تقرير خاص

إعداد فريق العمل

 

يعيش العالم اليوم في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي ستغيِّر بشكل أساسٍ الطريقة التي نعيش ونعمل ونرتبط بها مع بعضنا الآخر، وحجم التغير والتحول ونطافه وتعقيداته سيكون مختلفاً عما شهدته البشرية من قبل، إذ ستجلب هذه الثورة الرقمية الكثير من الاكتشافات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسرعان ما سيؤدي ذلك لفقدان الكثير من الوظائف.. لكن هل هذا صحيح وممكن؟

 

تحوَل أكثر من 100 مهنة بحلول 2030

 

يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة بشكل يثير المخاوف من قدرة الروبوتات على إنجاز الكثير من المهام والوظائف في سوق العمل بدلاً من اليد العاملة.

 

وأظهرت دراسة أجريت في جامعة أكسفورد ومدرسة أكسفورد مارتن، أن 47% من الوظائف في الولايات المتحدة يمكن أن تكون مؤتمتة بالكامل خلال العشرين عاماً القادمة.

 

ويتفق المحللون في شركة برايس ووترهاوس كوبرز للخدمات المهنية مع نتائج دراسة أكسفورد، متوقعين استبدال 38% من الوظائف في الولايات المتحدة من قبل الروبوتات والذكاء الاصطناعي خلال 15 عاماً القادمة.

 

إلى ذلك، خلصت دراسة أجرتها شركة ميرسر الاستشارية إلى أن 65% من الشركات في الشرق الأوسط تخطط لزيادة الاستثمار في الأتمتة خلال عام 2019، وفي دول مثل البحرين والكويت والإمارات ستكون نسبة تبني الأتمتة أعلى من المتوسط العالمي عند 32% بحلول 2030.

 

وبينت نتائج الدراسة أن الأمان يمثل أحد أهم خمسة أسباب تجذب الموظفين في الشرق الأوسط للعمل والاستمرار في شركاتهم، إلا أن التوجه نحو الأتمتة يثير مخاوف ثلثي الموظفين من استيلاء قطاع الذكاء الاصطناعي على وظائفهم.

 

وتتوقع شركة بيكر آند ماكينزي العالمية للاستشارات أن 45% من إجمالي الوظائف المتاحة بمنطقة الشرق الأوسط قابلة للأتمتة، وعليه، يرغب نصف الموظفين المشاركين في الدراسة بتطوير مهاراتهم وتعلم أشياء جديدة استعداداً للوظائف مستقبلية.

 

زيادة فرص العمل بمقدار 2.5 مليون مرة

 

 

بعيداً عن هذه النظرة التشاؤمية، سيخلق الذكاء الاصطناعي المزيد من الوظائف بدلاً من تدميرها، إذ من المتوقع أن يزيد فرص العمل بمقدار 2.5 مليون مرة بحلول 2025.

 

لكن ما نوعية هذه الوظائف؟ إنها المهن المرتبطة بهندسة البرمجيات، وتوجيه الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشياء والعديد من التخصصات والمهن الجديدة الأخرى.

 

والقاسم المشترك في النقاشات التي تدور حول الأتمتة، هو عدم اليقين الذي يشعر به الناس بشأن أمنهم الوظيفي على المدى الطويل، فعلى الرغم من القدرة الآلية على تبسيط العمليات والتكاليف في صناعات معينة، يتردد العديد من الأشخاص في مضاعفة هذه التقنيات بسبب مخاوفهم بشأن كيفية تأثير الأتمتة على القوى العاملة مستقبلاً.

 

وهذا التخوف يعود إلى أن الروبوتات والتكنولوجيا الآلية قد تحل محل نحو 800 مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول 2030، حسب تقرير شركة ماكينزي، إلا أن الخبراء يشككون في هذا الرقم ويرون أن الوظائف ستتغير بدلاً من القضاء عليها تماماً.

 

ورغم عدم وضوح ما ستبدو عليه القوى العاملة المستقبلية، فإن عدم الحاجة إلى وظائف معينة لا يعني فقدان البشر لمهنتهم، وإنما من المتوقع العمل في بيئة أتمتة تفاعلية تجمع بين البشر والروبوت أو التكنولوجيا الآلية.

 

فكيف نتحضر لهذا التغير:

 

تجنب الوظائف التي تنجزها الرويوتات

 

 

تتفوق الروبوتات في المهام التي تتطلب خصوصية وتكرار، وجهد مضاعف من اليد العاملة، لكن من خلال تحديد ومتابعة الفرص التي تتجنب هذه السمات قدر الإمكان، يمكنك الشعور بالأمان الوظيفي من خلال التركيز على متطلبات ومهارات أكثر ديناميكية.

 

تعزيز مهارات تفتقر إليها

 

تزدهر الروبوتات في البيئات التي لا تتطلب تغييراً أو تنوعاً أو إبداعاً متكرراً، وهو المناخ ذاته الذي يثبت فيه البشر تميزهم، وبالتالي يجب عليك البحث عن هذا النمط من العمل والسعي لتطوير المهارات التي ستزدهر مستقبلاً، بما في ذلك التواصل والقدرة على التكيف والتفكير الإبداعي.

 

وجاء في دراسة ماكنزي، أن تبني التقنيات المتقدمة في سوق العمل ستزيد من الحاجة إلى العاملين ذوي المهارات الاجتماعية والعاطفية الدقيقة التي لا يمكن للآلات إتقانها.

 

ووجدت الدراسة، أن الطلب على المهارات الاجتماعية والعاطفية، بما في ذلك القيادة وإدارة الآخرين، سيرتفع بنسبة 24%، لتمثل 22% من إجمالي ساعات عمل الموظفين.

 

وعليه، توصي الدراسة الموظفين بفهم مواهبهم الاجتماعية والعاطفية وتطوير المجالات التي قد يفتقرون إليها، لضمان استمرارهم في تحقيق قيمة وظيفية في عصر الأتمتة.

 

احتضان أنواع معينة من الأتمتة

 

إن التوجه نحو أتمتة الأجزاء التي لا تمثل قيمة مضافة في عملك، يساعدك في التركيز على مهام أكثر قيمة وفاعلية، وتطوير حياتك المهنية مستقبلاً.

 

 

ومن جهة أخرى يجب تعزيز الشبكة المهنية الخاصة بك عبر التواصل المستمر والاجتماعات خارج إطار العمل.. في نهاية المطاف نحن كبشر من نقف وراء أي نظام آلي، وقدراتنا الإبداعية والخيالية هي التي ستوضح قيمتنا كقوى عاملة.

 

أخيراً  التغيير هو الثابت الوحيد كما يقول الفيلسوف اليوناني هرقليطس، ومع التطورات التكنولوجية التي تغيير أدوارنا داخل مكان العمل، يمكنك تعزيز قدرتك على التكيف مع هذه التغييرات من خلال تقوية المهارات الإبداعية والإنسانية والاجتماعية.

 

وتحدث موقع نمازون في مقال سابق عن إنترنت الأشياء كجزء من الثورة الصناعية الرابعة وكيفية الاستفادة منها لتحسين وتطوير مناحي الحياة المختلفة، وذلك بعنوان:

إنترنت الأشياء .. طفرة تقود العالم نحو الأفضل