ارتفع الدولار الأمريكي بشكل حاد في التعاملات الأوروبية يوم الجمعة، بعد التخفيض المفاجئ الذي أجراه البنك الوطني السويسري والذي ألقى بظلاله على الاحتياطي الفيدرالي وجعله يبدو أكثر تشددًا.
وفي الساعة 04:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (09:00 بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، بنسبة 0.4% ليصل إلى 104.085، مقتربًا من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، وفي طريقه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني.
وصرح رئيس الفيدرالي في أتلانتا، رفائيل بوستيك، بأنه لا يتوقع تخفيضًا قويًا في أسعار الفائدة هذا العام، وقال إن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لخفض الفائدة، وعدل توقعات من خفضين هذا العام إلى خفض واحد فقط.
الاقتصاد الأمريكي يقف على أرض صلبة
حقق البنك الوطني السويسري أكبر مفاجأة في أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية، حيث خفض أسعار الفائدة وأشار إلى قوة الفرنك كمبرر لذلك.
وانخفض الفرنك السويسري، أفضل عملات مجموعة العشرة أداءً في عام 2023، بأكثر من 1% خلال الليل، وواصل انخفاضه يوم الجمعة، حيث ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري بنسبة 0.4% إلى 0.9009، ليقترب من مستوى التعادل.
وقد دفعت هذه الخطوة المتداولين إلى إعادة تقييم الإجراءات المستقبلية المحتملة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع، حيث أكد المسؤولون مجددًا على احتمال خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام إذا كانت البيانات الاقتصادية مواتية لذلك.
كما رفع البنك المركزي الأمريكي توقعاته للنمو في عام 2024 بشكل حاد ، وأشارت بيانات يوم الخميس إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يقف على أرض صلبة، وذلك بعد أن انخفض عدد الأمريكيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مبيعات المنازل المملوكة سابقًا في فبراير لأعلى مستوى خلال عام
يشير هذا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ليس مضطرًا إلى التعجل في خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
ومع ذلك، قال المحللون في آي إن جي في مذكرة: يبدو أن قفزة الدولار مبالغ فيها.
وأشاروا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي أرسل رسالة واضحة إلى حد ما في وقت سابق من هذا الأسبوع: مفادها أن بعض المرونة في بيانات النشاط لن تكون عائقًا أمام خفض الفائدة طالما أظهر التضخم زخمًا هبوطيًا.
توقعات خفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا لم تكن غير منطقية
في أوروبا، انخفض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.2588، متراجعًا إلى أدنى مستوى له في شهر واحد بعد أن أبقى بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير يوم الخميس، ولكن اثنين من أعضاء لجنة السياسة النقدية تراجعا عن موقفهما بضرورة رفع الفائدة في مواجهة تراجع التضخم.
ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز يوم الجمعة عن محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي قوله إن توقعات خفض أسعار الفائدة هذا العام لم تكن غير معقولة.
وأضاف المحللون في آي إن جي إن الأسواق تفسر ذلك إلى حد كبير على أنه اعتراف بأن التخفيضات ليست بعيدة جدًا، والآن تزداد القناعة بأن بنك إنجلترا سيبدأ في تخفيف السياسة في يونيو (تم تسعير 20 نقطة أساس)، إلى جانب البدء في التكهن بتحركات مايو (تم تسعير 7 نقاط أساس).
كما انخفض زوج اليورو/الدولار الأمريكي بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.0814، مع استمرار بيانات نشاط منطقة اليورو في رسم صورة قاتمة لتوقعات التصنيع في المنطقة.
وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجل يوم الجمعة إن البنك المركزي الأوروبي قد يكون في وضع يسمح له بخفض أسعار الفائدة قبل العطلة الصيفية، ربما في شهر يونيو، حيث أن التضخم في طريقه للعودة إلى هدف البنك البالغ 2٪.
تصريحات ناجل هذه تجعله ينضم إلى قائمة طويلة من صانعي السياسة الذين يدعمون على ما يبدو خفض أسعار الفائدة في يونيو، وتشير تصريحاته إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيكون ثاني بنك مركزي رئيسي بعد نظيره السويسري يبدأ في خفض الفائدة بعد سلسلة قياسية من رفع أسعار الفائدة.
الين يقترب من أدنى مستوياته في أربعة أشهر
تم تداول الدولار الأمريكي/الين الياباني على انخفاض هامشي عند 151.59، مقتربًا من أدنى مستوياته في أربعة أشهر، حيث تكبد الين خسائر حادة خلال الليل.
وارتفع زوج الدولار الأمريكي/اليوان الصيني بنسبة 0.2% إلى 7.2297، متجاوزًا مستوى 7.2 للمرة الأولى منذ نوفمبر 2023، وذلك في أعقاب تقارير تفيد بأن بنك الشعب الصيني يبيع الدولار ويشتري اليوان من السوق المفتوحة لدعم العملة الصينية.
وانخفض زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي بنسبة 0.8% إلى 0.6515، مع تراجع معنويات المخاطرة.