت بنوك أخرى عن حجم انكشافها على ديون المجموعة.

وكشف كل من البنك التجاري الدولي ومصرف أبوظبي الإسلامي، أنهما ليس لديهما أي انكشافات على مجموعة فينيكس كوموديتيز، وشركاتها التابعة.

كما أعلن مصرف الشارقة الإسلامي عن عدم تقديم أي تمويلات لشركة فينيكس كوموديتيز، وعدم انكشافه عليها، إلى جانب بنك أبوظبي التجاري وبنك دبي الإسلامي وبنك الإمارات للاستثمار.

وأوضح كل من بنك رأس الخيمة الوطني، وبنك أم القيوين الوطني، عدم انكشافهما، بشكل مباشر أو غير مباشر على أزمة ديون فينيكس كوموديتيز، والشركات المتصلة بها.

وقال مصرف عجمان، وبنك الفجيرة الوطني، ودار التمويل، وأملاك للتمويل، والإمارات الإسلامي، إنها ليس لديها انكشاف على أية ديون للشركة أو شركاتها التابعة.

بنوك منكشفة 

وعلى الجانب الآخر، أكدت 3 بنوك إماراتية انكشافاتها على مجموعة فينيكس كوموديتيز، التي تخضع للتصفية، بقيادة أبوظبي الأول، الذي يعد أكبر البنوك المنكشفة على ديون المجموعة.

وأوضح بنك أبوظبي الأول، في بيان لسوق أبوظبي، أن قيمة انكشافه على المجموعة المتعثرة، تبلغ نحو 7.7 مليون دولار، أو ما يعادل 28.27 مليون درهم إماراتي، وذلك من خلال قرض مشترك مع مؤسسات إقراض دولية.

وأوضح البنك أن لديه انكشافاً على اثنتين من الشركات التابعة للمجموعة، هما: كفينيكس جلوبال، وشركة SMEG DMCC، بقيمة و 55.3 مليون دولار و10.2 مليون دولار على التوالي.

كما أشار إلى أنه تم تأمين القروض المشتركة عبر مجموعة من آليات الضمان تتضمن تعهدات الحسابات المصرفية، وتحويل إيرادات لصالح البنك، وضمانات مؤسسية.

وتابع بنك أبوظبي الأول: تضمن تأمين القروض الثنائية الخاصة بالشركات التابعة للمجموعة بضمانات مؤسسية بعضها مضمون بهوامش نقدية.

ومن جانبه قال بنك الإمارات دبي الوطني، إن لديه انكشافاً مباشراً بقيمة 23.66 مليون دولار، تعادل 86.88 مليون درهم، على شركة فينيكس جلوبال دي.إم.سي.سي، التابعة لمجموعة فينيكس كوموديتيز.

وبدوره، كشف بنك المشرق، أن لديه انكشافا ببقيمة 11.72 مليون دولار، أو ما يعادل 43.06 مليون درهم، على ديون شركة فونيكس جلوبال دي.إم.سي.سي، بموجب عقود صرف العملات الأجنبية.

بنوك بحرينية

وعلى مستوى البنوك البحرينية، أعلن كل من المصرف الخليجي التجاري ومصرف السلام، عن عدم وجود أية انكشافات لديهما، على ديون مجموعة فونيكس كوموديتيز التي تخضع للتصفية.

ونفى كل من بيت التمويل الخليجي (جي اف اتش)، وشركة الإثمار القابضة، التي تملك بنك الإثمار، وجود أية انكشفات على مجموعة فونيكس كوموديتيز، أو شركاتها التابعة.

لديها القدرة

ويرى خبراء مصرفيون أن البنوك الكبرى في الإمارات، لديها القدرة على مواجهة حالات التعثر المتزايدة لدى قطاعات الأعمال، فيما ستكون البنوك الصغيرة في وضع أكثر حرجا، تجاه هذه التعثرات.

وأشاروا إلى أن ملاءة ورسملة البنوك الإماراتية قوية وأعلى من المتوسط العالمي، إلا أنهم أكدوا أن تتالي حالات التعثر مقلقة على الأقل بالنسبة لربحية البنوك، وطريقة إدارة المخاطر.

وتوقعوا أن تدفع التداعيات المرتبطة بفيروس كورونا إلى الإعلان عن المزيد من حالات التعثر في مختلف القطاعات خلال الفترة المقبلة، كما حدث في أزمة فونيكس كوموديتيز.

وأوضحوا أن التباطؤ الذي تشهده العديد من القطاعات الاقتصادية سيجعل عملية التعافي تتم على فترة طويلة، وبالتالي فالشركات التي تعتمد على الاقتراض ستكون أمام العديد من التحديات.