ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الخميس مع ترقب المتعاملين لقراءة جديدة لمؤشر التضخم الاستهلاكي، وسط توقعات بألا تشكل هذه البيانات عقبة أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي في المضي قدمًا نحو خفض سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل.

صعد مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 182 نقطة أو ما يعادل 0.4%. كما ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.4% مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا. فيما تقدم مؤشر ناسداك المركب بنسبة مماثلة بلغت 0.4%.

وجاءت البيانات محيرة نوعًا ما، إذ أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس زيادة أعلى من المتوقع على أساس شهري، لكنها جاءت متماشية مع التقديرات على أساس سنوي.

قراءة التضخم وبيانات البطالة

أظهرت بيانات حكومية يوم الخميس أن التضخم ارتفع قليلًا في أغسطس، بينما يراقب المستثمرون إشارات حول مدى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على الأسعار الاستهلاكية وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لمدى حدة قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة.

تشير أحدث بيانات من مكتب إحصاءات العمل إلى أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ارتفع بنسبة 2.9% على أساس سنوي في أغسطس، مقارنة بزيادة 2.7% في يوليو، وهو ما يتماشى مع توقعات الاقتصاديين.

على أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.4% مقارنة بزيادة 0.2% في يوليو، وهو ما جاء أعلى من توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى ارتفاع 0.3%. ويعود هذا الارتفاع إلى ثبات أسعار البنزين نسبيًا وزيادة تضخم الغذاء.

ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 3.1% على أساس سنوي في أغسطس، دون تغيير عن يوليو، ومتوافقًا مع التقديرات. وعلى أساس شهري، صعدت الأسعار الأساسية بنسبة 0.3%، مطابقة لزيادة يوليو، وهي الأقوى خلال ستة أشهر.

وجاء التقرير بعد يوم واحد فقط من إعلان مؤشر أسعار المنتجين، الذي سجل تراجعًا مفاجئًا بنسبة 0.1% على أساس شهري، فيما ارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي.

كما أعلنت وزارة العمل الأمريكية يوم الخميس أن عدد المتقدمين الجدد للحصول على إعانات البطالة ارتفع بشكل حاد الأسبوع الماضي، في إشارة واضحة إلى ضعف ملموس في أوضاع سوق العمل. فقد قفزت طلبات إعانات البطالة الحكومية الأولية بمقدار 27 ألف طلب لتصل إلى 263 ألف طلب، معدلة موسمياً، خلال الأسبوع المنتهي في 6 سبتمبر. بينما كان اقتصاديون قد توقعوا تسجيل 235,000 طلب للأسبوع ذاته.

وأشارت الحكومة هذا الأسبوع إلى أن بيانات الوظائف غير الزراعية ربما جرى تضخيمها بمقدار 911 ألف وظيفة خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس. وجاء ذلك بعد صدور تقرير التوظيف الشهري يوم الجمعة الماضي، والذي أظهر أن نمو الوظائف كاد أن يتوقف في أغسطس، بينما فقد الاقتصاد وظائف في يونيو للمرة الأولى منذ أربعة أعوام ونصف وسط حالة من عدم اليقين بسبب الرسوم الجمركية.

توقعات خفض الفائدة

رغم البيانات المتباينة، يتوقع المتعاملون إلى حد كبير أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في 17 سبتمبر، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعـودية. بل إن بعض الرهانات ارتفعت لاحتمال أن يتجه الفيدرالي إلى خفض أكبر بمقدار نصف نقطة.

وقال جاي وودز، كبير استراتيجيي السوق في فريدوم كابيتال ماركتس: خفض الفائدة بربع نقطة أمر شبه محسوم، لكن الأرقام تترك الباب مفتوحًا أمام خفض بمقدار نصف نقطة، خصوصًا مع بيانات البطالة. الخلاصة هي مراقبة عوائد السندات لأجل عشر سنوات. فإذا شهدنا هبوطها إلى مستوى يبدأ بالرقم 3%، فإن الأسواق قد تنطلق صعودًا.

جاءت تداولات الخميس بعد جلسة ثانية متتالية سجل فيها إس أند بي 500 إغلاقًا قياسيًا، مدفوعًا بقفزة ضخمة في أسهم أوراكل. بينما أنهى ناسداك المركب التعاملات فوق خط التعادل بقليل، وخسر داو جونز أكثر من 200 نقطة.

قفزة أوراكل وأثرها على أسهم الذكاء الاصطناعي

احتفل المستثمرون بتوقعات أوراكل لنمو أعمالها السحابية، حيث قفز سهم الشركة بنسبة 36% خلال الجلسة، في أفضل أداء له منذ عام 1992، مضيفًا نحو 244 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.

ورأى المتعاملون أن هذه القفزة تمثل مؤشرًا إيجابيًا لموجة الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي. فقد سجلت أسهم شركات مثل برودكوم وإيه إم دي ومايكرون ارتفاعات قوية، ما وفر نقطة مضيئة للمستثمرين في يوم اتسم بضعف نسبي في بقية القطاعات.