سجلت البورصة السعودية أمس الأربعاء أدنى قيم تداولات يومية منذ فبراير 2023، تزامناً مع عطلة عيد الميلاد في الأسواق العالمية.
خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، استحوذ المستثمرون الأجانب على أكثر من ربع قيم تداولات الأسهم في السوق المالية السعودية، ومع غيابهم تراجعت قيم التعاملات بنسبة 55% عن المتوسط اليومي في آخر ثلاثة أشهر.
ستراقب السوق اليوم الخميس أداء الأسهم القيادية، وسط عودة هادئة للأجانب من موسم الإجازات. سجل المستثمرون الأجانب صافي شراء في الأسهم السعودية بنحو 5 مليارات دولار منذ بداية العام، وفق مذكرة بحثية لشركة إي إف جي هيرميس اطلعت عليها الشرق.
ويعتبر أحمد الرشيد، المحلل الأول في صحيفة الاقتصادية، أنه رغم النقاط الحمراء لمؤشر السوق الرئيسية أمس، إلا أن الأداء بشكل عام كان إيجابياً. لكن التراجعات على سهم أرامكو استنفذت ما جناه المؤشر من نقاط.
وأشار إلى أن السوق تترقب عودة الأجانب، لكن لا يُتوقع أن ترتفع التداولات بشكل لافت.
البنوك تعكس حالة الترقب
أسهم البنوك السعودية لا تزال تحت ضغط حالة الترقب لآفاق أسعار الفائدة في العام المقبل. تتداول البنوك عند مكررات ربحية هي الأدنى بين قطاعات السوق بواقع 12 مرة تقريباً، مقارنةً مع متوسط السوق البالغ 17.7 مرة، بحسب البيانات المالية اليومية لـتداول.
هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي لشركة تقنيات مكيال المالية، قال إن أداء أسهم البنوك يحمل العديد من علامات الاستفهام ولا يعكس الواقع الاقتصادي، خاصةً في ظل مشهد خفض الفائدة، وإقبال الشركات والأفراد على التوسع في طلبات التمويل.
الصندوق السيادي ورفع رأسمال الإعادة
ستراقب السوق اليوم سهم الإعادة السعودية، الشركة المتخصصة في إعادة التأمين، حيث سيبدأ اكتتاب زيادة رأس المال بنسبة 30% مع وقف العمل بحقوق الأولوية، وستكون الزيادة بالكامل مخصصة لصالح صندوق الاستثمارات العامة.
الشركة كشفت أمس الأربعاء عن تعيين عضوين ممثلين للصندوق السيادي السعودي في مجلس الإدارة، هما: فهد الجميح، مدير إدارة استثمارات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الصندوق، ومحمد السديري، مدير محفظة في قطاع العقارات والبنية التحتية المحلية.
الترقب يسيطر على المشهد
محمد الميموني، مستشار مالي في شركة المتداول العربي، يرى أن حالة الترقب لا تزال تحكم المشهد الكلي للسوق، وبشكلٍ خاص لنتائج أعمال الشركات للربع الرابع، والاكتتابات الجديدة سواء الأولية أو زيادات رؤوس الأموال.
وافقت هيئة السوق المالية السعودية، الثلاثاء، على طلب شركة أم القرى للتنمية والإعمار طرح نحو 9% من أسهمها. وسبق ذلك، هذا الأسبوع، الموافقة على طلب شركة إجادة للنظم، التابعة لمصرف الراجحي، لطرح 45% من رأسمالها للاكتاب. إضافة إلى تقدّم شركة أكوا باور مؤخراً بملف طلب زيادة رأسمالها بنحو 7.1 مليار ريال عبر طرح حقوق أولوية.
وأضاف الميموني أن السوق تحتاج إلى محفزات قوية إضافية تدفعها للإفلات من قبضة الحركة العرضية المهيمنة، وتضخ سيولة جديدة؛ قد تأتي، برأيه، من صناديق الاستثمار التي تمّ الكشف عنها مؤخراً من قِبل هيئة السوق المالية.
ومن الترقب المحلي لنتائج أعمال الشركات إلى المتغيرات الدولية، حيث أبقت الصين على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير يوم الأربعاء، في خطوةٍ متوقعة على نطاق واسع من الاقتصاديين، بينما تسعى للحفاظ على خياراتها مفتوحة استعداداً لاحتمال تفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
الصين، هي أكبر شريك تجاري للسعودية، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة أمس الأربعاء، والتي كشفت عن تراجع فائض الميزان التجاري للمملكة بنسبة 28% خلال شهر أكتوبر الماضي على أساس سنوي متأثراً بتراجع الصادرات النفطية.
تأثير كأس الخليج
ستراقب السوق اليوم تفاعل أسهم قطاعات العقارات وشركات البناء والتشييد والسياحة، تزامناً مع اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الخليج العربي لكرة القدم التي ستقر منح السعودية استضافة النسخة القادمة من كأس الخليج لكرة القدم 2026، وفق ما نقلته مواقع إخبارية متخصصة بالرياضة.