حققت شركة مايكروسوفت ثاني شركة أميركية قيمة سوقية وصلت إلى  تريليوني دولار، مدعومة بالرهانات على أن هيمنتها في الحوسبة السحابية وبرامج المؤسسات سوف تتوسع أكثر في عالم ما بعد فيروس كورونا.


ووفقاً لـ عربية نت ارتفعت أسهم مايكروسوفت بنسبة تصل إلى 1.2% في نيويورك يوم أمس الثلاثاء، وهو ما يكفي لكي تنضم شركة البرمجيات لفترة وجيزة إلى شركة أبل كواحدة من بين شركتين فقط تتداولان بهذه القيمة العالية قبل إغلاق السهم عند 265.51 دولار.


وكانت أرامكو السعودية تجاوزت هذا الحد لفترة وجيزة في ديسمبر 2019، لكن قيمتها السوقية حاليًا تبلغ حوالي 1.9 تريليون دولار.


منذ توليه زمام الأمور في عام 2014، أعاد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا تشكيل الشركة لتصبح أكبر بائع لبرامج الحوسبة السحابية، مع احتساب كل من البنية التحتية ووحدات السحابة لتطبيقات Office.


وتعد مايكروسوفت أيضًا الشركة الوحيدة بين شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى التي تجنبت حتى الآن الموجة الأخيرة من التدقيق من جانب الهيئات التنظيمية الأميركية النشطة لمكافحة الاحتكار، مما يمنحها حرية أكبر في كل من عمليات الاستحواذ وتوسيع المنتجات.


صعود السهم


كسب سهم مايكروسوفت 19% حتى الآن هذا العام، متفوقاً بذلك على أبل وأمازون، حيث زاد اهتمام المستثمرين بالأسهم بناءً على توقعات النمو طويل الأجل لكل من الأرباح والإيرادات، والتوسع في مجالات مثل التعلم الآلي والحوسبة السحابية.


وفاقت نتائج الشركة للربع الثالث، التي صدرت في أواخر أبريل، التوقعات وأظهرت نموًا قويًا عبر قطاعات أعمالها.


وكان مؤشر ناسداك 100 لأسهم التكنولوجيا تفوق على مؤشر S&P 500 أمس الثلاثاء، بعد أن كرر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول رأيه بأن التضخم سيكون قصير الأجل. ووسع كلا المؤشرين المكاسب بعد تصريحات باول حيث أغلق مؤشر ناسداك 100 على صعود بنسبة 0.9% وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.5%.


سيطرة على السوق


تأسست شركة مايكروسوفت عام 1975 على يد بيل غيتس وبول ألين، حيث أنشأت صناعة برامج الكمبيوتر الشخصي وسيطرت على سوق أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر وبرامج Office لسنوات.


على الرغم من أن مايكروسوفت تجنبت تفكك أعمالها، وهي العقوبة التي سعت إليها الحكومة عام 1998 في قضية مكافحة الاحتكار، فقد شهد العقد التالي فقدان صانع البرمجيات إلى حد كبير وهجه مع ظهور برامج الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي والبحث على الإنترنت، متخلفًا عن المنافسين الأحدث مثل غوغل وأبل.


ومن خلال سلسلة من التحولات الاستراتيجية، في السنوات السبع الماضية، أعاد ناديلا مايكروسوفت إلى طليعة التكنولوجيا مع التركيز على السحابة والحوسبة المتنقلة والذكاء الاصطناعي.


وبينما استغرق الأمر 33 عامًا من الاكتتاب العام لشركة مايكروسوفت للوصول إلى أول تريليون دولار من حيث القيمة في عام 2019، إلا أن التريليون التالي استغرق حوالي عامين فقط وسط زيادة شعبية أسهم التكنولوجيا قبل جائحة Covid-19 وأثناء الأزمة الصحية.


وكانت أبل صنعت تاريخًا في وول ستريت عندما وصلت إلى قيمة التريليوني دولار العام الماضي. ومن بين الأسماء الأميركية، تأتي بعد مايكروسوفت، أمازون التي تبلغ قيمتها السوقية حوالي 1.8 تريليون دولار، وشركة ألفابت، التي تقدر قيمتها بنحو 1.6 تريليون دولار.